بالصور.. مفتاح الدار: رفيق الشتات والشاهد على الحق الفلسطيني المسلوب

آخر تحديث: الثلاثاء 18 مايو 2021 - 8:00 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد:

تعيد أحداث حي الشيخ جراح، وسعي الاحتلال الإسرائيلى لطرد الفلسطينيين، مشهدا قديما منذ عشرات السنين للأذهان حين أغلق الفلسطينيون أبواب بيوتهم وأخذوا مفاتيحها ووثائق ملكيتها معهم ظنا منهم بأن الرجوع قريب، فلم يعودوا لبيوتهم وبقيت المفاتيح العتيقة رفيقة وحشة الطريق ودليلا أمام الجميع على حق سرقه المحتل.

ونتناول في التقرير التالي، الحديث عن العلاقة التى تجمع فلسطينيى الشتات بمفتاح الدار أو مفتاح العودة ورمزيته فى الثقافة الفلسطينية.

وبدأت القصة فى عام 1948 حين بدأت العصابات اليهودية القادمة من 89 دولة مختلفة بسط سيطرتها على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية قبيل مغادرة القوات البريطانية، حيث أغارت العصابات على 50 قرية فلسطينية، مثيرين الرعب بين أهلها، مرتكبين مجازر بشعة على غرار دير ياسين، فكان نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين على أمل العودة قبل أن تنهب بيوتهم ولا يبقى لهم منها سوى مفاتيح صدئة ووثائق ملكية يعرفها كل فلسطيني باسم القيشان.

ويحرص الفلسطينيون منذ أكثر من 70 عاما، على الاحتفاظ بمفاتيح العودة وتوريثها للأبناء والأحفاد وتعليقها على الأبواب.

وتعارف الفلسطينيون على تقليد يتبعه الفدائيون، حين يتعذر إعطاء مفاتيح العودة لأحد من الأقارب، أن يدفن المفتاح فى أقرب بقعة من الدار رجاء أن يجده فلسطيني آخر وقت تحرير الأرض ليبني البيت من جديد.

واستمر المفتاح ذو دور فاعل فى رحلة الصمود الفلسطيني؛ إذ لم يغب عن مسيرات العودة التى استمرت فترات طويلة بقطاع غزة ليكون رمزا يستخدمه المتظاهرون لإيصال رسائلهم للعالم من حولهم.

وعن رمزية مفتاح الدار، علق الدكتور غسان وشاح مدير المتحف الفلسطيني للتراث بتصريح سابق للمركز الفلسطيني للإعلام قائلا: "تلك الرموز والمظاهر والمشاهد التي رسمت عمق تمسك الفلسطيني في أرضه، ومرت في الذاكرة الفلسطينية ولم ينسَها الأجداد ولا الأحفاد تؤكد أن الصهاينة طارئون على هذه الأرض".

وأضاف: "هذه الرموز أخذت رمزية كبيرة لدى الفلسطيني في تمسكه بحق العودة، وهي تعدّ وثيقة رسمية لا يمكن لأي مؤسسة أهلية أو رسمية محلية أو دولية تجاهلها أو عدم الاستدلال فيها على أحقية الفلسطينيين في أرضهم".

ويقول الكاتب إبراهيم قنن، في تصريح سابق للعين الإخبارية: "المفتاح يمثل وثيقة معنوية ومادية بأحقيتنا في الأرض التي هجرنا منها عنوة.. وبأحقيتنا في الدار القديمة وهو يمثل الأمل بالعودة.. آمال الرجال والنساء الذين عاشوا النكبة الأولى بكل مرارتها وقسوتها وهجروا وشردوا إلى أصقاع الدنيا لاجئين".

ودخل مفتاح العودة في قائمة موسوعة جينيس للأرقام القياسية ليكون مفتاح العودة البالغ طوله 8.7 هو أكبر مفتاح في العالم وذلك في الذكرى ال68 للنكبة.

وتبقى المفاتيح فى انتظار أن ترجع إلى أبوابها ومعها أحلام فلسطينيين ذهب بهم الشتات وجور الاحتلال بعيدا عن بيوتهم التى لم يراها كثيرا منهم إلا فى الصور.

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved