القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة: علاقاتنا بمصر ممتازة فى كافة المجالات

آخر تحديث: الخميس 18 يوليه 2019 - 1:27 ص بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

توماس جولدبرجر: "صفقة القرن" مكونة من 60 صفحة ولا تتضمن تبادل اراضي فى سيناء .. وتقييم الإخوان إرهابية يخضع لعملية قانونية .. و"الناتو العربي" ليس فقط عسكري

أشاد القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة، توماس جولدبرجر، بحجم التطور الممتاز التى تشهد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على كافة المجالات فى الآونة الأخيرة، ولا سيما فى قطاعي التعاون العسكري والأمني. مشيرا إلي تنسيق وتشاور امريكي مصري مكثف فى أغلب ملفات وقضايا المنطقة والعالم.

وقال جولدبرجر، فى لقاء مع عدد من الصحفيين، فى مقر إقامته مساء أمس الأول، أن "بشكل عام العلاقات المصرية الأميركية متميزة فى كل الملفات، وهناك تعاون جيد للغاية فى المجالين الأنني والعسكري، فضلا عن زيادة نسب التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات الأميركية"، موضحا: "إزدادت عدد الشركات الأميركية العاملة فى القطاع الاقتصادي المصري وهناك رغبة حثيثة من البعض الآخر للقدوم إلي هنا للاستثمار".

وأوضح جولدبرجر، أن العلاقات المتميزة بين البلدين لا تقتصر فقط على مستوي رؤساء البلدين، وقيادتهما السياسية، بل تمتد أيضا لتصل إلي شعبي البلدين فى مختلف المجالات". معتبراُ أن ما يربط البلدين من مصالح وتحديات مشتركة، يجعل علاقاتهم متطورة ومتميزة بغض النظر عن من يحكم الولايات المتحدة سواء جمهوريون أو ديمقراطيون.

وتابع جولدبرجر: "هناك اهتمام واسع من قبل الشركات الأمريكية لزيادة استثماراتها فى مصر، إذ تعد مصر بقدراتها الهائلة بدءا من موقعها الجغرافي الهام فى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا وحجم الكثافة السكانية التى تتجاوز 100 مليون نسمة، فضلا عن نجاحها فى تنفيذ برنامج الصلاحات الاقتصادية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ومضيها قدما فى تسهيل العقبات التى تواجه الشركات الأجنبية فى مصر، أوجد كل ذلك رغبة من قبل الشركات الأمريكية للقدوم والاستثمار فى مصر". مضيفاً: "هناك العديد من الشركات التى تعمل بالفعل وتتوسع فى السوق المصرية مثل اوبر وبيبسي وكاندي مارك، فضلا عن رغبة شركات أخري للقدوم إلي هذا السوق الواعد". كما أوضح جولدبرجر أن مسعي مصر للتحول لأن تكون مركز للغاز فى المنطقة هي خطوة مهمة للغاية نظرا لما تمتكله مثر من قدرات وإمكانية تجعلها تنتج الغاز وتصدره، هذا بجانب الاكتشافات الغازية الضخمة التى اكتشفتها مصر فى الأونة الاخيرة.

كما أشاد القائم بالأعمال الأمريكي، بإقرار البرلمان قانون الجمعيات الأهلية الأخير، معتبرا أنه بمثابة خطوة للأمام، عالجت خلالها الحكومة المصرية الشواغل والتخوفات الغربية والأميركية من القانون القديم، وهو ما سيسمح، وفق تعبيره للمجتمع المدني لأن يلعب دوره المنوط به فى دوره فى دعم التنمية والاستقرار فى البلاد". واصفاً إيها بـ"القانون الناجج".

وحول عمل واشنطن على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "إرهابية" ووضعها على لائحة الإرهاب الأمريكية، قال جولدبرجر، إن "لا أحد يمكنه تقديم إجابة قاطعة بهذا الشأن، لكن الأدارة والشعب الأمريكي يدركون جيدا أن مصر وشعبها عاني خلال السنوات الأخيرة من الإرهاب، وأن الحكومة أخذت على عاتقها محاربة الإرهاب بكل قوة، ونحن ندعم الدول التى تحارب الإرهاب سواء مصر أو أي دولة اخري بالمنطقة"، وتابع: "لكن فيما يتعلق بتصنيف الجماعة، فإننا نبحث بمنتهي الدقة العملية موقف الأخوان واحتمال ارتباطهم بالإهراب، ولدينا عملية قانونية تحدد هذا العمل، كما لدينا أيضا تعاون وثيق مع القاهرة فى ملفي الأمن والاستخبارات".

وبشأن التنسيق والتشاور مع مصر فى ملفات وقضايا المنطقة، أوضح جولدبرجر، أن هناك تنسيق وتشاور دائم ومستمر بين البلدين بخصوص ملفات وأزمات المنطقة، معتبرا أن هناك تطابق كبير فى وجهة نظر البلدين تجاه العديد من تلك القضايا. مشيرا إلي تحقيق تقدم والاستمرار فى التشاور بين دول الخليج العربي والأردن مصر، فيما يتعلق بالناتو العربي، الذى يتضمن تشكيلات من جميع القوات البحرية والجوية والبرية، لمواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة.

وأوضح القائم بالأعمال الأمريكي، أن الناتو العربي، لا يهدف فقط لتعزيز التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين دول الخليج والأردن والولايات المتحدة، لكن يتضمن أيضا تعاون اقتصادي وتبادل تجاري فى المنطقة والولايات المتحدة، فضلا عن تنسيق سياسي. مشيرا إلي ان أطرافه لا تزال تعمل لتحديد الأطار الحاكم لتشكيله وانطلاقه.
وفيما يتعلق بالملف الليبي، قال أن بلاده تدعم المسار السياسي وجهود الأمم المتحدة فى هذا المجال، فضلا عن دعم العملية السياسية والحوار بين الأطراف الليبية للوصول إلي حكومة موحدة تعبر عن كافية الأطياف الليبية، ويرضي بها الليبيون، رافضا "الحلول العسكرية لحل الأزمة الليبية". وهو الأمر ذاته بالنسبة للأزمة السورية، إذ تدعم بلاده وذلك من خلال التنسيق مع مصر لتسهيل عملية الانتقال السياسي والسلطة فى هذا البلد الذي يعاني من الحرب منذ أكثر من 8 سنوات.

وبشأن التعاون فى الملف السوداني، ذكر جولدبرجر، أن واشنطن لديها مبعوث خاص للسودان وكان فى القاهرة قبل 10 أيام للتباحث والتنسيق مع الجانب المصري، كما أنه من المقرر له زيارة مصر فى وقت قريب جدا مرة أخري، موضحا أن بلاده والقاهرة يؤكدان على أهمية الانتقال السلمي للسلطة فى السودان لتحقيق الاستقرار فى هذا البلد.

وعن خطة السلام الامريكية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، قال جولدبرجر، إن تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها يساهم فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة. وتابع: "إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزمت وأخذت على عاتقها منذ بداية تسملها السلطة إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية الممتدة منذ عقود والمعقدة، وذلك بعد المحاولات والمبادرات الكثيرة السابقة التى انتهجتها الولايات المتحدة أو حتي دول بالمنطقة للتعامل مع القضية إلا أنه فى النهاية ظلت المشكلة مستمرة".

وذكر: "من أجل ذلك كون الرئيس فريق مصغر مكون من نحو 20 شخص وليس أربعة اشخاص فقط، وقاموا بمشاورات مكثفة سواء فى الداخل الامريكي أو مع قيادات المنطقة، كما درسوا المحاولات والخبرات السابقة، وقرروا فى النهاية انتهاج مسار مختلف لإنجاز الحل".

وكشف جولدبرجر، أن الخطة ستساهم فى تلبية طموحات الشعب الفلسطيني مع الإلتزام بأمن إسرائيل، موضحا "الخطة مكونة من 60 صفحة، ونأمل حين نشرها أن ينظر الجميع إليها جيدا فى مجملها، إذ أن هناك بالطبع بعض النقاط من الممكن ألا تعجب البعض، وهناك نققاط أخري يمكن أن تعجب البعض، لكن فى النهاية هي شئ متكامل"، معتبرا أنها "فى النهاية ستكون مجرد أفكار للالتقاء".

كما أوضح جولدبرجر، أن دور الولايات المتحدة فى هذه الخطة ليس فرض أي شئ على الأطراف المعنية ولكن فقط فتح المجال لأفكار جديدة، ومن ثم علينا ان ننظر إلي المكاسب التى من الممكن أن تحققها هذه الخطة. معتبرا أن كل التقارير والمزاعم التى تشير إلي تضمن الخطة تبادل للأراضي فى سيناء هي "غير صحيحة"، وتم دحضها ونفيها أكثر من مرة، وأن المشاريع المنتظر تنفيذها فى مصر هي لخدمة المصريين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved