وزير الأوقاف: الدفاع عن الوطن من مقاصد الشريعة الإسلامية

آخر تحديث: السبت 19 يناير 2019 - 2:49 م بتوقيت القاهرة

محمد عنتر:

• «الأزهر»: التعليم ركيزة أساسية في بناء الشخصية الوطنية
• وزير الدعوة والإرشاد بالسعودية: نعتز بدور مصر في تعزيز أواصر المحبة مع المملكة
• رئيس الشئون الدينية بالإمارات يشيد بمواقف مصر ويحذر من مزاعم الجماعات الإرهابية


افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، صباح اليوم السبت، المؤتمر الدولي الـ29 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي ينعقد ليومين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعنوان "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدُّم الدول والحِفاظ على هويتها".

حضر الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ومحمود الشريف وكيل أول مجلس النواب نقيب الأشراف، وأسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، وأحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الاسلامية، ووزراء الأوقاف في السودان والسعودية والإمارات، وسفراء عدد من الدول العربية والإسلامية.

ويشارك في فعاليات المؤتمر نحو 150 مشاركا من أكثر من 40 دولة، منهم 13 وزيرا للأوقاف والشئون الإسلامية، يناقشون 50 بحثا حول 7 محاور تتناول مقومات ومرتكزات الخطاب الديني والثقافي الوطني، والتعليم وأثره في بناء الشخصية، ودور الأسرة والإعلام والعلماء والمؤسسات الوطنية في بناء الشخصية الوطنية، والرؤية الاستراتيجية لتطوير الخطاب الديني ومقوماته وأثره في الوقاية من التطرف والإرهاب، والرؤية الإسلامية لبناء الشخصية الوطنية في عالم متغير، وأثر المقاصد الشرعية في بنائها.

وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، أكد وزير الأوقاف أهمية تحقيق المواطنة الكاملة، قائلًا إن مصلحة الأديان لا تنفك عن حماية الأوطان وفق الشريعة الإسلامية، وأن الدفاع عن الوطن مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية.

كما شدد على أهمية الحفاظ على الشخصية الوطنية لاستقرار المجتمعات، والتفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، وبين ما هو مقدس وغير مقدس، وقصر التقديس على الذات الإلهية، والأخذ بأدوات الاجتهاد، وفقه الواقع لمعاصرة المتغيرات.

ووجه جمعة الشكر للرئيس السيسي لدعمه جهود تجديد الخطاب الديني ورعاية المؤتمر، معلنا استعداد الوزارة لاستقبال أي من الدعاة والعلماء من مختلف دول العالم للدراسة في أكاديمية الأوقاف العالمية، التي يفتتحها اليوم الأحد، ضمن فاعليات المؤتمر.

وأشار إلى إن وزارة الأوقاف أصدرت مجموعة من الكتب تناولت الأبعاد القومية والأمنية وأهمية بناء الوعي، وأنها تحول تلك المواد إلى برامج لتأهيل وتدريب الأئمة والوعاظ، وفق مفاهيم العصر الحديث وتعلم اللغات الأجنبية وعلوم القرآن الكريم والسنة، مجددا دعوته لإضافة حماية الأوطان إلى الكليات الشرعية الخمسة.

قال وكيل الأزهر الشريف الدكتور صالح عباس، إن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الشخصية الوطنية وحماية هويتها من الذوبان في أمواج العولمة العاتية، مؤكدا ضرورة تطوير التعليم ليسهم في بناء الإنسان ورقي أخلاقه وقيمه.

وأكد عباس -في كلمته التي ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدُّم الدول والحِفاظ على هويتها- ضرورة تطوير نظام التعليم ليكون نظاما أكثر فاعلية بحيث يرتكز على الفهم والاستيعاب وتنمية ملكات الإبداع والابتكار ويربي جيلا من المبدعين لخدمة الوطن والدين.

وأضاف عباس أنه ينبغي علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا قيم الولاء للوطن والحفاظ عليه، مشددا على ضرورة تعليم الأبناء فقة المواطنة الذي يعد أول منهج دستوري وضعه الرسول في أول مجتمع إسلامي بالمدينة المنورة، حيث ساوى بين المسلم وغير المسلم وأصبح الجميع متساوون في الحقوق والواجبات.

وبدوره، قال رئيس الهيئة العامة للشئون الدينية والأوقاف بالإمارات، محمد مطر، إن الانتماء الوطني وحب الوطن فرض عيني على من يستظل بظله ويأكل من خيراته، محذرا من مزاعم الجماعات المتطرفة والإرهابية التي لا تعترف بحرمة الوطن والأوطان.

وأضاف أن بناء الشخصية الوطنية يلعب دورا هاما في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة التي لا تحترم الأوطان والمواثيق الدولية وتسيء للإسلام.

وأشار إلى أن بلاده تعمل على تعزيز التكامل والبناء الوطني الصحيح بين المؤسسات الدينية وجميع المؤسسات الوطنية الأخرى في الدولة، كما تعمل على تصحيح المفاهيم والشبهات من خلال ترسيخ المفاهيم الرامية للدين الإسلامي التي تقوم على ازدهار وتحقيق مصالح المواطنين بالرحمة والحد دون الخروج عن ثوابت الدين، دون غلو أو تفريط؛ لإعلاء مفهوم الدولة الوطنية وتحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، التي تعمل الدولة العصرية الوطنية على تحقيقها.

ومن جانبه، قال وزير الشئون الدينية والدعوة والإرشاد بالسعودية، عبداللطيف آل الشيخ، إن التركيز على بناء الشخصية والأوطان في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة هو هدف كل مواطن شريف يهدف إلى الحفاظ على استقرار وطنه وازدهاره وتقدمه من خلال الإخلاص في العمل وتجاوز العقبات وتفنيد مزاعم الجماعات الإرهابية التي تقول إن حب الأوطان من الوثنية.

وحذر آل الشيخ مما وصفه بالخطر الداهم المتمثل في إذابة الهوية الوطنية والثقافية وطمس المعالم عبر وسائل متعددة وبطرق شتى، داعيا إلى تبني برامج ومشروعات وطنية قوية من خلال تحري الوسائل المقنعة لجهة الشباب من الجنسين بمختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية.

وأعرب آل الشيخ عن أمله في خروج المؤتمر بتوصيات تحفظ للأمة كينونتها، وأشار إلى أن السعودية تعني منذ تأسيسها حتى الوقت الراهن ببناء الشخصية الوطنية وحب الوطن إيمانا منها بأن الأوطان لا تبنى إلا بالقواعد السوية للأبناء المخلصين، كما تعمل المملكة مع أشقائها ودول العالم جميعا على نبذ الفرقة ومحاربة الإرهاب والتشدد والغلو لتحقيق العدل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved