أجهزة غسل الغاز بالسفن سببا للإصابة بالسرطان

آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 6:46 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

صرحت منظمة الملاحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أنها أخطأت بشأن إلزامها السفن وضع أجهزة غسل غازات لا تحدث تلوث الهواء، نظرًا لأن تلك الأجهزة تسمم المياه وتسبب السرطان بشكل غير مباشر.

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا داخليًا أعدته المنظمة لتصحيح قرارها الإلزامي للسفن بتلك الأجهزة والصادر يناير الماضي.

ويهدف الجهاز لغسل الغاز وإبعاده عن الهواء لعدم تلويثه، ولكن بحسب التقرير فإن معظم تلك الأجهزة بدلًا من إخراج الغاز للهواء يتم ضخه مباشرة لمياه المحيطات بما فيه من سموم.

ويذكر أن شركات الشحن حول العالم أنفقت 12 مليار دولار لإضافة تلك الأجهزة لسفنها امتثالًا للقرار السابق لمنظمة الملاحة.

ويخشى الخبراء أن تلك الغازات المتسربة للمياه تحوى مركبات من الهايدروكاربونات الأروماتية المتعددة، والتي ترتبط بإحداث سرطانات الجلد والرئة والكبد والطحال.

وينتقل تأثير الغاز المسبب للسرطان إلي الإنسان بشكل غير مباشر إذ يصيب الغاز الأسماك البحرية والتي يصطادها الإنسان بدوره ويتناولها بما فيها من مواد مسرطنة.

وتقول لوسي جيليام، مديرة منظمة النقل والبيئة الأوروبية، إن يتحتم على منظمة الملاحة العالمية منع تلك الأجهزة، وإيقاف العمل بالقانون الجديد لحين التثبت نهائيًا من أمان استخدام تلك الأجهزة.

وأضافت أن رواج تلك الأجهزة بين السفن مدة أطول سيؤدي لتراكم تلك السموم بالمياه وصعوبة السيطرة عليها مستقبلًا لأنها ستؤثر على السلسلة الغذائية التي تبدأ بالأسماك وتنتهي حتى الإنسان الذي يتناولها.

ويقول بروفيسور الأمن الغذائي كريستوفور إيليات من جامعة بلفاست البريطانية، إن تسمم قاعدة السلسلة الغذائية يكون له أثر طويل المدى على صحة الإنسان الذي يتوقع بتناوله لتلك الأسماك المصابة أن يضعف جهازه المناعي وأن يصبح عرضة للسرطان.

وأعدت شركات الملاحة البحرية عدة دراسات تثبت سلامة وأمان استخدام أجهزة غسل الغاز وأبرزها دراسة اتحاد الشحن البحري الدولي منذ أسابيع، والتي تقول إن لتلك الأجهزة ضررًا محدودًا على المياه، بينما تقول شركة كارنيفال بدراسة أخرى مارس الماضي، إن الأجهزة آمنة تمامًا وأما شركة الملاحة النظيفة المصنعة لتلك الأجهزة فيقول متحدثها الرسمي إنها لا تصدر أي سموم ضد الحياة البحرية.

وفي تقرير منظمة الملاحة العالمية ورد أن بعض دراسات شركات الشحن البحري المؤيدة لأجهزة غسل الغاز غير موثوقة نظرًا لعدم إعطائها بيانات واضحة ولا عينات شاملة.

وتضيف «جيليام» إن الدراسات التي تجري من قبل شركات الشحن متحيزة لانتفاع تلك الشركات من بيع الأجهزة، كما أن الدراسات القائمة عبر مجموعات أخرى هي بشكل غير مباشر تخضع لتأثير تلك الشركات، والتي وصلت لأن تزود المجموعات القائمة بالدراسات بعينات تم إعدادها من قبل موظفيها مسبقًا.

ويذكر أن أجهزة غسل الغاز تعمل على تنظيف عادم السفن الخارج للهواء من 98% من الكبريت، و54% من الجزيئات الدقيقة ولكنه ذو أثر سيء على المياه.

وفي أكتوبر الماضي قررت السلطات البريطانية إغلاق مؤقت لبعض الموانئ بدعوة تسمم مياهها بسبب أجهزة غسل الغاز.

ومن المقرر أن ينعقد اجتماع لمنظمة الملاحة الدولية؛ لمناقشة ما يفترض اتخاذه حيال المشكلة وكون القانون الحالي يلزم باستخدام الأجهزة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved