وفاة 5 أطفال أشقاء بديرمواس.. نيابة المنيا تستعجل تقرير الطب الشرعي وتحقق مجددا مع الأب وزوجتيه
آخر تحديث: الجمعة 18 يوليه 2025 - 12:15 م بتوقيت القاهرة
ماهر عبد الصبور
- بيان وزارة الصحة يستبعد العدوى.. وحجز والد الأطفال في مستشفى أسيوط
تواصل النيابة العامة بمركز ديرمواس، تحت إشراف المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، تحقيقاتها في واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء وإصابة شقيقتهم السادسة بقرية دلجا، مركز ديرمواس.
وقد قررت النيابة إعادة استدعاء والد الأطفال وزوجتيه، خاصة بعد بيان وزارة الصحة الذي صدر عقب التحاليل الطبية، والذي رجّح وجود شبهة جنائية.
وطلبت النيابة استعجال تقرير تشريح الطفل أحمد ناصر محمد، رابع الضحايا، لتحديد سبب الوفاة الحقيقي. كما اطلعت على النتائج المعملية التي أثبتت خلو الأطفال الخمسة وأفراد أسرتهم من الإصابة بالتهاب السحائي أو أي مرض معدٍ.
وتقدّم محمود الدلجاوي، محامي أسرة الضحايا، بطلب لتأجيل سماع شهادة والد الأطفال، ناصر محمد الشريف، بسبب تدهور حالته الصحية.
وأوضح أن الطفلتين اللتين كانتا محتجزتين بمستشفى صدر المنيا خرجتا بعد تحسن حالتهما، وسُمعت أقوالهما أمام النيابة. لكن لم تمضِ ساعات على خروجهما حتى ساءت حالتهما من جديد، إلى جانب تدهور صحة والدهم، ما استدعى نقلهم جميعًا إلى المستشفى مرة أخرى، حيث أُعيد حجز الطفلتين، وتوفيت إحداهما لاحقًا.
وأشار المحامي إلى أنه تم دفن الطفلة الخامسة، فيما لا تزال الطفلة السادسة محتجزة بالعناية الفائقة، كما نُقل والدهم إلى مستشفى ملوي التخصصي ثم حُوّل إلى مستشفى أسيوط لتدهور حالته، حيث يعاني من نفس الأعراض الغريبة التي ظهرت على أطفاله قبل وفاتهم.
من جانبه، صرّح علي محمد الشريف، عمّ الأطفال المتوفين، بأن والدهم يعاني من احتباس البول وعدم القدرة على قضاء الحاجة، مما استدعى تركيب قسطرة له بشكل عاجل، ويخضع حاليًا لفحوصات دقيقة تشمل أشعة مقطعية ورنين مغناطيسي، لكن النتائج لم تظهر حتى الآن.
وكشف عم الأطفال لأول مرة عن اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، قائلاً إن الطفل كان يبدو طبيعيًا ويتحرك ويتكلم، ثم تظهر عليه فجأة أعراض عرق وسخونة، يليها قيء وهبوط حاد، لينتهي الأمر بالوفاة خلال ساعات.
وأكد أن الأعراض المتسارعة والمتشابهة كانت العامل المشترك في وفاة الأشقاء الخمسة، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي حالات مشابهة في القرية أو بين الجيران.
وقال هشام إبراهيم الشريف، ابن عم الأطفال، رافضًا الشائعات المتداولة: "في حاجات بتحصل بتوجع القلب، بس الأصعب منها إنك تلاقي ناس بتتكلم على مزاجها، وكأن اللي ماتوا مش أطفال، ولا في أهل موجوعة عليهم. أنا ابن عم الأطفال الخمسة اللي توفوا في دلجا، ووالله كل كلمة بقولها جاية من قلب موجوع، ومن واحد كان قريب جدًا من اللي حصل".
وأضاف: "الناس بتقول كلام كتير، وكل يوم إشاعة شكل، والكل بيحاول يسبق بنشر حاجة، حتى لو مش متأكد منها. ووزارة الصحة بنفسها طلعت بيان رسمي، وقالت إن كل التحاليل اتعملت، والنتائج طلعت سليمة، مفيش لا مرض معدي ولا التهاب سحائي ولا أي وباء. الميه اتفحصت، ودخلوا البيت وشافوا كل حاجة بنفسهم، والناس والجيران حوالينا ما فيش فيهم حد تعبان".
وتابع: "الموضوع حاليا تحت تحقيق رسمي، ولسه مفيش سبب واضح ومؤكد للوفاة، واللي احنا عارفينه ومتأكدين منه، إن كل كلمة بتتقال بدون علم تؤذي مش بس أهل الأطفال، تؤذي بلد كاملة عايشة في حالة خوف مش حقيقية. وأنا مش طالع أبرر ولا أدافع، أنا طالع أطلب من كل حد يكتب أو ينشر إنه يفكر قبل ما يتكلم، ويحط نفسه مكان الأب والأم ويسأل نفسه: الكلمة اللي هقولها دي هتفيد؟ ولا هتزود الوجع؟ ربنا يرحم ولادنا ويصبر قلب أبوهم وأمهم، ويارب تظهر الحقيقة من غير وجع تاني".
من جانبها، أصدرت وزارة الصحة والسكان، أمس الخميس، بيانًا بشأن الواقعة، أكدت فيه أنها تابعت بدقة واقعة وفاة خمسة أطفال أشقاء من قرية دلجا بمركز ديرمواس، بمحافظة المنيا، يوم السبت 12 يوليو 2025. وقالت الوزارة إن قطاع الطب الوقائي تلقى بلاغًا من مديرية الصحة بالمنيا وتعامل مع الحادث بكل شفافية وسرعة.
وأوضحت أن التحقيقات الميدانية والمعملية شملت زيارة مستشفيات ووحدات صحية، ومراجعة سجلات المرضى، وتحليل بيانات الأمراض المعدية، إلى جانب زيارة منزل الأطفال والمنازل المجاورة.
وأكد البيان عدم وجود أي زيادة في معدلات الأمراض المعدية بمحافظة المنيا أو في قرية دلجا، كما لم تُسجَّل أي إصابات مشابهة بين الوالد أو الأم أو الزوجة الثانية أو الأقارب أو الجيران.
وأضاف البيان أن نتائج التحاليل المعملية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي، التي أُجريت بالمعامل المركزية للصحة العامة، أثبتت خلو الحالات من أي أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري. كما أظهرت تحاليل عينات المياه من المنزل مطابقتها للمواصفات.
وأشارت الوزارة إلى أن جهات التحقيق تتولى حاليًا فحص الأسباب غير المرضية للوفاة، مؤكدة أن الوضع الصحي العام في المنطقة مستقر ولا يشكل تهديدًا وبائيًا.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن جميع الإجراءات تمت وفق أعلى معايير الشفافية والدقة، مع احترام اختصاص الجهات القضائية، وتجدد التزامها بحماية صحة المواطنين ومتابعة أي تطورات بدقة وسرعة.
وكانت قرية دلجا شهدت بلاغًا للجهات الأمنية بمديرية أمن المنيا، بإصابة 6 أطفال أشقاء بسخونة وقيء وإعياء شديد، توفي منهم خمسة على فترات متقاربة، ولا تزال الشقيقة السادسة في قسم العناية بمستشفى صدر المنيا، فيما تواصل النيابة العامة التحقيقات.