في يومها الوطني.. سلطنة عمان «الوسيط» الحاضر بقوة في معظم أزمات الإقليم

آخر تحديث: الإثنين 18 نوفمبر 2019 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر

يشهد الكثيرون لسلطنة عمان بالتزامها الحياد التام في المواقف السياسية بين أغلب دول العالم، ولهذا يرضى الكثير من جيرانها، وغيرهم، وساطتها في نزاعات وصراعات المنطقة، فهي حاضرة ولكن بشكل خفي وقد يكون "غامضًا" للبعض بسبب السياسة الخارجية التي انتهجها السلطان قابوس منذ توليه حكم البلاد 1970.

وأعلن السلطان الخطوط الرئيسة لسياسته الخارجية وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع كافة الدول العربية، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وتدعيم علاقات عمان معهم جميعًا، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية ومناصرتها فى كل المجالات، وأوضح أنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره تمامًا.

فعلى الرغم من الصراعات والخلافات التي حدثت فى المنطقة العربية والشرق الأوسط إلا أن سلطنة عمان التزمت الحياد، فهي على علاقة قوية جدًا مع إيران وعلاقة قوية مع دول الخليج، ولها علاقات مع السعودية وكذلك مع قطر، ولها علاقات مع إسرائيل وكذلك مع فلسطين، وأخرى مع أمريكا وكل الدول الأوروبية وكذلك الدول المعادية لهم، ويجدر الإشارة إلى أن عمان لم تقطع علاقاتها مع مصر بعد معاهدة السلام مع إسرائيل كسائر الدول العربية.

ونظرًا لعلاقاتها القوية مع جميع الدول وعدم تكوينها عداءات، فهى تعتبر وسيط مقبول لحل مشاكل الإقليم، وستعرض "الشروق" بعض مواقف السلطنة في القضايا المطروحة على الساحة حاليًا:

- القضية الفلسطينية

تعتبر القضية الفلسطنية من أهم القضايا التي يهتم به السلطان قابوس، ودائمًا ما كان يصرح في كل مناسبة وطنية للسلطنة العمانية بأن القضية الفلسطنية حاضرة وراسخة في قلوب العمانيين، فمثلًا في عام 1992م وتحديدًا في الاحتفال بالعيد الوطني الـ22، دعا إلى ضرورة إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، وقال: "ندعو إلى تحرك عاجل وسريع من أجل رفع المعاناة اليومية عن الشعب الفلسطيني المناضل الذي يرزح تحت نار الاحتلال".

وفي أكتوبر 2018، استقبل السلطان قابوس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليبحثا طرق تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية الفلسطينية العمانية، ولمناقشة القضية الفلسطينية وتطوراتها، وكان ذلك بعد إعلان دونالد ترامب إنشاء سفارة أمريكية في القدس واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، ورفض محمود عباس للوساطة الأمريكية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وبعدها بأيام استقبل السلطان رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو في أول زيارة رسمية من الكيان الصهيوني منذ عام 1996، ليبحثا سبل الدفع بعملية السلام والتقارب بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

- أزمة اليمن والسعودية

ولم تشارك السلطنة في التحالف العربي الذي تقوده الإمارات والسعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في 2015، بل واستقبلت السلطنة دفعة من الجرحى الحوثيين لتلقي العلاج فى 2018، وفي سبتمبر 2019 وصل وفد يمني رسمي إلى مسقط لإجراء مباحثات ثنائية حول آخر المستجدات في اليمن وذلك بعد دعوة السلطنة أطراف الحرب لخوض مفاوضات لإنهاء الصراع.

وفي أكتوبر 2019 التقى السلطان قابوس بنائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، وقال السلطان العماني قابوس بن سعيد: "نأمل في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، تنهي الأزمة اليمينة".

- الملف النووي الإيراني

زار السلطان قابوس طهران في 2013 ليقوم بدور الوسيط بين إيران وأمريكا للمرة الرابعة والتقى الرئيس حسن روحاني، لمناقشة الملف النووي، ونجحت عُمان في مساعدة إيران على إجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة في 2013، والتي فتحت الطريق أمام المحادثات الرسمية المتعلقة بالملف النووي الإيراني، وصولًا إلى توقيع الاتفاقية النووية بين إيران والأطراف الغربية بقيادة الولايات المتحدة في 2015، يرى الجميع أن عُمان تمتلك القدرة على إجراء مثل هذه المحادثات، وذلك قبل أن تلغيها واشنطن فى 2018.

- الأزمة الخليجية

قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، فى منتصف 2017، وفرضت عليها "إجراءات عقابية" لـ"دعمها للإرهاب".

وحاولت السلطنة كونها ترأست أعمال مجلس التعاون الخليجي، أن تتبنى مواقفًا محايدة في القضية الخليجية، من دون أن تتخلى عن حرصها على نبذ الصدام وإبقاء باب الحوار مفتوحًا مع جميع الأطراف، وقد استقبل السلطان قابوس فى نوفمير الجاري الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، نائب وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، لبحث حل لتلك الأزمة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved