مظاهرة في حب «سمير فريد» بمهرجان القاهرة
آخر تحديث: الجمعة 18 نوفمبر 2016 - 3:59 م بتوقيت القاهرة
كتبت - منة عصام:
- الناقد الكبير: ثورات الربيع العربي رغبة في التغيير الحقيقي وتحقيق الحرية
- حضوري الندوة أول خروج لي من منزلي منذ شهرين بسبب ظروف مرضي
عقد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ندوة لتكريم الناقد سمير فريد وكتابه "ربيع السينما العربية" الصادر عن مسابقة آفاق السينما العربية التي تعتبر ضمن البرامج الموازية في فعاليات المهرجان، وقد شهت الندوة حضورا كبيرا من قبل السينمائيين والنقاد في مصر والعالم العربى من بينهم لمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والمخرجة هالة خليل والمنتج محمد العدل، وسيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والناقد كمال رمزي والناقد خالد الزدجالي، ونقاد من البحرين وعمان ولبنان، ونقيب فناني العراق، والفنان الكويتي طارق العليمي، والناقد إبراهيم العريس ومسعد فودة نقيب السينمائيين وخالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية .
وقد فضل الحضور إطلاق اسم "مظاهرة في حب سمير فريد" بدلاً من كونها ندوة عن كتاب ربيع السينما العربية.
وقال سمير فريد: "حضوري الندوة هو أول خروج لي من منزلي منذ شهرين بسبب ظروف مرضي"، وأضاف "الكتاب يعد تعبيراً عن موقف سياسي، وهو الموقف الذي يشترك فيه الكثير من النقاد والسياسيين، فأنا مازلت مؤمناً ان الثورات التي حدثت هي ربيع رغم كل المآسي الشتوية التي حدثت ومازالت تحدث، وارى أنه ربيع بسبب أنه فكرة تنطوي على إرادة في التغيير الحقيقي، وخصوصاً أن هذه الثورات كانت حرة لم ينظمها أي حزب أو فرد، وأشبه هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذي كان الهدف الرئيسي منه الرغبة في التغيير، فهذه الثورات كانت تهدف بالأساس الى الرغبة في التغيير الحقيقي والرغبة في الحرية".
وأكد الناقد السينمائي "النقطة الثانية أن السينما المصرية والعربية أصبحت تحتوي على فصل كامل من سينما الربيع العربي سواء في شكل روائي أو تسجيلي أو وثائقي، ومن هنا أنا قررت عمل هذا الكتاب كي أوضح كيف احتفت المهرجانات الكبرى أمثال كان وبرلين وفينسيا بثورات الربيع العربي".
ومن جانبه، قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي إنه يريد أن يحكي عن علاقة الفلسطينيين بسينما الربيع العربي والنقد السينمائي "التغيير الذي حدث هو ليس مجرد شكلاً فقط، ولكن هناك تغيير حدث في الفكر نفسه، واذكر على الأخص الشعب التونسي الذي أصبح الشباب والمواطنين في تونس يحكون بالسياسة ويتناقشون في أمور سياسية"، وأضاف "ردود الفعل على أفلام الربيع العربي تعتبر في حد ذاتها ثورة، حيث أنها تعتبر توثيقاً كبيراً لهذا الحدث الحقيقي، فلكم أن تتخيلوا أنه بعد مرور 20 عاماً ندخل لنشاهد فيلماً عن هذه الثورات ونعرف ماذا حدث".
وانتقالاً للحديث عن الفلسطينيين، قال مشهراوي "مع الأسف نحن تراجعنا في فلسطين، ففي الوقت الذي كان العالم العربي يغلي من أجل إسقاط الظلم والاستبداد، إلا أننا نحن الفلسطينيين الذين نعاني من سطوة احتلال حقيقي، فإننا لم نحرك ساكناً تجاهه".
وقال نقيب الفنانين العراقي صباح ناجي المندلاوي "اتمنى وضع خطة استراتيجية للنمو بالسينما العربية للحفاظ على الثقافة والفنون، فعالم السينما ساحر وجميل، ومن الممكن ان يلعب دور في عمليات التنوير والتحريك، ولكن مع الاسف ما ألاحظه الآن هو تراجع مذهل وملحوظ في هذا الدور".
فيما أكد رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي خالد الزدجالي قائلاً "تحدث سمير فريد عن الأفلام التي تناولت الربيع العربي، ومن هنا استطيع القول أن كثير من هذه الأفلام تم صنعها في عجالة كبيرة، ومع الأسف لا استطيع وصف الأحداث التي جرت أنها ربيع، لأن الربيع من المفترض أن يأتي بالأفضل، ولكن ما حدث أنه جاء بالأسوأ"، وأضاف "ثورات الربيع العربي كان من المفترض أن تغير المجتمعات للأفضل مع النظر الى الطلبات التي قامت للمطالبة بها، ولكن على الواقع كان تأثيرها سلبياً، وعلى العكس، انكمشت الحالة الثقافية وأصبحت الرقابة مشددة أكثر، فقبل الربيع العربي كانت هناك حركات فكرية وثقافية وسينمائية كبيرة، أما بعد ثورات الربيع العربي اختفت كل هذه الفعاليات، وبالتالي فإن تأثير هذه الثورات كان سلبياً للغاية، وهو على غير المتوقع طبعاً، فكثير من الدول العربية فرضت رقابة وكنترول قوي للغاية على حركة الفكر والثقافة".
وانتقل الحديث الى السينمائي البحريني بسام الزوادي، قائلا: "اعتقد أنه مازال مبكراً على وجود رؤية واضحة لما حدث من ثورات، أما فيما يتعلق بالأفلام التي تناولت ثورات الربيع العربي، فاستطيع وصفها أنها مجرد توثيق فقط وليست سينما بالمعنى المفهوم، واعتقد أن الفيلم الوحيد من وجهة نظري الذي تناول الثورات وتأثيرها هو فيلم نوارة اخراج هالة خليل، والذي طرح تساؤلاً مهماً حول مدى استفادة الشعوب فعلاً مما حدث"، واضاف "التجارب السينمائية التي قدمت عن ثورات الربيع العربي، فهي تم عملها على عجالة، وهو توثيق فقط للأحداث التي جرت والتي لابد من التفكير فيها بجدية حقيقية، ولكن لا نستطيع وضع توصيف حقيقي لها".
وتحدث سلطان البازعي رئيس مركز الثقافة في جدة وقال "نحن نعيش حالة ربيع في السينما السعودية، والتي تعتبر صناعة ليست مكتملة العناصر، واستطيع وصف الأمر في السعودية أنه يوجد لدينا صناع سينما وليست صناعة متكاملة"، وأضاف "بدأنا مؤخراً في جامعة عفت بجدة في تدريس السينما للطالبات".
يذكر أن سمير فريد يوثق في هذا الكتاب لاحتفالات مهرجانات السينما الدولية الكبرى في برلين وكان وفينسيا بهذه الثورات، وذلك من واقع حضوره لها في الفترة من مهرجان كان 2011 وحتى كان 2016، كما تابع بالنقد والتحليل في الكتاب الأفلام التي شاهدها عن الربيع العربي في هذه المهرجانات. ويتضمن الكتاب نقد وتحليل الأفلام التي عبرت عن ثورات الربيع العربي باعتبارها ثورات من أجل الديمقراطية، وكذلك الأفلام التي واجهت الثورات المضادة التي يقودها الإسلام السياسي، والتي ثار الشعب المصري ورفضها بعد سنة واحدة من الحكم باسم الدين.
يعتبر سمير فريد واحداً من أكبر وأشهر النقاد السينمائيين في مصر والوطن العربي، وهو من كان صاحب فكرة تأسيس المهرجان القومي للسينما المصرية عام 1970، وجمعية نقاد السينما في مصر عام 1972، ومهرجان دمشق السينمائي الدولي عام 1972، وقد تولى منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل عامين.