جعلت والدتها تعود للدراسة.. سلمى تتحدى التوحد وتصبح بطلة في السباحة والبالیة

آخر تحديث: الأحد 19 يناير 2020 - 7:49 م بتوقيت القاهرة

الطاھر عماد

ولدت بإعاقة صنفها المتخصصون أنه مرض التوحد، وقالوا إنها لن تعيش طويلا، «سلمى» طلفة عمرها الآن 11 عاما، مريضة بالتوحد منذ ولادتها، لم تكن مثل الأطفال العاديين في معاملتها وتصرفاتها، ما جعل أمها تذهب بها إلى المتخصصين الذين وصفوا حالتها بأنه مرض من نوع نادر وصعب التعامل معه، وقالوا إنها لن تعيش طويل، وذلك حسبما قالت الأم السيدة نجوى حسن في حديثها مع «الشروق».

وتقول نجوي: "بعد ولادة سلمى بفترة اكتشفت أنها مش طبيعية في تصرفاتها وحركاتها اللي كانت غريبة عن الأطفال اللي في سنها، وبعد ما وصلت عمر سنتين وهي مابتتكلمش وكانت ليها رودد فعل عنيفه بعض الأحيان، روحت بيها لدكاترة كتير عشان أشوف مالها واكتشفت إنها مصابة بمرض التوحد".

الخبر وقع على الأم كصاعقة، ومع مرور الوقت لم تعرف كيف تتعامل مع ابنتها المريضة، والتي تحتاج رعاية من نوع خاص، فكانت تتعامل مع ابنتها في بعض الأحيان بعنف بسبب تصرفاتها غير الطبيعية، وهذا ما شجعها على تعلم كيفية التعامل مع ابنتها بطريقة خاصة وصحيحة، حتى تفهمها بشكل أكبر، وهو ما جعلها تلتحق بالدراسة في نظام التعیلم المفتوح، بعدما كانت حاصلة على مؤهل متوسط منذ زمن بعید، فلم تتخيل الأم أنها ستعود طالبة من جدید، فأصبحت تحصل العلم في أعرق الجامعات المصریة والعربیة، جامعة القاهرة، حیث تقدمت إلى الدراسة بكلیة التربیة الخاصة في نظام التعلیم المفتوح، حتى تتقن فن التعامل مع ابنتها سلمى مریضة التوحد.

تحولت حیاة سلمى، بعدما اكتشفت الأم شغفها تجاه الأفلام التي تعرض رقص البالیة، "سلمى بتحب الرقص جدا وبتعشق أفلام البالیة وفي یوم جابت كوبایات بلاستیك وحطتھا في رجلھا ورقصت بیھا، استغربت جدا من الموقف وسألت دكتور متخصص قالي لازم تروح معھد البالیة"، ومن ھنا كانت نقطة التحول، حیث انضمت سلمى إلى أحد معاھد البالیة المخصصة لمرض التوحد لكي تتعلم رقص البالیة.

"الحمد لله بقالنا 3 سنوات في معھد البالیة، وشاركت سلمى فى ملتقى ذوي القدرات الخاصة وفي حفلة قادرون باختلاف بحضور الرئیس عبد الفتاح السیسي"، تقول الأم.

سلمى عمرھا 11 عاما ولدیھا طاقة كبیرة جدا، وتتحول تلك الطاقة إلى أنشطة ریاضیة تبذل فیھا مجھودا كبیرا، فبالإضافة إلى موھبة البالیة، تعلب سلمى السباحة بمركز شباب الجزیرة، وأصبحت بطلة الجمھوریة في السباحة، وحصلت على جوائز ومیدلیات عدیدة، منھا الذھبیة والفضیة والبرونزیة، حتى أطلق المدربین علیھا "الشحرورة".

"أنا كنت رایحة اعمل قرار دمج في مركز شباب الجزیرة ومعایا سلمى، في كابتن اسمه كریم المصري ھناك أول ما شافھا جه علینا وقالي أنا عایز سلمى معایا في الفریق"، تتذكر الأم بفخر.

وأضافت أن كابتن كریم أول شخص تبنى موھبة سلمى في السباحة حتى حصدت العديد من الجوائز والميدليات بسبب تدريبه لها ومن إدارة الفریق ومن المختصین: "أول مرحلة من العلاج لأي شخص لدیه حالة خاصة ھو التوجیه الصحیح من البدایة فهو يعتبر نصف العلاج".

شاركت سلمى في بطولة الجمھوریة للسباحة وكانت أصغر مشاركة في البطولة بعمر 9 سنوات، حیث حققت المیدالیة الذھبیة في مسافة 100 متر، و 200 متر سباحة، وتنوي المشاركة في مسابقة 400 متر سباحة.

أما عن التحدیات التي واجهت الأم وابنتها، فتتمثل في المجتمع الذي یتنمر على سلمى، والنظرات الغریبة التي یطلقونها عليها، وتقول الأم: "الناس كأنها رافضة سلمى بسبب مرضها ودا تعبني جدا نفسیا ومش الناس بس اللي رفضت سلمى، لا كمان في مؤسسات لذوي الاحتیاجات الخاصة رفضتھا بسبب إنھا عندھا نشاط زیادة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved