الزراعة بعد كثرة استخدام حبة الغلة في الانتحار: الحل ليس المنع وإنما التوعية

آخر تحديث: الأربعاء 19 يناير 2022 - 11:11 ص بتوقيت القاهرة

السيد علاء

الآفات الزراعية: وقف استخدام فوسفيد الألومنيوم دون بديل يؤدي إلى فاقد 40% بالغلال نتيجة التسوس
عبدالستار: اتفقنا مع البرلمان على تقليل نسب استيرادها.. ونستورد 12.7 ألف طن حاليًا
نسبة الوفيات الناتجة عن تناول حبة الغلال بالمستشفيات وصلت لـ20% بعد التدريب على أنسب طرق إسعافها
الشناوي: لا يمكن الاستغناء عن استخدام مبيد فوسفيد الألومنيوم في حفظ الغلال لعدم وجود بدائل أخرى حاليًا
أثارت زيادة حالات الانتحار الناتجة عن تناول المبيد المعروف باسم "حبة الغلة"، جدلاً واسعًا بين المواطنين مؤخرا، حول أسباب عدم منع دخول تلك الحبة طالما أنها وسيلة سهلة ورخيصة للراغبين في الانتحار، حتى وصل الأمر إلى البرلمان؛ وسط مطالبات من بعضهم بمنع دخولها وحظر تداولها في الأسواق.

من جهته، قال رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوازرة الزراعة، الدكتور عباس الشناوي، إن استخدام مبيد فوسفيد الألومنيوم في حفظ الغلال يُعد الأكثر أمانًا كونه عديم الأثر بعد تبخير غازه في الجو، مؤكداً أنه لا يمكن الاستغناء عنه لعدم وجود بدائل أخرى في الوقت الحالي.

وأضاف الشناوي، لـ"الشروق"، أن جميع دول العالم تستخدم تلك الأقراص المسماة محليًا بـ"حبة الغلة" في حفظ غلالها وحبوبها؛ نظراً لارتفاع مأمونيتها بعد انتهاء وظيفتها، معتبراً أن لجوء البعض لاستخدامها كوسيلة للانتحار هو سلوك فردي يحتاج إلى زيادة التوعية الأسرية، مردفا: "لو تم منعه سوف يبحث الراغب في الانتحار لوسائل أخرى.. الحل ليس المنع وإنما التوعية".

من جهته، قال أمين عام لجنة المبيدات والآفات بوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عبدالستار، إن حبة الغلال عبارة عن مبيد مكون من "فوسفيد الألومنيوم"؛ تستخدم عالميًا في حفظ الحبوب أثناء فترات التخزين، ومسجلة كمبيد حشري بوزارة الزراعة؛ وتدخل مصر بشكل رسمي، عن طريق تعاقد رسمي بين الشركات المستوردة وصوامع الغلال في المحافظات حسب الحاجة.

وأضاف عبدالستار، لـ"الشروق"، أن "حبة الغلال" أقوى مبيد حشري لمجابهة التسوس الذي يصيب الغلال في حالة التخزين بالصوامع لفترات طويلة، مؤكدا أنه محظور بيع تلك الأقراص أو الحبوب السامة في محالات بيع المستلزمات الزراعية الصغيرة، ويقتصر بيعها وتوزيعها على الشركات المستوردة والمحال الكبرى؛ بهدف ضبط عملية استخدامها.

وذكر أن هناك كميات صغيرة تصل إلى بعض المحال الصغيرة عن طريق التهريب وليست بصفة رسمية، وهي التي تصل عقوبة ضبطها للغلق أو التغريم والحبس بعد تشديد الرقابة على حركة تداولها.

ولفت عبد الستار، إلى أن حبوب "فوسفيد الألومنيوم" تُعد الوسيلة الأكثر أمانًا في حفظ الغلال، وذلك بعد حظر غاز "ميثيل البروميد" الذي كان يستخدم قبلها في حفظ الحبوب المخزنة؛ لما له من اضرار جسيمة على طبقة الأوزون، لذا تم حظره دوليًا، واستخدمت حبوب الغلال الحالية بديلة عنه، مؤكداً أنه حال منع استخدام تلك الحبوب قد تصل نسبة الفاقد جرّاء التسوس إلى 40%.

وأكد الاتفاق مؤخرا بين وزارة الزراعة والبرلمان على تقليل كميات استيراده من الخارج بنسبة 10%؛ إلى أن يتم طرح بديل مناسب أكثر أمانًا وفاعلية، مضيفًا أن طن القمح المخزن في الصوامع قد يحتاج إلى 3 حبوب لحفظه، وتستمر فاعلية تلك الحبوب لـ5 أيام ثم تتبخر بدون ترك أية أثار سلبية على المحصول أو ترك أثار سامة في الجو.

وتابع: "حجم الكميات المستوردة من المواد الفعالة لحبوب فوسفيد الألومنيوم وصلت في 2019 لـ36.5 ألف طن، وفي 2020 بلغت 23.8 ألف طن، وفي 2021 وصلت إلى 12.7 ألف طن".

ونوّه عبدالستار، إلى أن لجنة مكافحة آفات المبيدات بوازرة الزراعة، تواصلت مع وازرة الصحة، لعمل دورات تدريبية للأطباء والمسعفين في التعامل مع الحالات التي تلجأ إلى تلك الحبوب في محاولة للانتحار، مؤكدا انخفاض نسبة الوفيات التي تصل للمستشفى بعد تلك الدورات إلى 20%.

وأشار إلى التشديد على عدم عمل غسيل للمعدة مباشرة؛ قبل أن يتم سقي الحالة بزيت زيتون أو برافين، كونه يصنع غلاف حول حبة الغلال، أم الغسيل مباشرة فيساعد على سرعة انتشار الغاز وتصاعده بالجسم ومن ثم الوفاة، مؤكداً أن هناك مبالغة في الأرقام المتداولة للمنتحرين بتلك الحبة، حيث تواصلت وزارة الزراعة مع الصحة التي أخطرتهم بأن 170 حالة فقط تناولت تلك الحبوب آخر 6 شهور في 2021.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved