منافسات غناء الطيور فسحة أهالي دولة سورينام من الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية

آخر تحديث: الثلاثاء 19 يناير 2021 - 11:18 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يتوافد عشرات الأشخاص كل صباح قبيل اشتداد وطأة الشمس الاستوائية على أصغر دول أمريكا الجنوبية، بينما يحمل كل من المربيين طيره في قفصه، لتبدأ منافسة الغناء التي يعاملها ككرة القدم لدى أغلبية الناس، ولتستمر كل من المنافسات لربع ساعة من الألحان العذبة والأنغام الشجية لتكفي ابتسامة من المحكمين لإعلان انتصار الطير الرابح بالسباق الأسبوعي.

 

ويقول جريك واتسون ضابط شرطة، يمضي عطلته لأسبوعية بمنافسة الطيور لصحيفة "نيو يورك تايمز"، إنه مثل ما يحب الكثيرون كرة القدم أو السلة فأهل سورينام يحبون منافسات الطيور.

 

ويقول إيروين غلوسمينغ مربي للطيور، إنه منذ نعومة أظفاره حين أعطاه أباه المال لشراء دراجة فضل عليها أن يشترى طيرا يربيه، مضيفا أنها عادة يتوارثها الأجيال.

 

وينعقد كأس لأبطال سباقات غناء الطيور كل شهر ديسمبر، وتذاع فعالياته على لقنوات الرسمية، بينما جلبت منافسات عام 2016 اهتماما عالميا؛ بسبب مشاركة الملاكم الشهير مايك تايسون فيها والذي خسر طيره أمام منافس من أهل سورينوم.

 

ويتراوح أسعار طيور المنافسات بين بضعة دولارات للطيور غير المدربة لـ15 ألف دولار لأبطال منافسات الكأس.

 

ويقوم كل من المربيين باستخدام الطعام والتزاوج كحافز لتدريب الطير على إنشاد الألحان، بينما يبلغ عمر الطير من العصافير والببغوات الافتراضي في الملاعب 30 عاما ما يتجاوز أعمار الكثير من الرياضيين في الملاعب.

 

وتعكس منافسات الطيور، بما فيها من تنوع مدى التنوع أيضا ضمن شعب ورينوم الذي قوامه عمال وعبيد جلبتهم هولندا من دول إفريقيا والهند والصين وإندونيسيا، والذين يبلغ عددهم نصف مليون فرد لهم صلات بدولة هولندا القابعة على الجانب الآخر من الأطلسي أكثر منصلتهم ببقية دول أمريكا الجنوبية.

 

ورغم الصراعات السياسية والحروب الأهلية والفساد السياسيّ الذي بلغ أنيتهم رئيس الجمهورية بالقل ونائيس بالسرقة إلا أن منافسات الطيور تعد مهربا من كل ذلك، إذ يقول مارسيل أوتسبيرغ عضو الحزب الوطني السورينامس، إنه بمجرد دخول المنافسات صبح الجمع أصحاب ولا مكان للساسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved