«عاش هنا» يخلد ذكرى شخصيات عريقة بلافتات تعريفية ببيوتهم

آخر تحديث: الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 - 2:55 م بتوقيت القاهرة

كتبت- ياسمين عبدالرازق:

«عاش هنا» مشروع يهدف لتخليد وتوثيق ذكرى الشخصيات المصرية العريقة، وتوصيلها للأجيال القادمة، تكريماً لكل مبدع كان له عظيم الأثر بفنّه أو علمه، ذلك المشروع الذي يتبع جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة.
وقالت مدير عام إدار الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة الدكتورة ريهام عرام، إن فكرة إقامة مشروع «عاش هنا» جاءت تزامنا مع مشروع تطوير القاهرة الخديوية أثناء قيام المحافظة بأعمال التطوير لعقارات وسط البلد بالكامل، وأثناء عمليات رصد العقارات، تم اكتشاف عقارات كتيرة لها تاريخ مهم جاءت أهميته من الشخصيات التي كانت تسكنها، منها عمارة الإيموبيليا التي عاش فيها أنور وجدي وليلى مراد ومجموعة كبيرة من الفنانين، كذلك مكتب يوسف شاهين، ومن هنا بدأنا اكتشاف أن كل عقار منه له حكاية لابد من تقديمها للجيل الحالي والأجيال القادمة.
وأوضحت عرام، في تصريحات لـ" الشروق"، أن «عاش هنا» تتضمن نشر لافتات معدنية لتصبح علامة بارزة فى كل منطقة، ويلتقط الكثيرون صوراً تذكارية بجانبها، خاصة أنه في بعض الأحيان تتحول منازلهم إلى مزارات أو يسكنها أبناءهم وأحفادهم، لكن في النهاية تظل ذكرى الفنان التي عاش بها.
وتابعت :" وسيتم تخليد الشخصيات والتعرف عليها من خلال لوحة بمدخل العقار وQR code، وبمجرد إدخال الكود على الإنترنت تظهر كل المعلومات الخاصة بالشخصية".
ولفتت عرام، إلى أنه لم يتم استكمال المشروع لأن مصر مليئة بالأعلام التي تستحق تخليد ذكراها، موضحة أن المشروع يضم شخصيات في مختلف المجالات منها «علماء، وفنانين، وكتاب، ورموز سياسية» وجميع الرموز التي تستحق، كان ذلك بالتعاون بين لجنة التسميات التابعة لمحافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، ومركز معلومات مجلس الوزراء الذي يضم جميع المعلومات عن الشخصيات الهامة وأماكن سكنها.
وأضافت :" أما عن مشروع «حكاية شارع» فجاءت فكرة أثناء تنفيذ أعمال تطوير القاهرة الخديوية، عاصمة مصر الحديثة التي أنشأها الخديوي إسماعيل، لتصبح باريس الشرق، وقد تم الاستعانة بمخططين عمرانين ومعماريين من أوروبا وفرنسا، زتم ختيار النواة بمنطقة وسط البلد أو الإسماعيلية كما كان يطلق عليها الخديوي، وبالتزامن مع انشاءها على الطراز الأوروبي بدأ الفنانين ونخبة من الادباء والشعراء الإقبال للسكن في تلك المنطقة المميزة، كما كان موقع يجتمع للسكن فيه جنسيات متعددة ومختلفة من كل دول العالم".
وأشارت عرام، إلى أن تلك الثروة من الشخصيات التي تمثل تاريخ غير مادي، لا يمكن تهميشها، لذلك تم العمل على توثيقها، إلى جانب توثيق الشارع الذي يحمل اسم الشخصية، منها شارع «عبد الخالق ثروت» الذي يعد من أشهر الشخصيات السياسية في مصر، وجواد حسني وصبري أو علم.
وقالت إنه من المحتمل أن تكون الأجيال السابقة والحالية على معرفة بمن هم هؤلاء الشخصيات، لكن الأجيال التالية سيفتقدوا تلك المعرفة لذلك لا بد من تخليدهم، من خلال عمل لافتة بدعم المعلومات من الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وأساتذة التاريخ والفن والأدب، ولجنة التسميات بمحافظة القاهرة، وتتضمن المعلومات «سبب تسمية الشارع، ومتى تم تسميته بالتاريخ»، مثل شارع البورصة، الذي تم تسميته بهذا الاسم لأن البورصة المصرية تقع هناك وهي أول بورصة توجد في مصر.
وأوضحت عرام، أنه سيتم تحديث أسماء بعض الشوارع، مثل ميدان العابدين الذي تم تغيير اسمه بعد ثورة يوليو 1952 إلى ميدان الجمهورية، لكنه موجود في الذاكرة بإسم ميدان عابدين لوجود قصر عابدين هناك، مؤكدة أن اللافته ستتضمن لماذا سُمي الشارع بهذا الاسم ونبذة على الشخصية باللغة العربية والانجليزية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved