نوتة الموت لا تفارق جيوب الأفغان في ظل العميات الإرهابية

آخر تحديث: الثلاثاء 19 يناير 2021 - 10:39 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يذهب طارق قسيمي موظف المكتبة المقيم في العاصمة الأفغانية كابل كل يوم لعمله، ويعود بينما لا تفارق نوتة الموت -التي تحوي اسمه وعنوانه وأرقام هواتف أقاربه بالإضافة لفصيلة دمه- في جيبه تحسبا من أن يحدث له مثل ما حدث للكثيرين من هجوم انتحاري، نجا منه منذ سنوات ولكن حسب قوله فإن العشرات لم يتبقي منهم سوى بنطال أو حذاء ليعاني أهاليهم لإيجاد جثثهم.

وتقول مساومة تاجيك طالبة الحاسبات لصحيفة نيويورك الأمريكية، إن كابوس المفخخات لا يفارق خيالها كلما حبستها إشارة مرور وسط حشد من السيارات، مضيفة أنها لا تعلم حال انفجار مفخخة فيها من سيتصل بأهلها أم من سيعرف فصيلة دمها ليساعدها إن كانت مصابة ولذلك تحمل هي أيضا نوتة الموت.

وتقول أريفا أرمجان الموظفة بجمعية أهلية، إنها بد مقتل صديقتها بهجوم انتحاري ولم يتم العرف عليها إلا من خلال خاتمها شعرت بأنها ستكون التالية ولذلك لا تفارق نوتة الموت.

وعن الوضع الراهن بأفغانستان، تقول أرمجان، إنها تعرف الكثيرين يودعون أسرهم يوميا ليس من باب اللطف فقط بل لأنه قد يكون الوداع الأخير.

وتتابع أرمجان، أنها وأصدقائها دائما ما يتواصلون بالرسائل مع بعضهم وأقربائهم في أعقاب كل هجوم إرهابى يقع بالعاصمة.

ووصلت خطورة الوضع بأفغانستان، أن يضع الكثيرون رسائل توديع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشعورهم بالخطر ثم لا يلبثوا أن يلقوا حتفهم كما حدث مع الضابط السابق برهان الدين يفتلين الذي طلب من الجميع أن يسامحوه، قائلا إنه يتلقي الكثير من تهديدات القتل وميلبث حتى أخذت روحه طلقة في عرس أخته.

ويذكر أن أفغانستان، لا يشيع فيها اسخدام البطاقات الشخصية ولا رخص القيادة وبدلا عن البطائق يوجد ما يسمي بالذكرة، ولكن الكثير يفضلون حملها معهم لصعوبة إجراءات استرجاعها حال فقدانها.

ويقول رافى بختيار استشاري ناجي، من هجوم جامعة كابول الذي قام به تنظيم داعش إن ابنة جيرانهم لم يتعرف أهلها علي جثتها إلا من أرقام هواتفهم المكتوبة عليها لذلك يحمل التذكرة دائما معه كى لا يجوب أهله المدينة بحثا عن رفاته حس قوله.

وعن الوضع الراهن بأفغانستان، يقول بختيار نحن محطمون ومدمرون ونري ملك الموت يحلق فوق كابل دائما.

وتجدر الإشارة، لأن حركة طالبان خففت من هجماتها الانتحارية وبالعبوات الناسفة بالمناطق الحضرية من أفغانستان منذ فبراير الماض بسبب المفاوضات مع أمريكا إلا أن تنظيم داعش لا يزال يمارس الهجمات بينما يقوم أطراف منتفعون بشن هجمات مستغلين شيوع الإرهاب وعدم إلفات أحد إليهم.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved