بـ5 زجاجات بلاستيكية.. ابتكار أطراف صناعية أرخص وأخف وزنا من الموديلات الموجودة

آخر تحديث: الأحد 18 أغسطس 2019 - 1:20 م بتوقيت القاهرة

محمد نصر

استطاع باحثون من جامعة دي مونتفورت، في مدينة ليستر بإنجلترا، إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية، وتحويلها إلى أطراف صناعية أرخص وأخف وزنا بـ40 % من الموديلات الموجودة.

وقال الباحثون أن التقنية الجديدة، أكثر ملائمة حول جذع المريض، مقارنة بنماذج الأطراف المصنوعة من ألياف الكربون أو الألياف الزجاجية، وتقلل من التقرحات والالتهابات وخطر العدوى بفضل التصميم القابل للتنفس.

وبحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية، فإنه وبسعر 10 جنيهات إسترلينية للوحدة (ما يوازي 200 جنيه مصري)، تكون الأطراف الجديدة أرخص بنحو 500 مرة من السعر القياسي للوحدة البالغ 5000 جنيه إسترليني، (ما يوازي 100 ألف جنيه مصري).

ويعتمد ما يقرب من 45000 شخص في إنجلترا على الأطراف الاصطناعية، حيث تنفق هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة NHS))، نحو 60 مليون جنيه إسترليني سنويًا على رعاية المرضى الذين يعانون من بتر الأطراف أو نقص الأطراف الخلقية.

في الوقت نفسه تشير التقديرات إلى أن 7% فقط من كل مليون زجاجة مياه بلاستيكية يتم شراؤها كل دقيقة في جميع أنحاء العالم يتم إعادة تدويرها، وأن ما يتبقى ينتهي به المطاف في مقالب النفايات أو البحار.

وأشار الدكتور كارتيكان كاندن، الذي قضى معظم حياته المهنية في تصميم السترات الواقية من الرصاص إلى أن: "إعادة تدوير المواد البلاستيكية للأفضل، وتقديم الأطراف الصناعية بأسعار معقولة هما قضيتان عالميتان رئيسيتان نحتاج إلى معالجتهما"، مضيفا أن: "هناك إحصاءات مخيفة حول كميات البلاستيك التي تلوث محيطاتنا وكوكبنا"

وأوضح كاندن أن: "واحدة من أكبر المشكلات أنه لا يمكن إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية لإعادة استخدامها لنفس الغرض، لذا فالأمر متروك لنا لإيجاد استخدامات جديدة لها."

وسبق أن صنعت الأطراف الصناعية من بلاستيك البولي إثيلين عالي الكثافة (High-density polyethylene - HDPE)، إلا أنها كانت ثقيلة وغير متينة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن التصميم الجديد يقوم على تصنيع البولي إيثيلين تيرفيثالات (Polyethylene terephthalate - PET)، المعاد تدويره، وهو المكون الأساسي للزجاجات البلاستيكية، وتحويله إلى خيوط أقوى 10 مرات من البلاستيك عالي الكثافة.

ويمكن حياكة هذه الخيوط في قوالب مسامية تحافظ على برودة المريض، لاسيما في حالة المرضى الذين بترت أطرافهم نتيجة لمضاعفات مرض السكري، والذين تتعرق أجسامهم بكثرة، هذه الميزة لا يمكن الحصول عليها في أفضل التصاميم المتاحة من الأطراف المصنوعة من ألياف الكربون أو الألياف الزجاجية، وبإمكان 5 زجاجات بلاستيكية بسعة 1 لتر توفير خامات التصنيع لطرف صناعي واحد.

وبتمويل من أكاديمية العلوم الطبية، قام فريق الباحثين في دي مونتفورت بحياكة وتكييف خيوط البولي إيثيلين تيرفيثالات (PET)، على 2 من قوالب الجذع لمبتوري الأطراف ووضعها على 230 درجة مئوية ليتم الانتهاء من عملية التصنيع بعد 20 دقيقة.

وتم نقل الطرفان الجديدان إلى 2 ممن فقدوا أطرافهم بمدينة جايبور الهندية، أحدهم فقد ساقه فوق الركبة والأخر أدناها.

يقول الدكتور كاندن: "لقد أعجبتهم الأطراف وقالوا إنها كانت خفيفة الوزن ويسهل المشي معها، وأنها سمحت للهواء بالتدفق إلى باقي أجزاء الساق".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved