«إسلاميون الشرق الاوسط» .. الخائفون من مصير مرسي

آخر تحديث: الخميس 18 يوليه 2013 - 12:10 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ هيثم نورى

فى كل يوم تتسع دائرة الخائفين من مصير الإخوان المسلمين فى مصر والرئيس السابق محمد مرسى، حيث أضيفت للقائمة أحزاب إسلامية معارضة قوية، إلى جانب حكومات تنتمى للجماعة فكريا أو تتأثر بها سلبا وإيجابا سياسيا.

أول هؤلاء الخائفين رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الإسلامية، الذى يواجه منذ أسابيع أكبر احتجاجات خلال العقد الفائت الذى تولى فيه السلطة، فيما عرف باحتجاجات تقسيم وحركة جيزى.

ومنذ صعود الإسلاميين الأتراك فى 2002، بعد انقلاب ناعم على أبوهم الروحى رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، لم يدخروا وسعا للترويج لما صار يعرف فى الشرق الوسط بـ«النموذج التركى»، حيث يتزاوج الإسلام السياسى بنهوض الاقتصادى والديمقراطية.

وإزاء هذا الوضع قطع أردوغان عطلته فور تلقيه نبأ عزل مرسى حيث عاد للقاء وزراء فى حكومته قبل أن يدين الانقلاب فى مصر ويرفض الاعتراف به، بحسب ما كشفت عنه صحيفة جارديان البريطانية.

وتقول الصحيفة إن أردوغان يسير على نهج حزب الحرية والعدالة المصرى الذى دفع كل معارضيه إلى الاتحاد فى جبهة واحدة، وهو ما جعل الإطاحة بمرسى صرخة تحذير لأكثر الأحزاب الإسلامية فى الشرق الأوسط نجاحا (العدالة والتنمية التركى).

وتتابع جارديان على أردوغان الاعتراف بأن معارضيه ليسوا معارضين للإسلام لكنهم يعارضون سياساته فى بعض النواحى حتى ولو كان أغلبهم بالفعل غير مؤيد للإسلام السياسى.

وتشير الجريدة إلى أن رفض الآراء المعارضة وتوصيف الصراع على أنه صراع عقدى بين الإسلام والعلمانية دفع فى مصر إلى عودة النظام القديم وقد يؤدى إلى نفس الأمر فى تركيا.

لم تكن تركيا وحدها هى من كان يراقب الأوضاع المصرية، فقد «تابعت الحكومة التونسية التى يسيطر عليها حزب النهضة (إخوان مسلمين) بتوتر»، على حد تعبير مجلة تايم الأمريكية.

فمع سقوط حكومة الإخوان فى مصر، يشعر إسلاميو تونس بأنهم صاروا الحكومة الإسلامية الوحيدة فى الإقليم، بحسب تايم.

من المعروف أن تركيا لديها حكومة إسلامية، كما أن الوزارة المغربية يقودها حزب إسلامى بزعامة عبدالإله بن كيران، إضافة لكل من السودان وإيران.

وتنقل المجلة عن قيادى بالنهضة التونسية هو محمد عمر قوله «لا يوجد أى بلد آمن من تكرار السيناريو المصرى».

ورصدت المجلة تأثير الثورة التونسية (أولى ثورات الربيع العربى) على نظيرتها المصرية، حين خرج بعض المصريين إلى ميدان التحرير حاملين الأعلام التونسية.

ولم تكن المجلة الاختلافات بين الإسلاميين فى البلدين، ففى حين أصر الإخوان فى مصر على الاستئثار بالسلطة وعدم السماح لأحد بمشاركتهم فيها على عكس شعارهم بعد ثورة 25 يناير مباشرة «مشاركة لا مغالبة»، دخلت النهضة فى تحالف ثلاثى مع حزبين مدنيين أصغر منها.

من المعروف أن الإخوان فى مصر حصلوا على ما نسبته 47% من مقاعد البرلمان إلى جانب 26% للسلفيين، فيما لم يحصل إسلاميو تونس سوى على أقل من 40%، وهو ما دفعهم للتحالف مع خصومها التقليديين. ومع ذلك فالسلام بين أطراف المعادلة التونسية ليس مضمونا، حيث تنضم القوى غير الإسلامية فى البلاد كل يوم أكثر من ذى قبل، ضد النهضة، وهو ما حدث بالفعل فى مصر وأدى للمظاهرات العملاقة التى أطاحت بالرئيس السابق.

وتشير تايم إلى أن «تمرد التونسية» جمعت حتى الان أكثر من 200 ألف توقيع للمطالبة بحل المجلس التأسيسى وإجراء انتخابات عامة مبكرة، بل أن الحركة المعارضة دعت بالفعل لمظاهرات فى 25 يوليو الجارى (ذكرى استقلال تونس عن فرنسا على يد الزعيم التاريخى الحبيب بورقيبة 1956).

فى الوقت نفسه تزايدت قوة حزب نداء تونس المعارض الذى يقوده السياسى المخضرم رئيس الوزراء الأسبق الباجى قايد السبسى.

وتنقل المجلة عن مدير تليفزيون نسمة التونسى نبيل القروى قوله «مثلما تأثر المصريون بالثورة التونسية، يمكن أن يتأثر التوانسة بما جرى فى مصر».

لكن ليس الحكومات وحدها هى الخائفة، بل كل الأحزاب الإسلامية تخشى مصيرا مشابها للحركة الأم فى مصر.

فقد نقلت شبكة سى ان ان الأمريكية عن الباحث فى مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية محمد أبورمان قوله إن إخوان الأردن يواجهون «صدمة كبيرة» بسبب تداعيات أحداث مصر.

وكشف أبورمان عن مناقشات فى «مراكز القرار الاردنى» بشأن التعامل مع الجماعة، عقب مرور المرحلة «الانتقالية» التى تمر بها مصر حاليا، وانقسام الآراء بين إعادة فتح الحوار مع الإخوان، كفرصة مواتية «لخفض سقف مطالبهم»، وبين استكمال ما حدث فى مصر و«شيطنة» الإخوان وإضعافهم.

ويذكر أن الحركة الاسلامية فى الأردن أعلنت عن تنفيذ جملة فعاليات نهاية الاسبوع الحالى لرفض الانقلاب العسكرى فى مصر وتأييد مرسى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved