حسام فخر يكشف كواليس صدور كتاب لسان عصفور: المخزنجي قدّم الهدية للناشر.. وحذف الإهداء بشهامة نادرة

آخر تحديث: الجمعة 18 يوليه 2025 - 5:53 م بتوقيت القاهرة

نشر الكاتب حسام فخر، عبر صفحته على "فيسبوك"، قصة صدور كتابه "لسان عصفور" عن دار الشروق، كاشفًا تفاصيل إنسانية مدهشة حول تدخل الكاتب الكبير محمد المخزنجي في نشر العمل بدلًا منه، وواصفًا موقفه بنبل فريد وحساسية رفيعة.

كتب فخر: "مثل كل شيء في حياتي، لسان عصفور له قصة قد تكون أجمل منه. أخاطر اليوم بحكايتها رغم أن صاحبها قد طلب مني بمنتهى الوضوح ألّا أرويها". وأوضح أنه بدأ كتابة العمل منذ سنوات، راغبًا في إهدائه لصديقيه الأثيرين: محمد المخزنجي وياسوناري كاواباتا، لكنه توقف عن الكتابة بسبب ضغوط الحياة في نيويورك، ثم أرسل ما كتبه إلى المخزنجي، معتذرًا عن عدم استكماله، ورافضًا نشره.

فوجئ برد المخزنجي الذي رأى أن العمل يستحق النشر، مقترحًا أن يبحث له عن ناشر، فوافق فخر على الفور، وترك القرار لصديقه. وبعدها بشهور، تلقى فخر اتصالًا من نانسي حبيب من دار الشروق تُبلغه برغبتهم في نشر "لسان عصفور"، بعد أن تلقوا نسخة منه من المخزنجي. سألته حبيب: "لماذا لم تسلم العمل بنفسك؟"، فأجابها أن صفحة الإهداء توضح كل شيء، لتفاجئه بردها: "لا توجد صفحة إهداء!"

اتصل فخر بالمخزنجي ليسأله، فأجابه الأخير: "فضلت حذف صفحة الإهداء قبل تقديم العمل تفاديًا لأي شبهة ضغط، وحرصًا على أن تقيّمه الدار بموضوعية تامة". ليعلّق فخر متسائلًا: "أي نبل هذا؟ وأي حساسية؟ وأي كرم أخلاق ورقة روح؟"، مؤكدًا أن ما فعله المخزنجي لا يصدر إلا عن روح نادرة الاتساع.

أشار فخر إلى أن العمل صدر في وقت قياسي لم يتجاوز شهرين، بمساعدة الأستاذتين نانسي حبيب وأميرة أبو المجد، وتزين بغلاف من تصميم الفنان وليد طاهر الذي جسّد روح الكتاب بتعبير بصري فائق الجمال.

وأوضح فخر أنه التزم بطلب المخزنجي عدم نشر القصة طوال سبعة أشهر، لكنه لم يعد قادرًا على كتمانها، مؤكدًا أنها قصة جديرة بأن تُروى، وأنها تكذّب المثل القائل "عدوك ابن كارك".

واختتم فخر منشوره بتوجيه الشكر لدار الشروق وكل من شارك في خروج العمل للنور، مكرّرًا امتنانه للمخزنجي، ومعتذرًا له عن نقض وعده، مردفًا باقتباسه المحبب من پول أوستر: "القصص لا تحدث إلا لمن يعرف كيف يحكيها".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved