محطات في حياة الراحل عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجزائر السابق

آخر تحديث: السبت 18 سبتمبر 2021 - 2:39 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

أعلن التلفزيون الحكومي الجزائري، وفاة رئيس البلاد السابق عبدالعزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عاما.

وكان بوتفليقة الرئيس السابع للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1962، واستقال من منصبه الرئاسي في 2 أبريل عام 2019 إثر احتجاجات شعبية غاضبة طالبت برحيله، وهو الرئيس الذي ظهر خلال الفترة الأخيرة من حكمه على كرسي متحرك مع تعرضه لأزمات صحية متتالية نقل على إثرها للعلاج في الخارج مرارا.

• المولد والنشأة

ولد بوتفليقة في عام 1937، من أب وأم جزائريين، بمدينة وجدة المغربية التي عاش وترعرع فيها حتى أنهى دراسته الثانوية.

عام 1956، كان يبلغ 19 عاما، وقتها تخلى عن الدراسة ليلتحق بجيش التحرير الوطني، حيث خدم في الولاية التاريخية الخامسة (منطقة وهران)، وكلف بمهام بعضها على الحدود الجزائرية مع دولة مالي الأفريقية.

وفي سنة 1961، أوفده قائد أركان جيش التحرير الوطني آنذاك، هواري بومدين، في مهمة سرية لقلعة أولنوا، حيث كان يقبع قادة الثورة الخمسة التاريخيين المسجونين، لإقناع أحدهم بالانضمام إلى معسكر بومدين الذي كان في صراع ضد الحكومة الجزائرية المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة، بحسب قناة "العربية".

• من الجيش إلى الحكومة

بعد استقلال الجزائر سنة 1962، تخلى بوتفليقة عن خدمته العسكرية قي الجيش برتبة رائد، وانضم إلى حكومة بن بلة، وزيرا للشباب والرياضة والسياحة، وكان يبلغ وقتها 25 عاما، وبعد بضعة أشهر عين وزيرا للشؤون الخارجية.

في عام 1965، قرر بن بلة إقالة بوتفليقة من وزارة الخارجية، ثم حدث في اليوم الثاني، الانقلاب العسكري الذي نفذه وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، في ما بات يعرف بـ"التصحيح الثوري"، وعاد بوتفليقة إلى منصبه الذي استمر فيه طيلة 14 عاما.

• صدام مع الحكومة الجديدة

لكن لم يدم الحال طويلا خاصة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين سنة 1978، وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، حتي بدأت متاعب بوتفليقة مع الحكومة، وسحبت منه حقيبة الخارجية في عام 1979، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة، في سنة 1981، ثم طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، كما طرد هو وعائلته من الفيلا التابعة للدولة، في أعالي العاصمة الجزائرية، وفي نفس السنة، غادر عبدالعزيز بوتفليقة الجزائر، ولم يعد إليها سوى بعد 6 سنوات.

في عام 1983، أصدر مجلس المحاسبة الجزائري حكما يدين بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها 60 مليون دينار جزائري، وبعد 6 سنوات قضاها بين عواصم أوروبية خليجية، عاد إلى الجزائر سنة 1987 بضمانات من الرئيس الشاذلي، بعدم ملاحقته، وقد انتخب عضوا في لجنته المركزية بعد مشاركته في المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني سنة 1989.

إلا أنه مع استفحال الأزمة الجزائرية بداية التسعينيات ودخول البلاد فيما يعرف بـ"العشرية السوداء"، استقال الرئيس الشاذلي بن جديد وعوضت رئاسة الجمهورية بهيئة مؤقتة سميت المجلس الأعلى للدولة ترأسها محمد بوضياف، وفي نفس السنة، اقترح على بوتفليقة سنة 1992 منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة، ثم منصب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، لكنه رفض العرضين، كما رفض واحدا آخر عام 1994 بتولي منصب رئيس الدولة.

• بوتفليقة مرشح رئاسي

عام 1999، تقدم بوتفليقة مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية بسبب استقالة الرئيس اليامين زروال، وفاز فيها بعد انسحاب جميع منافسيه بسبب تهم التزوير، وتعهد بإنهاء العنف الذي اندلع بسبب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية سنة 1991.

وفي عام 2004، فاز بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، ليحصل بوتفليقة على 84.99% من أصوات الناخبين بينما حصل بن فليس على 6.42%.

• ولاية ثالثة

أُعيد انتخاب بوتفليقة لولاية ثالثة في عام 2009، بأغلبية 90.24%، بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، ما لقي انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة، وتراجعه عن الإصلاح الديمقراطي.

• وعكة صحية وكرسي متحرك

بدأت المتاعب الصحية تلاحق بوتفليقة في عام 2005، عندما تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي، أجرى خلالها عملية جراحية تتعلق بقرحة معدية، وظل على أثرها شهرا داخل المشفى.

وفي عام 2013، أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية، نقل على إثرها لنفس المشفى وبقي على كرسي متحرك.

بعد عودته، شكك كثيرون في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس دولة، لكن رغم ذلك، ترشح لولاية رئاسية رابعة سنة 2014 وفاز بها بنسبة 81.53% من الأصوات.

• استقالة بوتفليقة

في عام 2016، كانت مصادقة البرلمان الجزائري على تعديل دستوري آخر عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر، ضمن العوامل التي ساعدت على سقوطه، حيث اندلع الحراك الشعبي في عام 2019، يطالبه بالرحيل، لتفشل العهدة الخامسة لبوتفليقة، ويستقبل من منصبه، ومنذ ذلك الحين لم يظهر إلى الرأي العام، حتى أعلنت الرئاسة الجزائرية وفاته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved