رئيس الطائفة الإنجيلية أندريا زكى لـ«الشروق»: لا نتدخل بالسياسة ولا نفضل اللجوء للقضاء

آخر تحديث: الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:51 ص بتوقيت القاهرة

حوار - أحمد بدراوى:

• الكنيسة لا تدعم مرشحًا بعينه والخروج لاستقبال الرئيس فى نيويورك كان عملا وطنيا

• نحترم الحق فى الرأى والتعبير.. ولم ولن نعترف بزواج المثليين وهو أمر غير قابل للمناقشة

• مارتن لوثر ليس مهرطقًا بل مصلحًا وأبعد القداسة عن السلطة

• نحن مختلفون مع الكنائس الأخرى ولا نسعى للحصول على اعترافات من أحد

• تجميد أى دين وبعده عن الإصلاح يهدد بضياعه وتراجع تابعيه

• الوضع الأمنى للكنائس الآن أفضل بكثير والأنشطة مستمرة

• قانون بناء الكنائس لم يُختبر بعد وكنا نفضل قانونًا موحدًا لدور العبادة

• لدينا محكمة كنسية لمن يهاجمنا دون دليل

قال رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر الدكتور القس أندريا زكى، إن الإصلاح الدينى الذى قاده مارتن لوثر منذ 500 عام، كان يهدف لأن يكون للإنسان علاقة مباشرة مع الله، وأنه يمكنه قراءة الكتاب المقدس دون وسيط، موضحا أن أى دين إذا تم تجميده ونصوصه انحسر وضاع.

وأضاف فى حوار لـ«الشروق»، أن الكنيسة لم تتلق ردا حتى الآن على قانون الكنائس الذى تم تقديمه، لكنها كانت تفضل قانونا موحدا لدور العبادة، وعن الشأن السياسى والكنيسة، قال إنها لا تتدخل فى السياسة ولا تدعم مرشحا بعينه لكنها تدعو الناس للمشاركة فى الانتخابات، واستقبال السيسى فى نيويورك من قبل مسيحيين كان عملا وطنيا لا دخل له بالسياسة.

وأكد زكى أيضا، أن الكنيسة لا تفضل اللجوء إلى القضاء المدنى العادى، فهى لديها محكمة داخلية على درجتين، موضحا أن حرية الرأى والتعبير مكفولة لكن المساس بالآخرين دون أدلة مرفوض.

وإلى نص الحوار:

• الكنيسة الإنجيلية فى مصر تحتفل السبت بمرور 500 عام على حركة الإصلاح الدينى الكنسى التى قادها مارتن لوثر فى أوروبا ما هو برنامج الاحتفالية؟

ــ ستبدأ الاحتفالات، اليوم الجمعة، بعقد لقاء لاهوتى كبير حول الإصلاح الكنسى يتحدث فيه لاهوتيون من ألمانيا وهولندا والسويد وفلسطين ومصر، وهو تشكيل أوروبى عربى بهدف إلقاء الضوء على الإصلاح، ثم زيارات السبت لمسئولين سياسيين ودينيين فى مصر، ثم ينتهى اللقاء باحتفال رسمى فى كنيسة قصر الدوبارة مساء السبت بمشاركة 70 شخصية إنجيلية عالمية وعدد من المسئولين المصريين، و600 شخصية مصرية إسلامية.

لإصلاح الدينى بدأ فى أوروبا حينما رأى مارتن لوثر أهمية أن يكون للإنسان علاقة مباشرة مع الله، وأنه يمكنه قراءة الكتاب المقدس دون وسيط، وكانت الكنيسة فى ذلك الوقت تمثل سلطة قابضة بين الإنسان والله فى قضية صكوك الغفران وعدم ترجمة الكتاب المقدس.

وبعد 500 عام، تجاوز عدد البروتستانت الآن 1.2 مليار فى العالم وإجمالى المسيحيين فى العالم يبلغ عددهم 2.6 مليار، أما الإنجيليون والكاثوليك 1.3 مليار والأرثوذكس 300 مليون، وباقى العدد للطوائف الأخرى.

وفتحت الحركة الباب أمام الرأسمالية، وأبعدت القداسة عن السلطة السياسية، واهتمت بحرية الفرد والفنون والتعبير وارتبطت الحركة الإنجيلية بالنهضة الأوروبية والتقدم العلمى، وبقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهى جزء مهم من الحضارة الإنسانية.

• هل وجهتم الدعوة لشخصيات من الكنيسة الأرثوذكسية، خاصة مع موقفها المعارض لحركة لوثر؟

ــ وجهنا الدعوة لكل المؤسسات الدينية فى مصر، وجميع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، وخرجت نحو 3 آلاف دعوة حتى الآن.

• البابا تواضروس، حين ذهب إلى ألمانيا مؤخرًا قال إنه لم يحضر احتفالية الإصلاح اللوثرى هناك، وأن لوثر لا يهمنا فى الشرق وهو موضوع يخص الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، ما تعليقكم؟

ــ وجهنا دعوة لقداسة البابا للحضور، وللبطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، ونحن نرحب بالجميع ونحترم عقيدة كل كنيسة وموقفها، ولكن الإصلاح الإنجيلى ليس حدثًا سهلًا أو غير معروف، لكنه غير التاريخ الإنسانى عمومًا والعالم كله، وحدثت مصالحة تاريخية بين الإنجيليين والكاثوليك.

ونحن كإنجيليين يوجد اختلافات عقائدية وتباين فى وجهات النظر مع الآخرين، لكن يوجد احترام متبادل.

• لكن بعض كنائس الشرق تعتبر لوثر مجرد مهرطق انحرف عن تعاليم الإيمان المسيحى؟
ــ المتطرفون فى كل مكان ولا نستمع إليهم، وإذا أردنا أن نحكم على بعضنا البعض سيهرطق الجميع الجميع، وهو منهج لا نتبعه، ونحترم المشترك وحق الاختلاف.
أما القول بأن لوثر مهرطق فهذا كلام عارٍ من الصحة، فلوثر عاد بالكنيسة إلى الكتاب المقدس وللجذور التى نمت منها المسيحية.

• لكن الحوار اللاهوتى بين الإنجيليين والأرثوذكس مثلًا لم يتطرق فى أية مرة لفكرة الاعتراف بالمعمودية بين الكنيستين؟
ــ نحن لا نريد اعترافًا من أحد، ولا أحد يريد اعترافا مننا، وهى لا تؤثر فى شىء، والأرثوذكس فى العالم لا يتجاوزوا 300 مليون، والإنجيليون 1.2 مليار، والقضية هى احترام ما بيننا.

أما علاقتنا بالغرب، فنحن لا نقبل أموالا تشكل عقيدتنا أو تغير فكرتنا فهى مرفوضة، لكن لا مانع أن تكون لدينا علاقات نحافظ فيها على الهوية والعقيدة.

• لكن هل الأديان عمومًا بحاجة لإصلاح كل فترة؟
ــ متى جُمد دين ما يؤدى إلى ضياعه وانحساره وتراجع تابعيه، فعملية الإصلاح تفتح لمساحة من التجديد والإدراك والقدرة الإيجابية على التأثير، ووجود الشباب فى الأديان أسئلة مهمة ترتبط بالإصلاح.

• ما الوضع الأمنى للكنائس فى ظل قرار تعليق الرحلات سابقًا؟
ــ ما جرى وقتها هو تعليق الرحلات لمدة أسبوعين فى شهر يوليو بسبب ضغوط كثيرة، والآن لا مشكلة والأنشطة قائمة، والوضع الأمنى أفضل بكثير والأمور كلها فى يد الله.

• عدد الكنائس الإنجيلية غير المرخصة التى تقدمتم بطلب بها إلى لجنة رئيس الوزراء الخاصة بقانون بناء الكنائس؟
ــ 1047، عبارة عن 947 كنيسة، و100 بيت مؤتمرات وخلوة وخدمات، والصعيد بلغ النسبة الأكبر.

• بعد عام على قانون بناء الكنائس هل لم يختبر؟
ــ نعم، تقدمنا بملف ولم يمض سوى شهر ونتوقع نتائج إيجابية من الرد على ملفنا، وإذا لم نجد إيجابيات سنخرج ونقول ذلك، لا أحد يجبرنا على التستر عليه أو الخوف منه، ونحن نبنى ثقة، وإذا كان القانون لا يحقق استقرارا ومشكلة سنقف ضده، وهو نتيجة مادة دستورية، لكن الأفضل كان قانونا موحدا لدور العبادة.

• الكنيسة والسياسة ما هى حدودهما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية؟
ــ على الكنائس ألا تعمل بالسياسة لكنها تهتم بالشأن العام، أى تشجع الناس على المشاركة فى الانتخابات وأن يقوموا بدورهم، لكن التدخل فى دعم مرشح معين والدعوة لانتخاب شخص بعينه فهذا عمل سياسى مباشر وأنا ضده، ويجب على الكنيسة والمسجد البعد عن ذلك.

• ما الجديد بشأن قانون الأحوال الشخصية؟
ــ قانون الأحوال الشخصية الموحد من 90 إلى 95 % من مواده فيها اتفاق بين الكنائس، لكن الاختلافات فى قضايا الزواج والطلاق والميراث والتبنى، وأعتقد أننا يمكننا استئناف الاجتماعات قريبًا.

• بعض الكنائس الإنجيلية فى الغرب اعترفت بزواج المثليين كيف تواجهون ذلك فى مصر؟
ــ نحن لدينا موقف لاهوتى وكتابى واجتماعى وثقافى ضده، وأرسلنا بذلك بيانات لكل الكنائس فى الغرب، وهو ليس مفتوحًا للحوار وليس مجالًا للمناقشة وهو موقف تاريخى واضح للكنائس الإنجيلية فى الشرق، ونحن كذلك ضد رسامة بعض رجال الدين منهم.

• المحكمة الكنسية التى شكلها السنودس الإنجيلى لمناقشة شكاوى «فيس بوك» لماذا؟
ــ نحن نؤمن بحرية التعبير، ولا نريد إخراس الأصوات، ومن حق أى شخص الاعتراض والتعبير عن رأيه، لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى للإساءة لأشخاص أو مؤسسات دون دليل، لابد أن يكون هناك حساب، ونحن كنسيًا لا نرحب باللجوء للقضاء المدنى، ونريد مناقشة أمورنا داخلنا، ولدينا محكمة كنسية داخلية على درجتين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved