علماء: أزمة المناخ قبل 233 مليون سنة أعادت تشكيل الحياة على كوكب الأرض

آخر تحديث: الجمعة 18 سبتمبر 2020 - 1:38 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم:

قال علماء دوليون، إن حدث الانقراض الجماعي الذي نتج عن تحول مفاجئ في المناخ قبل أكثر من 200 مليون عام، أعاد تشكيل الحياة على الأرض وبشر بعصر الديناصورات.

وقد راجع فريق دولي الأدلة الجيولوجية والسجل الأحفوري، ووجدوا أن الانفجارات البركانية الهائلة في ما يعرف الآن بغرب كندا، تزامنت مع دمار عالمي للنباتات والحيوانات.

لكن بينما قضت الأزمة قبل 233 مليون سنة على أجزاء كبيرة من الحياة، فقد مهدت الطريق للديناصورات لتولي زمام الأمور، والظهور لبعض الثدييات والتماسيح والسلاحف الأولى من نوعها وفقا لما نقله موقع الجارديان البريطاني.

وقال مايك بينتون عالم الحفريات بجامعة بريستول الإنجليزية: "من الواضح أنه كان هناك انقراض جماعي مخيف بعض الشيء، ولكنه أتاح فرصة للديناصورات وأيضًا الثدييات والسلاحف وغيرها للحياة في الكوكب آنذاك".

وأوضح جاكوبو دال كورسو، الذي عمل في المشروع في جامعة ليدز الإنجليزية: "أن التوقيعات الجيوكيميائية من ذلك الوقت تذهب إلى الانفجارات البركانية الهائلة التي تضخ كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري في الهواء، وأدت هذه إلى طفرات متكررة في الاحتباس الحراري".

ربما ساعد المناخ الدافئ والأمطار الغزيرة على الحياة في البداية، لكن الظروف أصبحت قاسية بسبب تغير المناخ وتبعها فترة قاحلة ممتدة، حيث ماتت العديد من النباتات مثل سرخس البذور (نوع من أنواع النباتات)، و حل مكانها الصنوبريات.

ومن غير الواضح سبب ازدهار الديناصورات بعد الأزمة، لكن سجل الحفريات يظهر أن العديد من الأنواع انتشرت في مناطق جديدة، حيث وجدت موجة أخرى من الحيوانات العشبية مثل بلاتيوصور التي يبلغ وزنها 4 أطنان، أرضًا جديدة في ألمانيا وأمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا.

وبدأت أقدم المخلوقات الشبيهة بالتماسيح في الانتشار على نطاق واسع أيضًا، مع وجود بقايا في الأرجنتين والبرازيل وأمريكا الشمالية والهند، وتم العثور على أدلة مماثلة من الزواحف والسلاحف، وفقًا لبحث قديم.

وضرب الانقراض الجماعي على مدى 500 مليون سنة الماضية المحيطات بشدة مما أدى إلى القضاء على ما يقدر بثلث الحياة البحرية.

ومهد الدمار الطريق أمام الشعاب المرجانية الحديثة ومجموعات العوالق (حيوانات بحرية غير قادرة على السباحة عكس التيار ودائما ما تكون عالقة) مع إعادة الحياة على الأرض، وفقا لما كتبه المؤلفون في مجلة "ساينس أدفانسيس" العلمية.

وقال ستيف بروسات عالم الحفريات بجامعة إدنبرة البريطانية والذي لم يشارك في الدراسة: "هناك أدلة متزايدة على موجة كبيرة من التغيرات البيئية والمناخية منذ حوالي أكثر من 233 مليون سنة حيث كانت سببا في الانقراض الجماعي، والتي سبقت ظهور الديناصورات في السجل الأحفوري، ومن المغري ربط الأحداث آنذاك بما نحن عليه الآن".

واستكمل: "وهنا يأتي السؤال هل تسبب تغير المناخ في تنوع الديناصورات، أم أن التوقيت صدفة؟ في النهاية، هذا يعني أن الجدول الزمني الذي حدده الباحثون سيكون حاسمًا".

وتابع: "سنرى ما تجلبه السنوات القليلة المقبلة، لقد وضع المؤلفون جدول أعمال لاختبار هذه الفكرة الكبيرة والجريئة بأن تنوع الديناصورات قد نتج عن تغير المناخ".

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved