حال فوز بايدن.. كيف سيتغير الموقف الأمريكي من القضايا العلمية؟

آخر تحديث: الأحد 18 أكتوبر 2020 - 6:59 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

بعد نحو أسبوعين، تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويواجه الأمريكيون صناديق الاقتراع لحسم خيارهم إما التمديد للرئيس الحالي دونالد ترامب أو منح الفرصة لمنافسه بايدن.

ولا تقف أجندة المرشحين على ملفات السياسة الداخلية والخارجية، بل هناك ما يشغل المتابعين، ومن بينها "القضايا العلمية" خاصة مع تفشي وباء كورونا بأنحاء أمريكا بشكل جعلها تتصدر قائمة المصابين والوفيات، ما دفع مجموعة علماء أمريكيين يصدرون بيانا وصفوا فيه الوضع بقولهم "إننا نواجه أزمة وطنية لا مثيل لها" وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيتشر".

وتعد الانتخابات فرصة للعلماء، لوضع تصور وفقا لما تخبر به الاستطلاعات الرأي الأمريكية والتي أشار غالبيتها لتقدم الديموقراطي بايدن، لذا نشر تقرير لمجلة " نيتشر" العلمية، أوضح أهم تلك القضايا التي تشغل القطاع العلمي.

كورونا

أول ما سيواجه بادين حال انتخابه رئيسا ستكون أزمة وباء كورونا، والتي تتطلب منه مجهودا كبيرا لتجاوز سياسيات ترامب، التي في نظره يعتبرها سببا في تفاقم الأزمة.

ذكرت حملة بايدن أن إدارته ستوجه "مركز السيطرة على الأمراض" لإصدار إرشادات شفافة وقائمة على الأدلة حول مخاطر الصحة العامة لإعادة فتح المطاعم والمدارس والأماكن العامة.، ويساعد ذلك في قطع شوط طويل نحو استعادة الروح المعنوية لتلك المؤسسات التي همشت في ولاية الرئيس ترامب.

كذلك توقع تقرير "نيتشر"، بأن يتم عودة الدعم المالي الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية، إعادة التزام الولايات المتحدة بالمنظمة، ويكون ذلك شأنه أن يمهد الطريق للانضمام إلى الحظيرة الدولية، ويدعم تسريع البحث عن تصنيع لقاحات الفيروس.

المناخ

قضية أخرى هامة، وهي أزمة" تغير المناخ" خاصة مع انسحاب ترامب من اتفاقية باريس الدولية، والتي يتوقع أن تختلف إدارة هذا الملف حال وصول بايدن للبيت الأبيض

وستكون أول فرصة لدفع تشريعات المناخ من خلال الكونجرس في شكل خطة تحفيز اقتصادي لإنعاش الاقتصاد الأمريكي .

ومن المرجح أن يضيف بايدن ورفاقه الديموقراطيون، في إطار حملة تحت شعار "إعادة البناء بشكل أفضل" ، استثمارات في الطاقة والمناخ والبنية التحتية والعدالة البيئية إلى تلك الخطة؛ لكن اعتماد التشريع يعتمد على ما إذا كان الديمقراطيون يستعيدون مجلس الشيوخ ويحافظون على أغلبيتهم في مجلس النواب خلال الانتخابات القادمة.

غزو الفضاء

في قضية الفضاء، من المتوقع أن تسير إدارة بايدن في اتجاه متراجع عن الإدارة الحالية.

وذلك كما حدث عام 2010، ألغى أوباما (بايدن كان نائبا له) خططًا سابقة لإرسال رواد فضاء إلى القمر، وطلب من وكالة ناسا نقلهم إلى كويكب، ليعيد ترامب بدوره توجيه وكالة ناسا للتركيز على هبوط البشر على سطح القمر بحلول نهاية عام 2024 - وهو موعد نهائي طموح للغاية، يُفترض على نطاق واسع أنه سينتهي في نهاية الولاية الرئاسية الثانية الافتراضية لترامب.

وعن ذلك، يقول جون لوجسدون، الرئيس السابق لمعهد سياسة الفضاء في واشنطن، إذا أصبح بايدن رئيسًا، "أتوقع أن يختفي تاريخ 2024 بشكل تام".

تعاون بحثي دولي

أحد المحاور الهامة، التعاون مع الدول الأخرى في البحث العلمي، والتي يرى تقرير "نيتشر" بأنها ستختلف بشكل كبير حال وصول بايدن.

فقد تعهد في حملته، بإلغاء حظر السفر وتسهيل الأمر على العلماء الأجانب الحاصلين على درجة الدكتوراه للبقاء بشكل دائم في الولايات المتحدة. كما اقترح زيادة عدد التأشيرات المتاحة للعمال ذوي المهارات العالية.

على جانب آخر، سعى مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى العثور على باحثين، وفي بعض الحالات اعتقالهم، قالوا إنهم أرسلوا عملاء لسرقة الخبرة العلمية والملكية الفكرية نيابة عن الحكومة الصينية. في مايو ، اتخذت الولايات المتحدة خطوة جديدة بإصدار قوانين لتقييد دخول الباحثين من الجامعات المرتبطة بالجيش الصيني إلى البلاد.

ومن المتوقع أن تستمر تلك السياسة قليلا تجاه الصين، لكن لابد أن تتخذ اتجاها وسيطا بين الانفتاح والأمان!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved