في ذكرى رحيله.. شخصيات أدبية قدمها العمدة صلاح منصور

آخر تحديث: الأحد 19 يناير 2020 - 2:37 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تمر اليوم 19 يناير الذكرى الـ41 لرحيل الفنان القدير صلاح منصور؛ والذي فارقنا في عام 1979 عن عمر 56 عاما فقط بعد صراع مع سرطان الرئة.

بدأت المسيرة الفنية لمنصور مبكرا، فاشترك في تكوين فرقة مسرحية مع رفيقه الفنان زكي طليمات والتي قدما من خلالها عددا من الأعمال المسرحية البارزة مثل" زقاق المدق" و" الناس اللي تحت".

وتأخرت شهرة صلاح منصور كثيرا، فاستمر لوقت في بداياته ممثلا لأدوار هامشية، ولكن منذ أن سنحت له الفرصة لإبراز موهبته قدم أدوارا رائعة محفورة في ذاكرة السينما. وأبرز تلك الأدوار قدمها في أفلام الزوجة الثانية والبوسطجي والعصفور.

وعن إبداعات كبار الأدب العربي، أجاد منصور في تقديم شخصياتهم على الشاشة، ومع ذكرى رحيله نتذكر أبرز تلك الشخصيات المقتبسة عن أعمال أدبية في التقرير التالي:

1- سالمان البقال.. بداية ونهاية

عن رواية "بداية ونهاية" للأديب العالمي نجيب محفوظ، قدم صلاح منصور شخصية " سلمان البقال" في الفيلم الشهير المقتبس عن الرواية، والذي عرض في 1960 بطولة عمر الشريف وفريد شوقي وسناء جميل، ومن اخراج المخرج الكبير صلاح أبو سيف.

وسلمان هو ابن لبقال يعجب بنفيسة (سناء جميل) ويقنعها بأنه يحبها وينتظر فرصة للزواج منها، ولكنه لسوء نواياه يقرر استدراجها حتى تقع في غوايته، ثم يتهرب منها شيئا فشيئا إلى أن تفاجأ نفيسة بأنه سيتزوج من فتاة أخرى!

2- عبد العظيم.. شيء في صدري

عن رواية "شيء في صدري" للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، قدم صلاح منصور شخصية هامة في الفيلم المقتبس عنها، وهي شخصية عبدالعظيم الشريك والشاهد على كل الخطايا التي يقوم بها حسين باشا شاكر، والذي تدور كافة الأحداث حول رحلته في محاربة الصراع الذي يثور داخل صدره ويعذب ضميره، نتيجة لتكوين ثروة من الطرق غير الشريفة، وظلمه وبطشه بالآخرين، مستغلا ثروته وقربه من مراكز السلطة!

3- أبو جميلة.. البوسطجي!

كان لمنصور ظهور أيضا في رواية " البوسطجي " ليحيى حقي"، فأحد القصص الهامة التي ارتبطت بالبطل "عباس" ناظر مكتب البريد، والذي تنشأ بينه وبين أهل القرية علاقة متوترة، لاكتشافه لنفاقهم وادعائهم الفضيلة، فيقرر أن ينتقم منهم بطريقة خاصة وهي أن يتلصص على رسائلهم قبل أن تصل لهم؛ كوسيلة لصب غضبه عليهم، ولكن وسط تلك الرسائل يصطدم بقصة حب تحمل جزءًا كبيرًا من المأساة، فرسائل متبادلة بين جميلة وخليل يحاولان من خلالهما كسر التقاليد، المجتمعية.

وقام منصور بشخصية والد" جميلة " وهو الذي الأب لم يقبل بأن تتعرف ابنته على شاب لأن ذلك يكسر تقاليدهم المحافظة.

يظل عباس متابعًا لقصة جميلة وخليل، إلى أن يخطئ ذات مرة ويقوم بإتلاف أحد الخطابات بختمه عن طريق الخطأ، ما يستحيل تسليمه هكذا ما يدل على أنه قد فُتح، وللأسف يكون هذا هو أهم خطاب، حيث يخبر فيه خليل جميلة بتغير عنوانه لتراسله عليه، وبذلك كل الخطابات التي ترسلها لن تصل، خصوصًا آخر رسالة كتبتها "خليل، أنقذني.. أنقذني.. أنقذني".

يظل عباس في عذاب من الضمير ويقرر أن يسلم جميلة كل الخطابات التي لم تصل لها، ولكنه يقع في مأزق كبير بسبب أنه لا يعرف ملامحها.

ويكون المشهد الأخير الذي يقدمه منصور ببراعة شديدة، عندما يقتل ابنته انتقاما لشرفه كما يعتقد ويطوف بها أنحاء القرية، في مشهد جنائزي يعد من أكثر المشاهد المأساوية بتاريخ السينما!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved