بالصور.. «الشروق» داخل مخبأ النمر: احذر ممنوع الاقتراب.. هنا أكبر وكر للبلطجة والمخدرات

آخر تحديث: الإثنين 18 يناير 2021 - 3:05 م بتوقيت القاهرة

مصطفى بكر وعلي عزوز

في منطقة الهاشمة بالجهة الشرقية في الجيزة، واحدة من المناطق المصنفة "خطرة من الدرجة الأولى"، يقع وادي "الأطفيحي"، هنا ممنوع الاقتراب أو التصوير، لا صوت يعلو فوق السلاح، البلطجية يحكمون، وتجار المخدرات يسيطرون، مخزن سلاح وجثث مدفونة وحشيش، أكبر وكر للمخدرات والقتل والسلاح بالجيزة.

عشش من الغاب في كل مكان من الجانبين، لا يمكنك سماع أصوات غير الكلاب التي تنبح داخل العشش لحراسة الموزعين وبضاعتهم.

فور دخول المنطقة بعربية دفع رباعي، تجد حولك رمالا وصخورا، أنت في صحراء جرداء وأمامك مجموعة من الرجال يسألون: "عاوز حاجة؟"، فإما أن تكون زبونا، وإما أحد سكان أطفيح، وهنا مصيرك معروف "القتل"، وتقطيع السيارت المسروقة ودفن الجثث وتصنيع المخدرات داخل هذا المكان المهجور الذى لا يدخله إلا البلطجية والمهربين والقتلة وتجار السلاح.

"الشروق" استطاعت اختراق الوادي والتجول فيه مع عدد من عائلات قبائل المعازة، بعد استقلال عربية دفع رباعي ودخول 9 كيلو في وادي الأطفيحي بالجيزة؛ لترصد بالصور ما يطلق عليه "مخبأ النمر"، وهو أحد المتهمين الذي يدير هذا المكان منذ 30 عاما من البلطجة، ويدعى "النمر. ا." 75 عاما، يعمل في تهريب السلاح بمصر.

أهالي منطقة أطفيح من المواطنين العاديين يعيشون في رعب؛ خوفا على أنفسهم وأبنائهم، فالخوف هنا مضاعف، من البلطجية وتجار المخدرات، وآخر من أن يقع الأبناء فريسة للكيف، "صباع حشيش"، أو "شمة هيروين".

"ن. م." 50 عاما، أحد أبناء قبيلة المعازة وشاهد عين على المكان، بدأ حديثه لـ"الشروق" قائلا: "أعيش في منطقة أطفيح منذ ولادتي وكانت وقتها هادئة، نعيش 15 عائلة من قبيلة المعازة وسط سلام كأي منطقة شعبية بمصر، حتى دخل (النمر) قادما من قنا، واستولى على وادي الأطفيحي منذ 30 عاما، وكوّن عائلة كبيرة من أخواته وأحفاده، واستغلها لتجارة السلاح والمخدرات والتهريبات".

وتابع: "اتهم (النمر) في عدد من القضايا منها سرقة مخلفات حرب عاما 1990، وكان يجند مجموعة من البلطجية على مداخل ومخارج هذا الوادي لبيع المخدرات لعملائهم"، مضيفا أن هذه العائلة تعمل في تصنيع المخدات والتجارة في السلاح وسرقة الأراضي من الجيران والتعدي عليهم وسرقة السيارات من جميع أنحاء الجمهورية وتقطيعها وبيعها ومساومة أصحابها على مبالغ مالية.

والتقط أطراف الحديث "ا. ب." عامل وأحد شهود العيان على الواقعة، وقال إن "هذا الوادي لا يتجرأ أحد على دخوله بسبب ما نشاهده من قتل وصناعة مخدرات وتجارة سلاح"، وتابع أنه شاهد منذ 20 يوما مقتل أحد أبناء القرية على يد عدد من المتهمين من هذه العائلة التي تسكن هذا الوادي، ويدعى "فهد ع." 30 عاما، مضيفا أن 15 عائلة اجتمعوا على دخول هذا الوادي والسيطرة عليه لمعرفة سبب هذه الجرائم.

وقال "م. ع." صاحب شركة مقاولات من أهالي منطقة أطفيح: "هذا الوادي من أكبر أسباب انتشار الجرائم في منطقة أطفيح بشكل خاص، وفي جميع أنحاء مصر بشكل عام"، وأشار إلى أن الحشيش ونبات البانجو متوفران بكثرة في منطقة أطفيح بسبب هذه العائلة، وتابع أن المتهم الأول في تلك الجرائم يدعى "النمر" 75 عاما، وأخواته وأولاده، وفروا هاربين بعد علمهم ببلاغ الأهالي لرجال الشرطة.

وطالب "ا. ب." عامل من أهالي أطفيح، رجال الشرطة، بملاحقة المتهمين والقبض عليهم حتى لا يعودوا إلى الوادي مرة أخرى والسيطرة عليه وفحص بلاغات التغيب للتعرف على الجثث التى عثر عليها مدفونة في الوادي وتطهير تلك البؤرة الاجرامية والقضاء على مخازن السلاح والإمدادات والطرق التى يدخل منها المتهمين هذه المنطقة.

وقال "س. ر." خفير حراسة من قبيلة المعازة، مفوض من رجال الشرطة بحراسة الوادي، إن هذه العائلة أنشأت سجنا داخل هذا الوادي لتعذيب المواطنين، وتابع أن معظم السيارت المسروقة كانت في هذا الوادي ويتم مساومة صاحبها لدفع مبلغ مالي كبير لكي يستردها، وإذا رفض دفع هذا المبلغ يتم تقطيع السيارة وبيعها كقطع غيار.

وتباشر نيابة جنوب الجيزة التحقيقات حول العثور على جثتين ومخزن سلاح ومصنع لتصنيع المخدرات بوادي الأطفيحي.

واستعجلت النيابة تقرير الصفة التشريحية الخاص بالعثور على جثتين، كما طلبت تحريات رجال المباحث التكميلية حول الواقعة للوقوف على ظروف وملابسات الحادث.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved