عبدالعزيز بوتفليقة.. منقذ الجزائر من الإرهاب وآخر رموز الاستقلال

آخر تحديث: السبت 18 سبتمبر 2021 - 3:13 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

من دبلوماسي جذاب إلى زعيم صاخب، ميز تاريخ بلاده لمدة 60 عاما، أحد أبرز رموز الاستقلال في الجزائر، أنقذ البلاد من نير الإرهاب عقب العشرية السوداء، الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة الذي توفى في مقر إقامته يوم الجمعة عن عمر يناهز 84 عاما.

ولد بوتفليقة، الذي يعتبره الجزائريون آخر ممثل لجيل المناضلين من أجل الاستقلال في 2 مارس 1937 في مدينة وجدة المغربية، كان طالباً ثانوياً لامعاً، متقناً للفرنسية بجانب العربية.

التحق بوتفليقة بجيش التحرير الوطني إبان حرب التحرير. وتلقى التدريب العسكري لمدرسة المديرين التنفيذيين لجيش التحرير الوطني في دار الكبداني، بين وجدة والناظور، ثم يصبح "مراقبًا" لاتجاه الولاية الخامسة (غربًا)، لمدة عشرة أشهر، بين 1957 و1958، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية التي وصفت وفاته بـ"الموت الأخير" بعد تكرار خبر وفاته عدة مرات.

وفي عام 1958، عيّنه هواري بومدين سكرتيرًا إداريًا، الذي ترقى من منصب قيادة الولاية الخامسة إلى رئاسة أركان الغرب، ثم إلى هيئة الأركان العامة.

وفي عام 1960، أرسل في مهمة إلى الحدود الجنوبية حيث عاد منها بلقب "عبدالقادر المالي".

وعند الاستقلال في عام 1962، كان في الخامسة والعشرين من عمره، وزيراً للرياضة والسياحة، قبل أن يتولى بعد ذلك بعام حقيبة الدبلوماسية المرموقة، والتي احتفظ بها حتى عام 1979، وهو الوقت الذي ظهرت فيه الجزائر على أنها زعيمة "العالم الثالث"، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وفي عام 1965، أيد التغييرات التي أجراها هواري بومدين، حين كان وزير الدفاع آنذاك. وبعد أكثر من 35 عامًا على أول منصب وزاري له، أصبح بوتفليقة رئيسًا للجزائر في عام 1999، متوجًا بصورة المنقذ في بلد مزقته عنف "المأساة الوطنية"، وفقاً لمجلة "لوبوان" الفرننسية.

كانت أولويته، وفقاً للمجلة الفرنسية، "استعادة السلام في الجزائر، المنغمسة في حرب منذ عام 1992 ضد الإرهابيين (حوالي 200 ألف قتيل في عشر سنوات، رسميًا)، كما سن قانونان، في عامي 1999 و2005، للعفو عن العديد من الإرهابيين بعد تسليم أسلحتهم.

وطالب بوتفليقة البرلمان بإلغاء الحد الأقصى لعدد الفترات من أجل الانتصار على الثلث في عام 2009، ثم تحدى المعارضة التي ظهرت حتى داخل جهاز الأمن للحصول على فترة رابعة، بعد عام من إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

ووصفت صحيفة "لوموند" وضع بوتفليقة في آخر فترة حكمة بأنه كان "ضعيفًا ضعفاً جسديًا شديدًا، ومع ذلك فقد عزز سلطاته من خلال حل دائرة المخابرات والأمن في أوائل عام 2016، بعد إقالة قائدها، الجنرال محمد مديين، الذي كان يعتبر في يوم من الأيام شخصية غير قابلة للمس".

وتابعت: "لكن هذه فترة الولاية الرابعة، بعد انخفاض أسعار النفط، في الوقت الذي كان الاقتصاد الجزائري يعتمد بشكل كبير على النفط، كانت الخزائن فارغة ولم يعد من الممكن شراء السلام الاجتماعي، وبغض النظر عن الصعوبات الاقتصادية، ارتفع غضب الجزائريين من الرمز الذي يمثله هذا الرئيس المشلول والمتعثر، حتى ظهور مذهل للحراك في فبراير 2019 بإعلانه للترشح لفترة خامسة، لكنه استقال في أبريل من العام نفسه".

وفيما يتعلق بعلاقته مع فرنسا، أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين بوتفليقة ورؤساء فرتسا لم تكن مستقرة، حتى لو كان رئيس الدولة الجزائري، الذي يعرف كيفية إقامة علاقات وثيقة وودية في بعض الأحيان، موضع تقدير من قبل القادة الفرنسيين، ولا سيما جاك شيراك. كما أمضى الرئيس الجزائري الراحل العديد من الإقامات في مستشفى "فال دو جراس" العسكري في باريس، وذلك قبل الذهاب إلى جنيف لتلقي العلاج.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved