«أ ش أ»: في اليوم العالمي للمتاحف.. كورونا لم يثن الدولة عن تطوير الجديد منها

آخر تحديث: الإثنين 18 مايو 2020 - 3:29 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

يمر اليوم العالمي للمتاحف 2020، الذي يوافق 18 مايو من كل عام، بصورة مختلفة تماما في العالم بأكمله، فعلى غرار تداعياتها الصحية والاقتصادية، ألقت جائحة فيروس كورونا المستجد بظلالها أيضا على كافة مجالات الفنون والتراث الثقافي، وتسبب الحجر الصحي في إغلاق المتاحف والمواقع الأثرية منذ مارس الماضي.

ولأول مرة، منذ تخصيص المجلس الدولي للمتاحف في عام 1977، يوما عالميا للمتاحف، أُرغمت متاحف العالم أجمع على تقليص أنشطتها بشكل جذري، والانتقال من أرض الواقع إلى تنظيم الفعاليات الافتراضية والإلكترونية لمواصلة نشر فكرة الشمولية والعالمية التي تعتبر إحدى أهم خصائص احتفالية هذه السنة التي تتوخى تخطي الحدود الجغرافية والقيود المفروضة لاحتواء تفشي جائحة كورونا.

وقامت الحكومة المصرية - في هذا الإطار- منذ يوم 23 مارس الماضي، بغلق المتاحف والمواقع الأثرية أمام الزيارة لحين إشعار آخر، وأعلنت وزارة السياحة والآثار تنظيم جولات افتراضية على شبكة الإنترنت لعدد من المتاحف مع تقديم شرح لأهم القطع الأثرية المميزة الموجودة بها، ومكنت هذه التكنولوجيا عشاق الفنون والآثار، في هذا الظرف الاستثنائي، من البقاء على اتصال وتواصل دائمين بتاريخ الإنسانية، حتى في فترة الحجر الصحي.

ورغم أزمة فيروس كورونا، تسعى مصر إلى تحقيق نقلة نوعية فى مجال الجذب السياحي، حيث يتم العمل على قدم وساق، للانتهاء من عدد من المتاحف المهمة المجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، وفى مقدمتها المتحف المصري الكبير، الذي يعد هدية مصر للعالم، ولم يقف قرار تأجيل حفل افتتاح المتحف، بسبب تفشي فيروس كورونا، والذى كان من المقرر في الربع الأخير من العام الحالي، عائقا أمام العمل فيه، الذي لم يتوقف يوما واحدا، طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، باستئناف الأعمال في المشروعات القومية الكبرى.

ووفقا لتصريحات عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، تم الانتهاء من حوالي 96% من الأعمال الإنشائية والهندسية بالمتحف، ومن المتوقع الانتهاء من كافة الأعمال نهاية العام الحالي وفقا لما هو مخطط له.

ويعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم، خصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة، حيث يضم آثارا من عصور ما قبل التاريخ، وحتى العصر اليوناني والروماني، ولأول مرة سوف تعرض مجتمعة آثار الملك توت عنخ آمون، والتي يزيد عددها عن 5 آلاف قطعة، في قاعتين مساحتهما 7200 متر مربع، كما سيتم عرض قطع أثرية لموضوعات مختلفة على الدرج العظيم، والذي لا يوجد له مثيل في كل متاحف العالم، مطلا في نهايته على أهرامات الجيزة، وليس هذا فقط، بل خصصت قاعات عرض عددها 12 قاعة، وبمساحة 18 ألف متر مربع، لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى متحف مخصص لمراكب الشمس، وأول ميدان لمسلة معلقة في العالم.

وبالنسبة للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، فهو يعد من أهم المشروعات التي تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط ذو رؤية جديدة للتراث المصري العريق.

وقال الدكتور أحمد الشربينى المشرف العام على المتحف، إنه من المقرر نقل المومياوات الملكية المعروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير في موكب مهيب خلال الشهور القادمة لقاعة المومياوات الجديدة بالمتحف.

وأضاف أنه سيتم كذلك افتتاح قاعة العرض الرئيسية بالمتحف -بمسطح 2570 مترا مربعا-، حيث يتم حاليا تجهيزها ووضع الفتارين بها، والتي يحكي سيناريو العرض بها عن أهم معالم الحضارة المصرية عبر العصور بداية من حضارات ما قبل التاريخ والحضارة الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية والحديث والمعاصر.

وذكر أن الدولة تنفذ حاليا مشروعا قوميا تشارك فيه جميع الوزارات المعنية، لإزالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل وتطوير بحيرة عين الصيرة وإنشاء عدد من الكباري والمحاور المرورية الجديدة لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة والآثار الإسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذه المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الأماكن المجاورة مثل مجمع الأديان والعديد من معالم المنطقة الأثرية.

ومن أهم المتاحف الجديدة التي تنفذها الدولة حاليا، متحف العاصمة الإدارية الجديدة، الذي استقبل أكثر من 550 قطعة أثرية تروي تاريخ العواصم المصرية، وأوضح الدكتور محمود مبروك مستشار وزير السياحة والآثار لسيناريو العرض المتحفي، أن المتحف يتكون من قاعة رئيسية يعرض فيها آثارا لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة هم منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، والقاهرة الخديوية.

وأضاف أن المتحف يعرض كذلك مجموعة من المقتنيات المختلفة التى تمثل أنماط الحياة فى كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، أدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة إلى جانب جناح يمثل العالم الآخر عند المصرى القديم، ويتكون هذا الجزء من مقبرة "توتو" بالإضافة إلى قاعة مومياوات وتوابيت وفتارين تحتوى على الأوانى الكانوبية ومجموعة من الأبواب الوهمية ورؤوس بديلة تحاكى الطقوس الدينية فى مصر القديمة.

وتواصل وزارة السياحة والآثار العمل في متحف شرم الشيخ، وهو يعد ثاني متحفا للآثار في أهم مدينة سياحية على البحر الأحمر بعد متحف الغردقة الذي تم افتتاحه فبراير الماضي، ليكونا من مظاهر الجذب السياحي، وتشجيع المصطافين على زيارة المتاحف خلال نزهتهم بالمناطق الساحلية، والمساهمة في الترويج للآثار المصرية ونشر الوعي الاثري لدى أبناء المحافظة وزوارها.

ولفت مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، إلى الانتهاء من 95% من الأعمال الإنشائية بمتحف شرم الشيخ الذي يضم 6 قاعات للعرض ومبنى إداري، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرح مكشوف، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي.

وأضاف أن المتحف استقبل 4892 قطعة أثرية من عدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية من أهمها القطع التي يضمها العرض المتحفي بقاعة الحضارات، وهي التابوت الداخلي والخارجي لإيست إم "إيست ام خب" زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة الـ21 والتي عثر عليها فى خبيئة الدير البحري، ورأس الملكة حتشبسوت التي عثر عليها في المعبد الجنائزي لحتشبسوت عام 1926 بالدير البحري.

ولم تنس الدولة المتحف المصري بالتحرير، حيث تنفذ وزارة السياحة والآثار حاليا مشروعا لتطوير المتحف بمنحة تبلغ 3.1 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي حسب المعايير الدولية، ويشارك فيه قيادات الوزارة وأساتذة الآثار بالجامعات المصرية، وتحالف المتاحف الأوروبية "المتحف المصري بتورينو، واللوفر، والمتحف البريطاني، والمتحف المصري ببرلين، والمتحف الوطني للآثار بهولندا، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد الفرنسي لعلوم الآثار، والمعهد المركزي للآثار".

وأوضحت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف، أن مشروع التطوير يتضمن خطة قصيرة المدى وطويلة المدى لمدة 7 سنوات، لرفع كفاءة ومستوى المتحف، لوضعه على قائمة التراث العالمي كونه من أقدم المتاحف فى الشرق الأوسط، وكذلك لما يحويه من قطع نادرة، ويشمل ذلك مبنى المتحف والمحيط الثقافى له، كما يتم تحديد هوية المتحف المصري عقب إخلائه من مجموعتي "توت عنخ آمون" و"المومياوات الملكية".

وأشارت إلى تشكيل لجنة علمية تضم نخبة من أساتذه الآثار بالجامعات المصرية، ومديرى المتاحف الأوروبية الكبرى "البريطانى، اللوفر، برلين، تورين وليدن" بالاشتراك مع العاملين بالمتحف لدراسة تطوير العرض والحفاظ على سيناريو العرض الذى يعتمد على تتابع التاريخ المصري القديم، ولكن بطريقة جديدة متطورة تعتمد أيضا على استخدام التكنولوجيا الحديثة.

وأضافت أنه سيتم عمل بطاقات شرح علمية جديدة ولوحات إيضاحية توضح أماكن الكشف للقطع المعروضة، كما يتم حاليا تطوير حديقة المتحف وإعداد سيناريو عرض جديد للآثار المعروضة فى الحديقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved