تقرير.. 5 عوامل دفعت كوتينيو للفشل في برشلونة

آخر تحديث: الإثنين 19 أغسطس 2019 - 12:21 ص بتوقيت القاهرة

أحمد المقدم

وصل البرازيلي فيليب كوتينيو إلى مقاطعة بافاريا تمهيدا لإكمال انضمامه إلى بايرن ميونيخ، مُعارا بدوره من برشلونة الإسباني، بموجب عقد من شأنه أن يمتد حتى نهاية الموسم القادم، مع إدراج بند يخول للنادي الألماني التوقيع الدائم والنهائي مع نجم ليفربول السابق.

كوتينيو وصل برشلونة نجما متألقا في ليفربول، لكنه لم يتمكن من وضع بصمته بالشكل الأمثل داخل "كامب نو"، ليغادر قلعة البلوجرانا سريعا، عاما ونصف العام بعد انضمامه.

خلال السطور القادمة، سنعمد وإياكم لاستعراض أبرز العوامل التي أدت إلى هذه النهاية المبكرة لمشوار كوتينيو في برشلونة، دون تجاهل لحقيقة مفادها إمكانية حدوث الأمر ذاته أو تكراره مع الكثيرين، لاسيما وأن كرة القدم تظل مرنة، وكل شيء وارد الحدوث في عالمها

المدرب إرنيستو فالفيردي

فالفيردي لم يحسن التعامل مع كوتينيو، وخاصة فيما يتعلق بإيجاد المركز الأنسب للبرازيلي في تشكيلة الفريق، حيث أكثر المدرب الباسكي من وضع صاحب 27 عاما في الجناح الأيسر من مثلث الهجوم، وهناك تحولت هوية لاعب إنتر ناسيونالي السابق إلى مجرد اسم كبير مغلوب على أمره.

فالفيردي لم يجرأ على الاستعانة بكوتينيو في مركزه الطبيعي، كمتوسط ميدان متقدم يقوم بصناعة اللعب وتحريك الخط الأمامي، ربما لعدم قناعته الكاملة بالأمر، وربما كي يجنب لاعبه الاصطدام بمهام ليونيل ميسي في الملعب، لاسيما وأن البرغوث الأرجنتيني دائما ما يحمل مسؤولية بناء هجمات الفريق على كاهله.

كوتينيو نفسه

كوتينيو لم يكن قويا كفاية للتعامل مع الضغوطات التي لاقاها في برشلونة، بداية من ابتعاده عن تشكيلة الفريق الأساسية، مرورا بتعرضه للاستهجان من جماهير النادي، ونهاية بشعوره بعدم الرغبة في الإبقاء عليه، من خلال استعداد القائمين على أعمال البلوجرانا للتخلي عنه، عبر إدراجه في صفقة تبادلية، تسمح لهم باسترجاع نيمار جونيور دا سيلفا من برشلونة.

الضغوطات بدت كثيرة وكبيرة على عاتق كوتينيو، بيد أن ذلك لم يعن أن يتخلى اللاعب عن حميته، لم يستوجب منه أن يرمي المنشفة، بل تتطلب منه العمل أكثر، وبجد أكبر، من أجل فرض نفسه على خيارات فالفيردي، من أجل استعادة نسخته الأفضل، من أجل استرجاع حلته في ليفربول.

 وصول أرثر ميلو

قبل بداية الموسم الماضي 2018/19، لم يكن ليتصور أحد أن يستعين فالفيردي بالوافد الجديد أرثر ميلو في تشكيلته الأساسية، على حساب كوتينيو، غير أن ذلك هو ما حصل، والسبب؟

فالفيردي، وهو مدرب متحفظ بطبعه، لا يهوى طرق اللعب ذات الكثافة الهجومية العالية، ومن هنا فضل التقني التعويل على متوسط ميدان ثالث، يملك القدرة على إضافة بعد دفاعي لتشكيلة الفريق، ومن هنا ظهر دور ميلو، من هنا أيضا تضاءلت فرص كوتينيو.

القيمة المرتفعة لصفقة وصوله

142 مليون جنيه إسترليني... كان ذلك ما أنفقه برشلونة، يناير 2018، لاستقدام كوتينيو من ليفربول، قيمة مالية وضعت راقص السليساو في المرتبة الثالثة لأغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم، خلف نيمار والمهاجم الفرنسي كيليان مبابي.

كوتينيو تعرض لضغوط كبيرة نتجت عن القيمة المرتفعة لصفقة وصوله... آمال كبيرة وُضعت وعُلقت على انتداب كوتينيو، هالة خاصة تواجد بها وافد "إف سي هوليودد" الجديد، ومسار إجباري اضطر لعبوره، بصفته الاسم الأغلى.

مُجددا، لم يقدر كوتينيو على التعامل الجيد مع ضغوطات وجوده في برشلونة، فمضي للتفكير في إمكانية الرحيل عن الأزولجرانا بنهاية الموسم الفائت، كما ذكر فالفيردي نفسه... وقد رحل.

إرث إنييستا

لماذا تعاقد برشلونة مع كوتينيو؟ تعاقد برشلونة مع كوتينيو، كي يكون بديلا لأندريس إنييستا. نقطة ومن سطر جديد:

رحل إنيستا عن برشلونة، غادر رساما ساحرةً لوحاته، غادر بطلا متوجا بكل شيء، غير أن إرثه كان ثقيلا، ومن الصعب التعامل مع فقدان صاحبه.

ضحية رحيل إنييستا عن البرسا تمثل في حالة كوتينيو غير الطبيعية، والتي بدت في منأى عن الحل والعلاج... ربما سوى بقرار، يقضي بالانفصال أو الهروب من شبح أسطورة برشلونة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved