الاتحاد الإفريقي يشكل تحالفا لمواجهة تهرب الشركات متعددة الجنسيات من الضرائب في إفريقيا

آخر تحديث: الأحد 19 مارس 2017 - 2:23 م بتوقيت القاهرة

عمان: حياة حسين

قال عبد الله حمدوك، سكرتير تنفيذي في اللجنة الاقتصادية للشئون الإفريقية بالأمم المتحدة، إن الاتحاد الإفريقي شكل تحالفا للتوصل إلى حلول تواجه فساد الشركات متعددة الجنسيات في إفريقيا الذي يكلفها نحو 80 مليار دولار سنويًا، 65% منها تكون في صورة تهرب ضريبي.

جاء ذلك في تصريحات «حمدوك» لـ«الشروق»، اليوم الأحد، علي هامش اليوم الثاني لمؤتمر منتدى البحوث الاقتصادي السنوي الـ23 الذي يعقد في العاصمة الأردنية عمان لمدة 3 أيام.

وأضاف حمدوك، أن الاتحاد الإفريقي كان قد شكل لجنة في عام 2012 بقيادة الرئيس الرئيس السابق لدولة جنوب إفريقيا تابون امبيكس، لدراسة فساد الشركات العابرة للقارات في إفريقيا، وقدمت تقريرًا في عام 2015، أشارت فيه إلى أن حجم نهب هذه الشركات للقارة يصل إلى 50 مليار دولار في هذا الوقت، وزاد إلى 80 مليار دولار إلى الآن، وهذا المبلغ يساوي حجم التجارة الإفريقية البينية.

وأشار إلى أن 65% من هذا المبلغ تتمثل في التهرب الضريبي، و5% منها في تزوير عملة وغسيل أموال، وهناك حصة تذهب الي تجارة السلاح، التي تؤجج الصراعات الإفريقية، "لكن لا نعرف حجمها بالضبط".

وتابع: "مواجهة فساد تلك الشركات غير سهل ويتطلب إشراك جهات وحكومات دول تلك الشركات"، مشيرًا إلى أنه "متفائل بإمكانية تحقيق التكامل الإفريقي"، مضيفًا: "الغرب ليس من مصلحته تحقيق هذا التكامل؛ لأنه يأخذ خامات إفريقيا بأقل الأسعار ويعيد بيعها لنا بـ8 أضعاف السعر الذي اشتري به في صورة منتجات، وخير دليل علي ذلك منتجات الكاكاو الإفريقية".

وقال حمدوك ردا على سؤال لـ«الشروق» عن تفاوله المفرط بمستقبل التكامل الإفريقي الذي عبر عنه في الجلسة الأولى، وقابله تشاؤم شديد من جان جاننينج، أستاذ الاقتصاد في جامعة أمستردام، الذي كرر في اطار عرض تجربة الدول الإفريقية في التعاون منذ ستينيات القرن الماضي، بإنها "تجربة حزينة".

وأضاف جانينج في تأكيد وجهة نظره، أن "تكتل تم بين تنزانيا وكينيا في القرن الماضي انتهى بطريقة مدوية، وبغلق حدود كينيا في وجه تنزانيا، وذلك بسبب اتهامات بزيادة ثراء كينيا الأغنى وفقر تنزانيا الأفقر.

وأشار إلى أنه عند استيراد دولة إفريقية لسيارة مثلا من اليابان ستصل تكلفة نقلها من اليابان إلى 1.5 ألف دولار في حين أنه عند استيراد نفس السيارة من دولة إفريقية ستصل التكلفة إلى 5 آلاف دولار.

واستطرد: "التكامل الصناعي يجب أن تركز عليه إفريقيا"، مشيرا إلى أن "ذلك كفيل بزيادة حجم التجارة 30%، لتصل إلى 180 مليار دولار سنويا بين الدول الإفريقية، وهذا يعني توفير وظائف متميزة للشعوب الإفريقية وجاذبة، وقيمة مضافة وتنمية وزيادة في دخل دول القارة السمراء وعدلات نمو أعلى".

وقال أندريه سابير، أستاذ اقتصاد في جامعة بروكسل، إن تجربة الاتحاد الأوروبي ناجحة بكل المقاييس، ولن يدفع خروج بريطانيا من الاتحاد إلى انهيارها، لقد احتفلنا منذ أسابيع بمرور 50 سنة على عملية التكامل، وهي عملية مستمرة، وتتشابه دول منطقة الشرق الأوسط مع أوروبا في رغبتها في أن يحدث تكامل، لكن هذا يحتاج ثقة والتزام بين الدول".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved