«مجلس الشيوخ».. كتاب جديد لشوقي السيد يؤرخ 97 عامًا من الحياة البرلمانية في مصر

آخر تحديث: الأحد 18 أكتوبر 2020 - 4:31 م بتوقيت القاهرة

صدرعن مؤسسة " روزاليوسف " كتاب "مجلس الشيوخ 1923- 2020" لأستاذ القانون والفقيه الدستورى الدكتور شوقي السيد. والذي يقدم تاريخ الحياة السياسية والبرلمانية في مصر منذ "المجلس العالي"الذي أنشئ بقرار في 27 نوفمبر 1824، والمجالس النيابية التي أنشئت بعده، ثم مجلس البرلمان (الشيوخ والنواب) في دستور 1923، ومجلس الشورى 1980، وتعديلات دستورية عام 2007.

يتناول المؤلف في الكتاب درسات وأبحاث أهمية وجود الغرفة الثانية للبرلمان في الحياة السياسية، ويعرض المبادئ والتقاليد البرلمانية ورؤساء وأعضاء مجلس الشيوخ.. والشورى، حتى وصلت إلى مجلس الشيوخ 2020، ويوضح الآمال المعقودة على وجوده، بالوثائق والمستندات.

يقول الدكتور شوقي السيد في المقدمة: إن النسبة المتواضعة للتصويت في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة لا تعكس عدم الاهتمام بوجود هذا المجلس، لأن نسبة التصويت على التعديلات الدستورية التي أقرت وجوده بلغت نحو 89 في المائة، وهو ما يؤكد قناعة الرأي العام بأهمية الغرفة الثانية للبرلمان، علما أن عدد المتنافسين على مقاعده المئتين وصل إلى 780 مرشحا.

وأوضح أن أداء مجلس الشيوخ سيكشف أهمية دوره في الحياة السياسية في البلاد، والحياة البرلمانية، وتحسن أحوالها في ترسيخ وتطور النظم الديمقراطية وتنوع التمثيل النيابي وفي إجادة صناعة التشريع، ومواجهة القضايا الكبرى بأسلوب علمي.

والكتاب الذي جاء في 567 صفحة، يضم 5 فصول، الأول يعرض وثائق ونصوص دستورية ومحطات مهمة في التاريخ، والثاني يقدم دراسات وبحوث عن أهمية وجود الغرفة الثانية للبرلمان، والثالث يتحدث عن مبادئ وتقاليد برلمانية في حياة مجلس الشيوخ، ويتضمن الرابع مقالات منشورة في شأن مجلس الشيوخ (الشورى سابقا)، والخامس يعرض انتخابات مجلس الشيوخ أغسطس سبتمبر 2020.

يؤكد المؤلف في خاتمة الكتاب على أن إلغاء الغرفة الثانية للبرلمان عبر دستور 2014 كلفنا الكثير، من الوقت والجهد والمال، لإعادة الحال إلى ما كان عليه من قبل. مشيرًا إلى أن ذلك كان خطيئة كبرى، وأن ذلك الدرس يعلمنا أن كل شيء يجب أن يكون بمقدار وحساب، ولا يجوز التسرع أو تغلب علينا الأهواء والصراعات، ولا يكفي بعدها الشعور بالندم أو التصريح بأنه لو عاد بنا الزمن لفعلنا كذا وكذا، لأن "لو" تفتح عمل الشيطان، ويعلمنا ذلك أيضا أن المعرفة والعلم والتخصص والعقل والحكمة قد صارت سمة العصر وآليات الإنجاز والتقدم إلى الأمام.

شدد أستاذ القانون في كتابة على أن أعضاء مجلس الشيوخ مطالبون بالعمل بجد وكفاءة وعلم وإبداع في ضوء النصوص الدستورية والمراد منها، كما أن الأغلبية حتى ولو كانت كاسحة، مدعوة إلى البعد عن التسلط أو الطغيان، وأن تتسم بالموضوعية والحيادية والإنصات وقبول الاختلاف لمصلحة الوطن، كذلك فإن الأقلية تحت قبة المجلس مطالبة بالبعد عن التشبث برأيها.. كل ذلك مطلوب في ممارسة المجلس الموقر لاختصاصاته سواء في إعداد التقارير والمشاركة في صناعة التشريع، وأيضا في آليات الرقابة على الحكومة حتى ولو كانت بغير مساءلة.

واختتم بالقول: وليتذكر السادة النواب المحترمون أن الوجاهة الاجتماعية والحصانة لم تعد لها قيمة، ولا تحقق امتيازا أو ميزة شخصية بل صارت عبئا ومسئولية، خصوصا بعد أن صارت المسئولية والوطنية والاجتهاد واجبا وطنيا وفرض عين في ذمة الجميع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved