حماة الحياة البحرية في غانا ينتهي بهم المطاف جثثا في قاع المحيط

آخر تحديث: الإثنين 18 نوفمبر 2019 - 2:26 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يعملون لدي الحكومة رسميًا لمكافحة الصيد الجائر فى مياه المحيط المفتوحة ولكن من لم يتعاطى منهم مع الصيادين المخالفين سينتهي به الحال في قاع المحيط ليترك وراءه أسرة تحتاج من يعولها؛ لذلك تعد حماية البيئة مهمة محفوفة بالموت.

وفي حواره مع صحيفة الجارديان البريطانية أخرج بيرنارد إيسيان بلاغًا رسميًا من شقيقه إمانويل الذي يعمل على حماية الحياة البحرية وفى التقرير الرسمى اتهام لقبطان أحد سفن الصيد بخرق القوانين ما سيكلفه غرامة مليون دولار وذلك قبل أسبوعين فقط من اختفاء إيمانويل فى مياه المحيط.

وبحسب الجارديان فإن تجارة الصيد غير المشروع فى غانا تبلغ 50 مليون جنيه استرليني سنويًا وبالمقابل تواجه سواحل غانا بطول 350 ميلًا شحًا في الأسماك التي تعد مصدرًا غذائيا للشعب بسبب ذلك النشاط.

ويذكر أنه فى سعى لحل أزمة الصيد الجائر مول البنك الدولى غانا بـ55 مليون دولار من أجل تعيين ملاحظ حكومى على متن كل سفينة صيد للتأكد من اتباعها لقانون الصيد.

وأما بيرنارد شقيق إيمانويل فقد أصبح يعانى الأرق وقلة الوزن منذ فقدان أخيه بينما لا تزال تسأل عنه ابنته فاستينا ذات الـ6 أعوام ليخبرها عمها أن أباها ذهب للعمل ولم يعد بعد وعن والدة الفقيد فهي تسأل شقيقه الأكبر دائمًا كل ما ذهب لمتابعة التحقيق أن يحضر لها إيمانويل.

ويقول جيمس شقيق إيمانويل الأكبر إنه لا يظن الحكومة تقدر عمل أخيه المفقود وإلا كانوا أبدوا مزيدًا من الجدية فى تعاطيهم مع التحقيق الذى لم يزد عن إثباته ضياع إيمانويل من على متن سفينة صيد مينج شان 15 الصينية منتصف يوليو الماضى دون وجود آثار عنف أو غيره.

ويقول إيمانويل أنه لا يصدق أن يكون شقيقه قد ألقى نفسه من علي متن السفينة علي سبيل المثال، مؤكدًا أن شقيقه تعرض للتهديد أكثر من مرة من قبل الصيادين المخالفين التابعين لشركات دولية.

ويضيف بيرنارد أن شقيقه عاد ذات يوم وهو متوتر حيث قال: "أنا قلق وأريد ترك عملى هناك أجد الكثير من الدماء والمزيد من الدماء".

ودون ذكر أسمائهم تحدث 3 صيادين للجارديان عن القضية مؤكدين أن الصيد غير الشرعي يتم فى وضح النهار دون اعتراض أحد.

وأضاف 2 من الصيادين أنهما شهدا بعض مراقبي حماية الحياة البحرية يتلقون الرشاوى وأما من كان يرفض فكانوا يتعرضون للضرب من قبل طواقم السفن الصيادة.

وتابع المصادر أن 90% من السفن تتبع للصين مع العلم أن مينج شان التى اختفى من على متنها إيمانويل صينية أيضا ومتهمة من قبل الصين نفسها بـ16 اعتداء على الحياة البحرية قبالة سواحل غانا.

وكذلك تحدث للجارديان أحد مراقبي سفن الصيد الذي قال إنه تخلى عن وظيفته بعد خوفه أن يلاقي نفس مصير إيمانويل علي يد طواقم الصيد.

وأضاف المراقب أنه أضطر أكثر من مرة لتلقي رشوة من قبطان أحد السفن والتى تعادل 140 جنيه إسترلينى، موضحا أن تلك السفينة كانت تحمل طاقمًا من 20 صيادًا غاني و6 صينيين بينهم القبطان ومساعده.

وبحسب مصدر حكومى بوحدة مراقبة الصيد البحرى فإن الوحدة تطالب المراقبين بتحرى سلامة أنفسهم عبر الرضوخ لأوامر طواقم السفن حيث لا توجد قوات شرطية تحميهم، موضحًا أن المراقبين بالكاد يستطيعون تصوير الأعمال المخالفة خلسة وإذا تم كشفهم يتعرضون لمختلف أنواع التنكيل.

ويضيف المصدر أن الأمر يخضع لبعض التسييس حيث إذا تم اتهام سفينة ما بالمخالفة من قبل وحدة الرقابة فإن المسؤولين الأكبر يرفضون معاقبة بعض السفن دون غيرها.

ويذكر أن 80% من تقارير وحدة الرقابة تحتوى علي مخالفات من سفن الصيد إلا أن 26 سفينة فقط تعرضت للعقوبات فى عام 2018 ما جعل البنك الدولي يؤكد في تقرير له على فشل الحكومة الغانية بحماية الحياة البحرية حتي بعد تمويلها من قبل البنك.

وحفظًا لماء الوجه قامت غانا منذ أشهر بتغريم إحدى السفن مليون دولار بعد صيدها 14 طنًا من الأسماك فى يوم واحد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved