عمرو فهمي في حوار خاص لـ «الشروق» : نقل مقر الكاف من مصر «فزاعة» يشيعها الفاسدون

آخر تحديث: الخميس 18 يوليه 2019 - 5:04 م بتوقيت القاهرة

حاوره – محمود باهي:

** الدولة صاحبة الفضل في استضافة كأس الأمم ونجاحها
** جاساما تحاصره الشبهات.. أول شكوى ضدي كانت من الأهلي.. وكنت وراء تغيير حكم الزمالك وبركان
** إقالتي باطلة.. وإذا ترشحت لرئاسة الكاف سأحصل على 22 صوتا مقابل 11 عضوا فقط بالتنفيذية يدعمون الرئيس الحالي.
** قطر تملك 20% من لاجاردير.. ورئيس الشبكة يتحكم في مسئولي الكاف


شاب مصري ينحدر من أسرة لها تأثيرها الكبير في تاريخ منظومة الكرة المصرية والإفريقية، وصل إلى مكانة مرموقة سبقه إليها والده وجده، لكنه سار عكس التيار وأعلن الحرب على رئيسه المباشر في الكاف، وتسبب في أن يكون المالاجاشي أحمد أحمد مادة دسمة للإعلام العالمي للبحث والتحقق من سلامة سلوكه الإداري والمالي.
إنه عمرو فهمي، السكرتير العام السابق للاتحاد الإفريقي، تحدث لـ"الشروق" عن قضايا وملفات شائكة تلقي بظلالها على أروقة الكاف.

- لمن ينسب فوز مصر بتنظيم النسخة الحالية لكأس الأمم ونجاح البطولة بهذا الشكل؟

الدولة المصرية وحدها هي صاحبة الفضل في استضافة البطولة ونجاح التنظيم بهذه الصورة الراقية، لقد تحدث معي وزير الرياضة أشرف صبحي في يناير الماضي أثناء تواجدي في فرنسا، وتشاورنا سويا في الخطوات التي تجعل ملف مصر قويا أمام اللجنة التنفيذية، وهو ضرورة اعتماد موافقة الدولة ممثلة في وزير الرياضة ومجلس الوزراء، وهو ما لم تفعله جنوب إفريقيا لذا تفوقت مصر في عملية التصويت بشكل كاسح، ليس بفضل شخص، ولكن لأن من يختار أعضاء محترفون ينفذون اللوائح بحذافيرها.

- هناك تقارير إعلامية تشير إلى سعي مسئولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لإبرام اتفاقية استضافة ليتحول "كاف" إلى هيئة دبلوماسية ولتسهيل عملية زيادة حصة الموظفين الأجانب من داخل القارة؟

أريد التوضيح أن ربط هذا الأمر بالتهديد بنقل مقر الاتحاد الإفريقي من مصر مجرد "فزاعة" يرددها فاسدون بهدف تحصين مناصبهم الدولية، كما أن لائحة "كاف" تنص بخصوص ملف المقر بأنه نقله إلى دولة أخرى يستلزم العرض على اللجنة التنفيذية ثم يعرض للتصويت بين أعضاء الجمعية العمومية للكاف بشرط أن تتم الموافقة بنسبة 75% + 1، إنها نسبة كبيرة جدا وهناك الكثير من الدول الإفريقية التي تساند مصر.
كما أن الاتحادات القارية تعامل كأنها شركة أجنبية خاضعة لقوانين البلد التي يتواجد فيها المقر، بدليل خضوع مسؤولي الفيفا للتحقيق أمام القضاء السويسري، أما بشأن الموظفين فهو إجراء طبيعي أن تكون الأغلبية من البلد المستضيف للمقر، فمثلا 60% من موظفي الاتحاد الأوروبي من سويسرا.

- بعد كل ما حدث كيف تقيم الآن موقفك بالوقوف ضد رئيس الاتحاد الافريقي؟

فخور بنفسي، لأنني أول سكرتير عام لاتحاد قاري يتجرأ ويتقدم بشكوى ضد رئيسه المباشر لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم أثناء أداء مهام عملي، لرفضي التام السكوت عن فساد ضخم في منظومة الكاف، بل عقدت العزم على استكمال مسيرة عائلتي. لقد كان الجد من مؤسسي الاتحاد وساهم والدي في تطويره، وجاء الدور علي لأقوم بالتطهير والكشف عن الفاسدين سواء الاتحاد المحلي أو الإفريقي.
وبشكل عام لا أريد الحديث كثيرا عن شخص قيد تحقيقات جارية، ولكنه بالنسبة لي قد اقترب أوان نهايته، ربما نجد رئيس الاتحاد الدولي يطيح به من رئاسة الكاف، ولننتظر ما سيحدث بعد تعيين فاطمة سامورا مشرفا على الكاف، وحضور جياني إنفانتينو بنفسه إلى مصر لحضور اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي.

- وهل ستتخذ خطوات أخرى؟

نعم.. الخطوة الأولى شكوى للاتحاد الدولي، بسبب فساد إداري وتصرفات غير مقبولة بخلاف ضياع عشرات الملايين على مصر بعد استضافتها لبطولة كأس الأمم وزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 فريقا، مما يستلزم تغيير بنود العقد القديم وزيادته من 50 إلى 100 مليون دولار لإقامة البطولة في الصيف وعدم وجود أجندة أي مسابقات دولية أخرى في نفس التوقيت.
كما أقمت دعاوى قضائية ضد رئيس الكاف أمام المحاكم المصرية، لأن قرار إعفائي من منصبي تم بإجراءات غير قانونية وبشكل تعسفي ولأسباب واهية، لقد كان من المفترض أن يتم إبلاغ اللجنة التنفيذية للكاف قبل قرار الاستغناء عن خدماتي، كما تجاوز أحمد أحمد مطالبة التنفيذية باللجوء لمراجعة خارجية لأن المستندات المالية والإدارية ستفضحه بشكل كبير.
أما التحقيقات مع أحمد أحمد في فرنسا فهي حسبما علمت من الإعلام الفرنسي تتعلق بقضية غسيل أموال ليس لي علاقة بها، بل شركة متخصصة في الأدوات الرياضية أسسها مع مدير أعماله ومدرب لفريق ناشئي الرجبي في نادي تولون الفرنسي، وتم اتهامه بالتهرب من الضرائب بتحويل الأموال عبر بنوك مصرية ومنها إلى أبو ظبي ثم سويسرا، لذا طالب القضاء الفرنسي الدول الثلاث المذكورة (مصر والإمارات وسويسرا) بالمساعدة للتحقق من هذه الاتهامات.

- ما مدى قانونية بيع بطولات الاتحاد الإفريقي لقنوات بي إن سبورتس؟

رئيس شركة لاجاردير يتحكم في مسؤولي الكاف، وبينهم مصالح كبيرة، أما مسألة بيع البطولات ومنها كأس الأمم، فإن الشركة الفرنسية تؤول 20% من ملكيتها إلى قطر، وبالتالي تذهب البطولات تباعا لقنوات بي إن سبورتس، ولا يوجد اتفاق أو عقد مكتوب بين القناة القطرية والاتحاد الإفريقي بل مذكرة تفاهم عبر الشبكة الفرنسية (لاجاردير)، وعملية البيع لا تتم بطريقة قانونية بنظام المزايدة، فهو أمر لا يحدث في البطولات الكبيرة مثل الدوري الإنجليزي وغيره من المسابقات.. كما أنني كنت أخطط أيضا لتغيير عقود البث الخاصة بدوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية اعتبارا من 2020 مع تزايد عدد المباريات المشفرة لإقامة مرحلة المجموعات بدء من دور الـ16 بدلا من الثمانية.

- بحكم خبرتك وعملك بالاتحاد الإفريقي من هم الشخصيات الأقوى بهذه المنظومة؟

هناك ثلاثة أشخاص يتمتعون بالقوة والنفوذ بالكاف، هم الكونغولي كونستان أوماري والمغربي فوزي لقجع ووديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، فالأول طالما نجح في الوصاية على لجنة الحكام بدليل الاستعانة بالحكم باكاري جاساما في عدة مباريات حاسمة مثل الوداد والأهلي بنهائي دوري الأبطال في 2017 ومباراة المغرب وكوت ديفوار بأبيدجان والتي تأهلت بأسود أطلس لمونديال روسيا، وعندما طالب الاستعانة بنفس الحكم في مباراة الإياب بين نهضة بركان وفيتا كلوب في دور الثمانية بالكونفدرالية العام الماضي لتسهيل مهمة الفريق المغربي في التأهل، رفضت الأمر وحذرت رئيس الاتحاد وأبلغته أن الحكم الجامبي سيء السمعة، ولكنه قال لي حينها تصرف كيف تشاء لأنه شخصية ضعيفة وكان يخشى أن يكون الحوار بيننا مسجلا، وبالفعل تم تغيير حكم اللقاء.

- ولكن أصابع الاتهام بشأن ملف التحكيم تكون دائما نحو طارق البشماوي.. فما تعليقك؟

بالعكس البشماوي من الشخصيات التي تحاول فرض النظام ومحاربة الفساد المنتشر في منظومة الاتحاد الإفريقي، ولكن رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء هو من يسير الأمور خلف الكواليس، وتدخل في تعيين الحكم الكاميروني أليوم لإدارة مباراة الإسماعيلي والإفريقي التونسي باستاد الإسماعيلية، والذي احتسب ركلتي جزاء ضد الإسماعيلي في أقل من 40 دقيقة وتسبب في أزمة كبيرة انسحب على إثرها في البطولة.

- وماذا عن دور أعضاء اتحاد الكرة المصري بلجان الاتحاد الإفريقي؟

كلها لجان صورية فقط، فهذه الشخصيات أثبتت فشلها الذريع في إدارة الكرة المصرية، فهل يعقل أن يعمل عضو اتحاد الكرة يعمل في قناة تليفزيونية؟ إنه نوع من تضارب المصالح، لا يحدث بأي دولة في العالم، مصر تستحق أن تكون أفضل كثيرا على مستوى كرة القدم.

- أنت متهم دائما بانحيازك للأهلي بحكم مساندة الفريق من مدرجات الألتراس.. فما ردك؟

(ضاحكا) هل تعلم أن أول شكوى ضدي بصفتي السكرتير العام للاتحاد الإفريقي كانت من النادي الأهلي للرد على منعي ممثل لمجلس إدارة الأهلي لحضور اجتماع لجنة الأندية في مارس 2018.
الأمر بدأ في ديسمبر 2018 تناقشت حينها مع أحمد أحمد حول أن محمود طاهر هو ممثل النادي الأهلي في لجنة الأندية بالكاف، لكن محمود الخطيب هو من فاز بانتخابات رئاسة النادي قبلها بأيام، فمن سيمثل النادي؟ ورد رئيس الاتحاد الإفريقي بأن يكون الخطيب ممثلا للأهلي لأن عضو لجنة الأندية يمثل بصفته وليس شخصه، ولكن عندما وجهت الدعوة للكابتن محمود الخطيب لحضور أول اجتماع في ديسمبر سألني عن إمكانية إرسال عضو مجلس إدارة بداعي أنه لا يجيد تحدث الإنجليزية، ورفضت تنفيذا للوائح الكاف لأنه يعتبر عدم حضور رئيس النادي استهانة بالاتحاد الإفريقي كما أبلغته بوجود مترجم فوري سينقل له كل ما يحدث.
أما في اجتماع مارس 2018 حضرت الأستاذة رانيا علواني متأخرة ربع ساعة عن الموعد ودخلت القاعة تسألني عن مكان جلوسها، إلا أن رئيس لجنة الأندية طالب بإخراجها أولا للتأخر وثانيا لاشتراط حضور رئيس النادي ووقتها نفذت المطلوب مني وفقا للوائح باحترافية تامة.

- وماذا عن الهجوم الدائم لرئيس نادي الزمالك ضدك؟

رغم إبعادي عن منصبي في الكاف، إلا أنني كنت وراء تغيير حكم المباراة النهائية لكأس الكونفدرالية بين الزمالك ونهضة بركان، من خلال تواصلي مع مقربين من رئيس الزمالك وإبلاغهم بضرورة تحذيره من الجامبي باكاري جاساما، فهو حكم تدور حوله الشبهات، ومن الضروري أن يضغط على الاتحاد الإفريقي لتغييره.
وقد تم بالفعل تغيير الحكم إلى الإثيوبي باملاك تسيما الذي يعد رفقة جهاد جريشة أكثر الحكام نزاهة في إفريقيا.

- هل تعتقد أن لك مكان مستقبلا في الكاف؟

أزعم أنني إذا قررت الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي سأضمن الحصول على 22 صوتا تربطني بهم علاقات قوية، أما أحمد أحمد فلن يحظى إلا بدعم 11 عضوا فقط من اللجنة التنفيذية بالكاف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved