لازم نتكلم.. هل تعكس السينما واقع التحرش أم تتسبب فيه؟

آخر تحديث: الثلاثاء 19 يناير 2021 - 12:23 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في ثاني جلساتها لسلسلة حوارات «لازم نتكلم،» عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مناظرة واستطلاعاً حول معالجة وسائل الإعلام والسينما للنوع الاجتماعي وتأثيره على المرأة في مجتمعنا، بعنوان "تناول وسائل الإعلام والسينما للتحرش: هل يعكس الواقع أم يتسبب فيه؟"، بقاعة إيوارت التذكارية في حرم الجامعة بالتحرير.

 

أدار الندوة المذيع والممثل مراد مكرم، والمناظرة الطلابية يوسف هاشم، الطالب في السنة الثالثة بقسم الاقتصاد ورئيس النادي الطلابي للمناظرات بالجامعة، والسيناريست تامر حبيب، والممثل أحمد داش، وأمل فهمي مدير مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، وميرفت أبوعوف الأستاذ الممارس بقسم الصحافة والإعلام.

 

حاولت الندوة تبني كل الآراء المتضادة في هذه القضية، من خلال تمثيل نقاط التضاد من قبل طلاب الجامعة، أحدهم سرد الرأي الذي يتبنى فكرة تأثير السينما بالسلب على المجتمع، والمعاكس له أن السينما تعكس ما هو موجود في الواقع بالفعل ولا تشجع عليه، وعلق الضيوف على هذه المناظرة والاتفاق على أن كلا الجانبين يؤثر في الآخر ولا يمكن الجزم في هذه المسألة لأن كلا الجانبين مؤثر ومتأثر، إلا أن الاستطلاع الذي أجري خلال مدة الندوة عبر الإنترنت كان نسبة 64% من المشاركين فيه يلقون باللوم على السينما.

 

وقالت ميرفت أبو عوف، إن الشيء المهم جداً في المعالجة الفنية إبراز هذا الفعل في صورة مخجلة ولا تدعو للفخر بالنسبة للرجل، ضمن مفهوم المجتمع الذكوري الذي لا يزال ثقافته سائدة رغم كل الجهود المبذولة؛ لذلك يجب أن تعكس السينما القوانين والعقوبات المذكورة في القانون المصري وتبرزها في الدراما التي تقدمها.

 

وأكدت على ذلك أمل فهمي، بالقول إنه يوجد إغفال كبير لذكر العقوبات القانوينة التي تقع على المتحرش في حالة قيامه بهذا الفعل، ولا يوجد مشهد واحد ذكر عقوبة الشخص المتحرش، التي قد تصل للحبس 3 سنوات.

 

وحرص المشاركون على ذكر إحصائيات وأرقام تخص التحرش والنظرة الذكورية في المجتمع، حيث أشارت أمل إلى بحث "الرجولة" الذي يرصد نظرة الرجل إلى الأنثى في مجتمعات مختلفة، وأجري في أغلب دول العالم، وكانت النتيجة أن أفكار الشباب الذكور تتغير في كثير من الدول عن أفكار آباءهم، ماعدا في المنطقة العربية التي يتشابه فيها أفكار الأجيال الذكورية ولا تتغير نظرتهم تجاه المرأة.

 

وأشارت إلى أن الطرح المستخدم للقضية هو الأهم، وليس مجرد الإشارة لها في العمل، لأن هذه المعالجة لا تقدم التحرش في صورة منبوذة، بل صورة فكاهية، وتجعل الرجل في صورة "أروش" أكثر جاذبية عند قيامه بذلك.

 

وتأكيداً على هذه النقطة، قال تامر حبيب إن بعض المشاهد رسخت وشجعت التحرش، من خلال الإفيهات والكوميديا، وهذا النوع هو الأخطر لأنه غير مباشر ويتكون في لاوعي المشاهد، من خلال ما يمكن تسميته بـ"السم في العسل"، وضرب أمثلة ببعض مشاهد الفنان عادل إمام، الذي جاء ذكر اسمه كثيراً على لسان الحضور كنموذج على هذه الحالة.

 

وأضاف حبيب: "تصوير التحرش على أنه حاجة لطيفة مضحكة في بعض المشاهد، شيء خطير، ودلوقتي لازم نخلي بالنا لأن المجتمع يزداد ذكورية بصورة كبيرة، وفكرة ربط المشاهد دي بنجوم إحنا بنحبهم أمر غير إيجابي؛ لأنه يرسخ لصورة الرجل اللطيف اللذوذ بمفهوم خاطيء تماماً"، وذكر أنه يكتب مسلسلا جديدا، إحدى بطلاته تتعرض للتحرش بصحبة ابنتها الصغرى، فتقرر الهجرة من البلد.

 

تحدث الضيوف أيضاً عن فكرة ضياع الهوية المصرية، والتشتت بين الثقافات المختلفة، مثل ثقافة الخليج التي أتت مع ظاهرة الهجرة والعمل في الدول العربية، بالإضافة إلى صعود التيارات الإسلامية المتشددة؛ ما أحدث خللاً في المجتمع المصري.

 

وهو ما عارضته بصورة ما أمل فهمي، قائلة إن الكلام الفضفاض مثل الأخلاق والهوية والعادات لا يفيد في مجتمع غير متساو الطبقات في المجتمع المصري، فالخطاب الموجه لأسرة من الطبقة الثرية يختلف عن الموجه لأسرة تعيش بأكملها في غرفة واحدة؛ لذلك القانون وتطبيقه بشكل فعلي وقوي هو أحد الحلول الأكثر أهمية.

 

يذكر أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد أطلقت سلسلة حوارات "لازم نتكلم" في نوفمبر 2020؛ لزيادة الوعي بقضية التحرش الجنسي كقضية اجتماعية مهمة، ودعم الجهود الوطنية والدولية المتعلقة بهذه القضية خاصة في الجامعات، وتستمر سلسلة حوارات «لازم نتكلم» حتى شهر يونيو 2021.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved