هل تنجح «نوليوود» النيجيرية في وضع السينما الأفريقية على الخريطة العالمية؟

آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 7:03 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

يتطلع المخرج والمنتج المصري محمد الحديدي لدى حضوره مهرجان برلين السينمائي الدولي في وقت لاحق من الشهر الجاري، إلى مقابلة جيرانه في القارة السمراء.

ومن المقرر أن يكون المخرج المصري، المنحدر من مدينة الإسكندرية، من بين أكثر من 200 شخصية سينمائية مشاركة في فعاليات "برليناله... إفريقيا في المركز"، وهي منصة تسويق يتم عقدها على هامش المهرجان السينمائي السنوي في العاصمة الألمانية.

ويقول الحديدي، وهو أحد ستة أعضاء في شركة "روفيز فيلم" للانتاج السينمائي، التي أنتجت نحو عشرين فيلما على مدار السنوات العشر الأخيرة، إن "أقوى شيء في مهرجان برليناله، هو أنه مفتوح. فهناك شعور بالانفتاح ومحاولة تجميع الناس سويا".

ويضيف: "في برليناله، تلتقي هذه المجموعة الواسعة جدا من الاشخاص القادمة من كل مكان". وتوفر مبادرة "برليناله... إفريقيا في المركز"، تحديدا، فرصة فريدة للتواصل، حيث يوضح الحديدي أنه: "من الممتع أن يلتقي المرء بجيرانه".

ويشار إلى أن مبادرة "برليناله... إفريقيا في المركز" تبدأ بعد يوم من إطلاق مهرجان برليناله، حيث ستستمر من 21 وحتى 26 من فبراير الجاري، مع التخطيط لإقامة عدد من ورش العمل، وإجراء المحادثات بين مخرجي الأفلام السينمائية والمبدعين الذين يعملون في القارة.

وينظم هذا الحدث "سوق الفيلم الأوروبي"، وهو مركز الأعمال الذي يعمل خلف الكواليس في برليناله، والذي يجذب سنويا أكثر من 8300 شخصية مهنية دولية في مجال صناعة السينما.

ويصف ماتيس ووتر نول، مدير "سوق الفيلم الاوروبي" هذا الحدث بأنه "الجانب الآخر الذي لا يعرفه رواد السينما".

ويتحدث نول عن "جيل جديد من محترفي السينما من الأفارقة"، ممن لديهم قصص جديدة، ورؤى حديثة في إخراج الأفلام.

وحازت الأفلام الأفريقية نصيب الأسد في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، شهد أعلى عدد من اشتراك الافلام من أفريقيا، حيث قدمت القارة السمراء نجوما من أمثال الحسناء تشارليز ثيرون من جنوب أفريقيا /44 عاما/، ولوبيتا نيونجو، الممثلة الكينية /36 عاما/ التي فازت بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة، عن دورها في فيلم" 12 عاما من العبودية" أو "12 ييرز إيه سليف" إنتاج عام 2013.

وعلى الرغم من ذلك، فغالبا ما يكون هناك انتقادات بتجاهل السينما الإفريقية، وبصفة خاصة، عندما تم إلغاء اشتراك فيلم "قلب الأسد" أو"لايونهارت" النيجيري، للفوز بجائزة الاوسكار، كأفضل فيلم دولي في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بسبب ماتضمنه من الكثير من الحوار باللغة الإنجليزية، مع وجود نحو 10 دقائق من الحوار بلغة الإيجبو (وهي لغة أصلية خاصة بشعب الإيجبو، وهي مجموعة عرقية تتركز بالأساس في جنوب شرق نيجيريا).

من ناحية أخرى، دافعت الممثلة والمغنية النيجيرية جينيفيف نناجي /40 عاما/ - التي تعد من أبرز نجوم السينما النيجيرية، والتي قامت بإخراج الفيلم وبطولته - عن اشتراك الفيلم.

وكتبت نناجي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن هذا الفيلم يمثل الطريقة التي نتحدث بها كنيجيريين".

ويقول نول من جانبه، إنه مع احتلالها ثالث أكبر صناعة سينما عالمية ، بعد هوليوود وبوليوود، فإن السينما النيجيرية (المعروفة باسم "نوليوود")، تضع معيارا جديدا لكيفية صناعة الأفلام في القارة التي مازالت الكثير من أسواق الأفلام بها في طور الاعداد.

وقد قررت مبادرة "برليناله... أفريقيا في المركز" في عامها الرابع الآن، التوسع في عام 2020، مضيفة دول شمال إفريقيا لأول مرة إلى أعضائها من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

ويعد ذلك منطقيا بالنسبة للحديدي، حيث يرى أن "هناك صلة: فنحن لدينا النيل، وأنا أفريقي. أحب كرة القدم كثيرا، وأنا أعرف نيجيريا والكاميرون والسنغال من وجهة نظر رياضية."

ولكنه ليس لديه الكثير من المعلومات حول كيفية صناعة الأفلام في تلك الدول، وهو أمر لا يتعلق باهتماماته الشخصية فحسب، ولكنه يوفر له أيضا فرصا جديدة ومفيدة كمخرج سينمائي.

ويقول إن "هناك تركيزا كبيرا على إفريقيا... إنها أرض بكر واعدة، وتتوافر بها الكثير من الفرص الاقتصادية"، وذلك في إشارة إلى الموارد الطبيعية غير المستغلة في القارة.

وقد لاحظ الحديدي تحول اهتمامات الجمهور في السنوات الأخيرة، حيث أن الشهية إلى سينما العالم العربي، والتي توفّرت في أعقاب فترة "الربيع العربي" التي شهدها الوطن العربي قبل نحو عشرة أعوام، مهدت الاهتمام بأفريقيا.

ولكن مع تاريخ السينما في مصر، والذي يعود إلى أكثر من قرن من الزمان، فإن الحديدي لديه ميزة مقارنة بالكثير من صناع السينما الأفارقة الآخرين.

أما صوفيا جامع، فهي مخرجة سينمائية جزائرية مقيمة في باريس والجزائر العاصمة، فهي لم تدخل دار سينما قط حتى انتقلت إلى فرنسا في العشرينات من عمرها.

وتدور أحداث فيلمها الأول "ذا بليسد" حول قصة سكان العاصمة الجزائرية، وهم يتعاملون مع شعور جماعي بالحزن، عقب الحرب الأهلية التي جرت خلال الفترة بين عامي 1991 و2002. وقد فاز الفيلم الفرنسي العربي بثلاث جوائز في بينالي فينيسيا في عام 2017.

وتشارك صوفيا هذا العام في مبادرة "برليناله... إفريقيا في المركز"، للبحث عن منتج لفيلمها الجديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved