نجم الراب البريطاني «ستورمزي» يحقق نجاحا تلو آخر ويعكس مخاوف مجتمعه

آخر تحديث: السبت 18 يناير 2020 - 11:07 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

أثار ضجة كبيرة عندما وقف أمام 100 ألف من عشاقه في مهرجان "جلاستنبري" الشهير منتصف عام 2019، وقد ارتدى سترة واقية ضد الطعن من تصميم فنان الشوارع المعروف "بانكسي".

وبعيدا عن خشبة المسرح، يفضّل نجم موسيقى الراب الشاب "ستورمزي" البالغ من العمر 26 عاما أن يكون على طبيعته، حيث نراه في أحد الأيام الباردة في شهر ديسمبر داخل استوديو تسجيل بمنطقة "تشيسويك" في غرب لندن، وهو يرتدي نعالا مبطنة.

ويقول ستورمزي ضاحكا: "أوصي باستخدامها، فهى دافئة جدا"؛ كما أن المحيطين به عادة ما يتأثروا بما يتمتع به من مزاج جيد وطبيعة تتسم بالود.

وتصدر الموسيقي الشاب المنحدر من لندن قوائم أفضل الأغنيات في بريطانيا مع إطلاقه أول ألبوماته الغنائية، والذي حمل اسم "جانج ساينز آند براير" في فبراير من عام 2017.

أما ثاني ألبوم له، والذي حمل اسم "هيفي إذ ذا هيد" والذي أطلقه في ديسمبر الماضي، فيلمح إلى ثقل حجمه الموسيقي بعدما فاز بالعديد من الجوائز، وحصل على كثير من الترشيحات.

ويقول: "أتعامل مع الأعباء التي أواجهها، وأواجه المهام (بقوة)"، ويضيف سريعا أن هذه المهام "مخيفة... وشاقة وجارفة".

وفي الواقع، يعتبر ستورمزي، واسمه الحقيقي مايكل ايبينازر كوادجو أوماري أوو جونيور، نموذجا يُحتذى به، وقد وصفته مجلة "تايم" الأمريكية بأنه "قائد الجيل القادم".

ولكن ستورمزي يرحب أيضا بهذه الجوائز، حيث يقول: "أنا في قمة السعادة... فأنا لم أصل لما وصلت إليه بين عشية وضحاها، ولكنني صليت واجتهدت من أجله."

وظهر ستورمزي في سترة أخرى واقية ضد الطعنات على غلاف ألبومه الثاني، ويوضح المغني الشهير أن ذلك بيان حول المشكلة الضخمة التي تعيشها بريطانيا، والمتمثلة في انتشار جرائم الطعن، ويقول "إن القضية متأصلة بعمق في المجتمع والأعراق والاقتصاد في بريطانيا".

ويضيف: "أنها مشكلة أعمق بكثير من وجود مغني راب يرتدي سترة واقية ضد الطعنات، ويلقي بيانا. الامر أعمق بكثير من مجرد أغنية، وأعمق بكثير من نشر ألف شرطي في الشوارع... ليسد لدي إجابات."

والسؤال المطروح هو، هل تملك السياسة حلا؟ وأعرب ستورمزي عن دعمه لحزب العمال قبيل الانتخابات المبكرة التي جرت في بريطانيا في ديسمبر 2019.

ويقول إن هناك "قائمة طويلة جدا" من المشاكل التي يجب معالجتها في البلاد، "وأنا شخصيا أرغب في أن أرى المحرومين يتمتعون بميزة أكبر قليلا، وأن تحظى الشريحة الاضعف بقدرات أكبر قليلا."

من ناحية أخرى، يوضح ستورمزي أنه ليس لديه كثيرا من الوقت لزعيم حزب المحافظين، بوريس جونسون، رغم ذلك، فهو يعتقد "أن ذلك لا يهم (جونسون) كثيرا".

وكان ستورمزي هتف بالفعل أمام جمهوره في مهرجان "جلاستنبري" برأيه في رئيس الوزراء، قائلا: "عليك اللعنة يا بوريس".

ولم يكن ذلك أول هجوم له على حزب المحافظين، فكان ستورمزي صاح أثناء مشاركته في حفل جوائز "بريت أووردز" في عام 2018، قائلا: "أنت يا تيريزا ماي (رئيسة الوزراء البريطانية السابقة)، أين هى أموال جرينفيل؟"، في إشارة إلى 72 شخصا لقوا حتفهم عندما اشتعلت النيران في مجموعة من الشقق السكنية التي كانت دون المواصفات في منتصف عام 2017، ولا يزال أقارب الضحايا ينتظرون التعويضات.

وأحيانا يرى ستورمزي، وهو الحائز على اثنين من جوائز "بريت"، أنه من "القهر ومن المثبط للعزيمة" أن تقريبا كل ما يقوله أو يغنيه أو يغرد به على مواقع التواصل الاجتماعي، يحظى بكثير من الاهتمام.

وعلى النقيض من شخصية مغني الراب- والتي يكون خلالها ستورمزي شأنه شأن الكثير من مغنيي الراب، يغني بصوت عالٍ مستخدما كلمات كبيرة وجريئة، فهو أكثر تواضعا وتأملا عندما يكون بمفرده.

ويؤكد لنا الموسيقي الشاب، الذي قدم أغنية فردية تحمل اسم "أون إت" مع النجم البريطاني الشهير إد شيران البالغ من العمر 28 عاما في الألبوم الجديد، فلطالما سعى النجوم للاشتراك معه في أعمال فنية، أنه لا يريد أن يترك نفسه لتأخذه الشهرة إلا بأقل قدر ممكن.

ويقول بلهجة سكان لندن: "بقدر ما أحاول أن أكون... موسيقيا رائعا"، مضيفا أنه لا يزال يحاول "أن أحافظ على نفس الشخص الذي كنت عليه"، ويبدو أنه نجح في ذلك، على الأقل حتى الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved