نتائج انتخابات «الكنيست»: مأزق نتنياهو.. مفاجأة القائمة العربية.. ودور حاسم لـ «ليبرمان»

آخر تحديث: الأربعاء 18 سبتمبر 2019 - 10:08 م بتوقيت القاهرة

كتبت_ مروة محمد:

انتخابات مبكرة ثالثة حال تعثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.. ووزير التخطيط الفلسطيني السابق لـ"الشروق": وزنا سياسيا غير مسبوق للناخبين العرب

مأزق صعب لحزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.. انتصار غير مسبوق للقائمة العربية المشتركة.. ومشاورات مرتقبة لتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة تحسمها كلمة من زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، تغييرات رئيسية فى المشهد السياسي الإسرائيلي كشفت عنها النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الاسرائيلي "الكنيست".

أظهرت آخر نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية، اليوم، تقدم حزب "أزرق _أبيض" الوسطي، برئاسة بيني جانتس على منافسه حزب "الليكود"، برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقعد واحد، وذلك بعد فرز 93 في المائة من الأصوات.

وأشار موقع لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية حصول حزب "أزرق أبيض"، على 32 مقعدا مقابل 31 مقعدا لحزب "الليكود".

وجاءت القائمة المشتركة في المرتبة الثالثة. وذكر موقع لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أن القائمة العربية المشتركة، حصلت على 13 مقعدا بارتفاع مقعد واحد عن النتائج التي نشرت صباح اليوم الأربعاء. وتجدر الإشارة إلى أن القائمة المشتركة لم يسبق أن شاركت في أى حكومة، إلا أنه سبق أن دعمت حكومة أقلية من الخارج.

ولفت موقع لجنة الانتخابات إلى حصول حزب "شاس" اليميني على 9 مقاعد وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني بزعامة أفيجدور ليبرمان على 9 مقاعد، وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني على 8 مقاعد وحزب "يمينا (إلى اليمين)" على 7 مقاعد.

في المقابل، فقد أشار الموقع إلى حصول تحالف "العمل-غيشر" الوسطي على 6 مقاعد وتحالف "المعسكر الديمقراطي" الوسطي على 5 مقاعد.

واستنادا إلى النتائج، فإن معسكري اليمين والوسط، لم يحصلا على الأصوات الـ 61 المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة، ويفتح الباب حال تعثر مفاوضات تشكيلها أمام انتخابات مبكرة للكنيست، ستكون الثالثة خلال هذا العام.

وبهذه النتيجة يحصل معسكر اليمين على 56 مقعدا، مقابل 42 مقعدا لمعسكر بيني جانتس (ما يطلق عليه "الوسط – اليسار").

وتمثل تلك النتيجة نكسة لنتنياهو الذى كان يأمل أن يشكل ائتلافا يمينيا مماثلا لتحالفه الحالى قبل مثوله أمام القضاء فى 3 أكتوبر لقضايا تتعلق بـ"الاحتيال والرشوة".

من جهته، تحدث نتنياهو، أمام أنصاره فى تل أبيب بعد انتهاء الانتخابات. وقد بدا صوته خافتا بالمقارنة مع النبرة العالية التى كان يتحدث فيها أمام أنصاره قبل الاقتراع.

وقال نتنياهو: "فى الأيام المقبلة سندخل فى مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية". وأضاف: "لن يكون هناك ولا يمكن أن يكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية، أحزاب تنكر وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه، دعا رئيس تحالف "زرق أبيض" الجنرال السابق بينى جانتس، أمس، إلى تشكيل حكومة وحدة موسعة. وقال جانتس فى بث تلفزيونى من مقر حملته الانتخابية إنه بدأ "المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة".

وأضاف: "سأتحدث مع الجميع"، مؤكدا أنه "مساء اليوم بدأت عملية إصلاح المجتمع الإسرائيلى»، بعدما كان قد دعا إلى التصويت ضد "الفساد والتطرف"، بدون أن يسمى نتنياهو.

إلى ذلك، دعا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة مع حزبه والليكود وتحالف أزرق أبيض قائلا إن البلاد تواجه "حالة طوارئ".

وقال ليبرمان: "أوصى الرئيس رؤوبين ريفلين من الآن وقبل صدور النتائج الرسمية بأن يدعو كلا من نتنياهو وبينى جانتس لتشكيل حكومة وطنية، حتى إذا لم أنضمّ إليها، وذلك أفضل من حكومة ضيقة غير مستقرة".

وخاض ليبرمان حملته ضد الأحزاب الدينية المتشددة التى يتهمها بالسعى إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين فى إسرائيل، معلنا عزمه على الدفع باتجاه إصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية. كما هاجم بعنف الأحزاب العربية.

بدوره، أكد الرئيس الإسرائيلى الذى يتعين عليه الآن اختيار الشخص الذى سيقوم بتشكيل الائتلاف الحكومى المقبل، إن هناك «حاجة لتجنب انتخابات ثالثة».

ويدعم "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" إمكانية تشكيل حكومة وحدة تشمل الحزبين إلى جانب حزب "الليكود". ويؤكد "أزرق أبيض" أنه لن يتحالف مع الليكود إلا في حالة لم يعد نتنياهو زعيما له.

وواجه نتنياهو أكبر هزيمة فى حياته السياسية بعد انتخابات إبريل الماضى. ففى حين فاز حزب الليكود وحلفاؤه اليمينيون والدينيون بالأغلبية، لكنه فشل فى تشكيل ائتلاف حكومى.

وفضل نتنياهو التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة باختيار ريفلين لشخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة. ويفتح تعثر المفاوضات المرتقبة لتشكيل الحكومة الجديدة الباب أمام انتخابات ثالثة للكنيست.

واعتبر أيمن عودة، رئيس "القائمة المشتركة"، التى تضم أربعة أحزاب عربية فى إسرائيل، أن العرب منعوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شغل ولاية أخرى.

وتظهر النتائج غير النهائية أن القائمة جاءت في المرتبة الثالثة في الانتخابات العامة التي جرت، أمس، وذلك بعد كل من بينى جانتس زعيم حزب " أزرق - أبيض" وغريمه زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو .

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن عودة القول إن جانتس اتصل به أمس وأن اتصالا هاتفيا ثانيا سيجري بينهما مساء اليوم.

تجدر الإشارة إلى أن القائمة المشتركة تضم أربعة أحزاب عربية في إسرائيل وتطالب بالمساواة القومية والمدنية الكاملة للفلسطينيين في إسرائيل. كما أن القائمة لم يسبق أن شاركت في أى حكومة، إلا أنها سبقت أن دعمت حكومة أقلية من الخارج.

وقال عودة لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قد يرشح جانتس لتشكيل الحكومة القادمة. ونقلت الإذاعة عنه القول :"نريد تغيير نتنياهو، ولكن لدينا شروط أساسية سنقرر (موقفنا) وفقا لها". وتحدث عودة لوسائل إعلام عن إمكانية أن يكون هو زعيم المعارضة بالكنيست القادم.

إلا أن عضوا آخر من القائمة قال للاذاعه إنه يعارض ترشيح جانتس. وتجدر الإشارة إلى أن الأحزاب العربية لم يكن لها مرشح بعد الانتخابات السابقة التي جرت في أبريل.

من جانبه، قال غسان الخطيب أستاذ العلوم السياسية، وزير التخطيط الفلسطيني السابق، فى تصريحات لـ"الشروق"، إن "التخلص من نتنياهو أمر جيد، رغم عدم وجود اختلاف سياسي بين الحزبين الكبيرين، ذلك أن نتنياهو تحالف مؤخرا مع الفئات المتطرفة لدرجة الفاشية في عدائها للفلسطينيين، وكذلك لانه اكتسب خبرة وقوة وعلاقات دولية، بما فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدرجة تجعله اكثر خطورة وقدرة على الأذى من أي شخص اخر".

وأضاف الخطيب، تعليقا على نتائج الانتخابات الاسرائيلية: "النتيجة الثانية المهمة والإيجابية، أن الناخبين العرب (عرب 48 أو فلسطينيو الداخل) جعلو من القائمة العربية الموحدة ثالث اكبر كتلة في الكنيست، مما يعطيهم وزنا سياسيا غير مسبوق".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved