السيسي: مستعد لزيارة إثيوبيا وإلقاء خطاب من برلمانها.. وعلاقاتنا ليست النيل فقط

آخر تحديث: الخميس 18 ديسمبر 2014 - 3:55 م بتوقيت القاهرة

كتب- محمد بصل:

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، وفداً إثيوبيا شعبياً موسعاً، برئاسة رئيس البرلمان الاثيوبي، وعضوية عدد من ممثلي مختلف أطياف الشعب الاثيوبي والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، والسفير محمد إدريس، سفير مصر لدى أديس أبابا، والدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والأنبا بيمن، ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وسفير إثيوبيا لدى القاهرة.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على إفريقيا، ولاسيما مع إثيوبيا، مُرحباً بالوفد الاثيوبي بأنهم في بلدهم الثاني مصر.

وأشار إلى استعداده لزيارة البرلمان الاثيوبي ومخاطبة نواب الشعب الاثيوبي، للتأكيد على أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والازدهار، ومنوها إلى ضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التي تواجه الشعبين المصري والاثيوبي.

وأشار الرئيس إلى اللقاء السابق الذي جمعه برئيس الوزراء الاثيوبي "ديسالين" في مالابو والذي شهد تأكيداً على أن الجانب المصري لا يمكن أن يقف في وجه حق الشعب الاثيوبي في التنمية، وتشديدا من الجانب الاثيوبي على الحفاظ على حق المصريين في الحياة والحفاظ على مصالحهم المائية، مع التأكيد على أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرا للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدرٌ للحياة وليس فقط للتنمية، فحصة مصر من المياه بقيت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة ووصل الآن إلى 90 مليون.

وأكد الرئيس ثقته الكاملة في أن أبناء الشعب الاثيوبي لن يلحقوا الضرر بأشقائهم المصريين ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل، مشيراً إلى أن الإرادة السياسية والنوايا الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.

ودعا الرئيس إلى أن يصدر البرلمان الاثيوبي قراراً يشير فيه إلى حق الشعب الاثيوبي في التنمية وإلى حق الشعب المصري في مياه النيل وفي تأمين مصالحه المائية، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية، ومن بينها البرلمانات، تعد جهات مسئولة عن تحقيق مصالح الشعوب وتعميق العلاقات بين الدول الصديقة.

كما أشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصري والاثيوبي، فمسلمو مصر يعتزون بعلاقتهم التاريخية بإثيوبيا باعتبارها مقصد الهجرة الأولى، أما مسيحيو مصر فيعلمون تماماً أن الكنيستين المصرية والاثيوبية كانتا كنيسة واحدة، ولا زالتا حتى اليوم ترتبطان بعلاقات وثيقة.

وشدد الرئيس على ألا تختزل العلاقات المصرية – الإثيوبية في موضوعات مياه النيل، لأن هناك العديد من الفرص الواعدة للتنمية بين البلدين، وأهمها تنشيط التبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، فضلاً عما يمثله البلدان من سوق ضخمة تقارب 200 مليون نسمة.

وأشار إلى أن الأطباء المصريين أسسوا صندوقاً برأسمال 500 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية ومعاونة الأشقاء في إفريقيا وأن قسما كبيرا من موارد هذا الصندوق تم تخصيصها لصالح إثيوبيا.

ودعا إلى تكثيف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ضوء انتشاره في عدد من الدول الأفريقية، مؤكداً أن سبل مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الجوانب العسكرية، وإنما تتم أيضا من خلال تحقيق التنمية ومكافحة الفقر.

من جانبه، أشاد رئيس البرلمان الإثيوبي بالمنحى الإيجابي لمصر في إدارتها لعلاقاتها مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن البرلمان الإثيوبي يدعو الرئيس لزيارته ومخاطبة نواب الشعب الاثيوبي.

وأكد رئيس البرلمان الاثيوبي أن شعبه لا يفكر إطلاقا في الحاق الضرر بأشقائه المصريين، وإنما تنحصر أهدافه فقط في تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا ولمصر، وإنما للقارة الإفريقية بأكملها، وذلك عبر التعاون والعمل المشترك مع مصر، مثمناً الروح الإيجابية التي لمسها في حديث الرئيس، والتي سيقوم بنقلها إلى الشعب الاثيوبي. و

وتحدث عدد من أعضاء الوفد الشعبي الاثيوبي حيث أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم في مصر التي تعد وطناً وأرضاً مقدسة بالنسبة لهم، مؤكدين أن العلاقات الودية والتاريخية بين البلدين لا يمكن أن تتزعزع، وأن نهر النيل سيظل مصدرا للتفاهم والتعاون والعمل المشترك، ولن يكون أبداً نقطة للخلاف.

كما أشادوا بالمنحى الإيجابي الذي بدأه الرئيس في علاقات مصر بإثيوبيا، حيث أكد كبار أعضاء الوفد الاثيوبي أن الانطباع الذي خرج به بعد التعرف على رؤى ومواقف الرئيس السيسي في قمة مالابو، هو أن إفريقيا وجدت قائداً له رؤية واضحة وإرادة حقيقية للتعاون المشترك وتحقيق التنمية والاستقرار لمصر وللقارة الافريقية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved