اليوم العالمي للطفل.. الأم في مصر القديمة كانت تختار أسماء أطفالها

آخر تحديث: الأحد 17 نوفمبر 2019 - 12:45 م بتوقيت القاهرة

الأقصر - د ب أ

وضع العالم المعاصر أول ميثاق دولي لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1959، ليصبح ذلك اليوم منذ هذا التاريخ يوما عالميا للطفل.

وقبل ذلك بآلاف السنين، كان الأطفال فى مصر القديمة يتمتعون بحقوق كاملة، وبالعيش في مجتمع يوفر لهم كل ما يحتاجونه من تعليم ووسائل لعب وتسلية قبيل آلاف السنين.

وكان لدى المجتمع المصري القديم إحساس بالغ بالأجيال الصاعدة، وقد أدرك أفراده الفرق بين المراحل العمرية المختلفة، وكانت مرحلة الطفولة لديهم تعرف بمرحلة البراءة. وتحمل شواهد قبور الموتى نصوصا تدل على ذلك، فهناك نص يقول "كنت طفلا بريئا"، وآخر يقول "كنت صغيرا ولم أرتكب آثاما".

وبحسب الأثري المصري علي رضا، لم يكن يسمح للطفل بتعلم الحرف إلا بعد أن يصل إلى سن النضوج، ويُترَك فى مرحلة الطفولة الأولى للتعلم واللعب والتمتع بسنواته الأولى. وكانت هناك نصوص تدل على وعي المجتمع بالفرق بين مرحلتي الطفولة والنضج.

وقال رضا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن "الأب كان يفخر بأبنائه فخرا شديدا"، مشيرا إلى نص كتب على تمثال أحد كهنة آمون ويرجع لعصر الأسرة الـ22 في مصر القديمة، وفيه يتحدث الكاهن عن ابنه، حيث يقول: "أحببته وهو طفل صغير.. أعجبتني فيه دماثته.. وعندما أصبح غلاما لمست فيه النضج.. ولم يكن عقله يتناسب وصغر سنه، فقد كان يجيد اختيار الكلمات، ولم يكن في كلامه ألفاظ نابية". ويضيف رضا: "هكذا كان الأبناء محل احترام الآباء في مصر القديمة".

ومن اللافت أن الأم في مصر القديمة كان لها حق اختيار اسم الطفل، وتدل على ذلك ترنيمة قديمة ترجع لعصر الدولة الحديثة وموجهة للإله آمون، وتقول تلك الترنيمة: "أمه التي أعطته اسمه".

وتعددت أسماء الأطفال لدى قدماء المصريين، وهناك أسماء ارتبطت بالآلهة، مثل "أمنحتب" (ويعني آمون إله الخير)، وأخرى ارتبطت ببعض المهن مثل "صائد الطيور"، وأسماء وصفية مثل "وارسو" (كبير).

وتقول المترجمة والباحثة المصرية رشا سلامة، لـ"د.ب.أ"، إن بعض علماء المصريات الأجانب مثل روزا ليند، وجاك يانسن، رأوا أن أسماء بعض الأطفال ترتبط بتاريخ ميلادهم، وأن قدماء المصريين كانوا يتذكرون أيام ميلاد أطفالهم.

وبحسب سلامة، جرى العثور على نصب تذكاري يعود لعصر الأسرة الـ21، مسجل عليه يوم الميلاد بالسنة والشهر واليوم.

وفي منطقة دير المدينة الأثرية في غرب مدينة الأقصر، والتي كانت تعرف قديما باسم "مدينة العمال"، عثر علماء المصريات على كشوف مذكور فيها سبب غياب العمال عن العمل في أيام معينة، وقد كتب أمام سبب الغياب جملة "يوم عيده".

وذهب علماء المصريات إلى أن "يوم عيده" تعني يوم مولده، أي عيد ميلاده، وكتب أمام خانة سبب غياب عامل آخر "عيد ابنته" أي عيد ميلاد ابنته، وتلك النصوص التاريخية تدل على أن الأسرة في مصر القديمة احتفلت بعيد ميلاد أطفالها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved