في ذكري رحيل حسن البارودي.. لقطات مميزة من حياة شيخ الفنانين

آخر تحديث: السبت 18 يناير 2020 - 12:45 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تمر اليوم 18 يناير الذكري الـ46 لرحيل الفنان الكبير حسن البارودي؛ والذي فارقنا في يناير 1974 عن عمر قارب 83 عاما، وذلك بعد مسيرة عطاء فني غزير قدمه البارودي علي مدار نحو نصف قرن؛ فقد أحب التمثيل منذ طفولته وشارك في عدد من الأعمال المسرحية وقت أن كان طالبا بالمدرسة.

بداية انطلاق البارودي وظهور موهبته كانت من خلال صدفة غياب أحد ممثلي فرقة يوسف وهبي، ولأنه كان يعمل كملقنا للفرقة، فتم الاستعانة به لكونه يحفظ نص المسرحية، ولكن بمجرد ظهوره علي خشبه المسرح أظهر موهبة كبيرة واتقانا للشخصية؛ ما أهله لحجز مكان هام بقرقة يوسف بك وهبي ويقدم عددا كبيرا من المسرحيات العالمية والتراث العربي.

ونال البارودي التقدير والتكريم عن مسيرته الممتدة والمليئة بالأدوار المميزة؛ فقد منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1959، وجائزة الدولة التشجيعية الطبقة الأولى عام 1962.

وشهدت الفنان حسن البارودي والذي لقبه أصدقائه ومحبوه بشيخ الممثلين بعدد من المواقف المميزة جمعته برجال الفن والسياسة بالإضافة لجمهوره، والتي نستعرض أبرزها مع ذكرى رحيله:

* سعد غلول أعجب بإتقانه للعربية الفصحي وتنبأ له بمستقبل في المحاماة!
صاحبت المواقف المميزة حياة حسن البارودي منذ طفولته؛ فيحكي نجله الدكتور أشرف البارودي، في أحد الحوارات الصحفية، أنه وقت أن كان البارودي طالبا بالمدرسة رشحه مدرس اللغة العربية لإلقاء كلمة الطلاب أما سعد باشا زغلول، وأعجب الزعين به كثيرا، لأنه كان متقنا للفصحى بشكل لافت، وأثنى عليه وتنبأ له بأن يكون محاميا مفوها.

* أعجبت أم كلثوم بصوته وتدخلت من أجل سفره للعلاج!
ارتبط البارودي بعلاقة صداقة قوية بالسيدة أم كلثوم، فيسرد نجله أشرف البارودي ويقول كان أبي من المقربين لكوكب الشرق، وكانت تدعوه دائما لحضور الصالونات الأدبية التي تقيمها بمنزلها، حتى أنها كانت ترفض أن يبدأ النقاش إلا بعد حضوره، وفي إحدى المرات تأخر أبي وطلب الكاتب مصطفى أمين من أم كلثوم أن تبدأ الجلسات، ولكنها رفضت حتى يحضر، وكان لها دورا كبيرا عندما أصيب أبي بضعف شديد بالنظر وكان مهددا بـ«العمى»، فحاول السفر إلى الخارج للعلاج، ولكن اعتذر له المسؤولون لعدم وجود ميزانية، فتدخلت كوكب الشرق وأجرت اتصالات على أعلى المستويات، وخلال ساعات أنهت كل الإجراءات وسافر أبي إلى لندن لإجراء العملية.

* شخصية شريرة قدمها علي المسرح ببراعة تسببت في محاولة الاعتداء عليه!
موقف آخر يبرز حجم الموهبة الكبيرة التي تمتع بها البارودي، فأثناء قيامه بدوره في مسرحية "الجحيم" أمام يوسف وهبي وكان شخصية تمثل جانب كبيرا من الشر فهو يعذب الشخصيات الأخري ، ومن شدة الإتقان أغضب ذلك عامل الإضاءة الذي كان يتابع المسرحية لطبيعة عمله، ولكنه بعد انتهاء العرض، حاول أن يضرب البارودي انتقاما من الشخصية الشريرة التي أداها، ولكن خلصه وهبي بصعوبة.

وتكرر الموقف ذاته أمام المسرح من الجمهور الذي حاول الاعتداء عليه، وذلك لفرط تأثرهم بالشخصية الشريرة التي قدمها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved