محافظ جنوب سيناء لـ«الشروق»: الإرادة المصرية حررت طابا وحولت سيناء إلى منطقة جذب واعدة

آخر تحديث: الأحد 19 مارس 2023 - 1:41 م بتوقيت القاهرة

رضا الحصري

في الذكرى الـ34 لعودة طابا.. أشجار الدوم والعلامة 91 دليلان في حسم قضية طابا

تحتفل محافظة جنوب سيناء في 19مارس من كل عام بعيدها القومي، والذي يواكب ذكرى عودة طابا إلى الأراضي المصرية بعد معركة دبلوماسية استمرت لعدة سنوات، وبعد مباحثات عدة أعلن التحكيم الدولي أحقية الدولة المصرية لمدينة طابا.

وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن مدينة طابا هي إحدى مدن محافظة جنوب سيناء ذات الطبيعة الخلابة، وعلى الرغم من كون مساحتها لا تتعدى الكيلو مترًا، إلا أن القيادة السياسية لم تلو جهدًا لعودتها إلى السيادة المصرية، لذا اجتازت معركة دبلوماسية استغرقت سنوات استخدم خلالها الجانب الآخر كل الحيل لحسم القضية لصالحه، ولكن كان للمصريين أدلة وبراهين غيرت موازين القضية لصالح الدولة المصرية، وجرى رفع العلم المصري على طابا في مارس عام 1989.

وأكد المحافظ في تصريح لـ"الشروق"، أن الإرادة السياسية المصرية القوية كانت لها ورؤية شاملة لتعمير سيناء؛ بهدف تحسين حياة مواطنيها وتحويلها إلى منطقة جذب واعدة يمكنها أن تستوعب أعدادا متزايدة من المصريين، ليكونوا دروع بشرية تحمي كل حبة رمال بها.

وأوضح أن الدولة المصرية نجحت في استغلال الموارد الطبيعية التي تمتلكها جنوب سيناء لخدمة الاقتصاد القومي، من خلال تنفيذ استثمارات غير مسبوقة في جميع المجلات خاصة خلال السنوات السابقة، حيث تم تحويلها إلى منطقة جذب سياحي على أعلى مستوى، وتطوير شبكات الطرق والأنفاق التي تربط جنوب سيناء بالمحافظات المصرية، ولم تقتصر على قطاع السياحة والنقل فقط، بل اهتمت أيضًا بالقطاع الزراعة من خلال التوسع في زراعة المزارع النموذجية والبالغ عددها 14مزرعة، إضافة إلى 7 تجمعات تنموية، وتشجيع المزارعين على التوسع في الزراعة للاستفادة من المقومات التي تمتلكها المحافظة.

وأكد أن اهتمام الدولة امتد ليشمل الصحة من خلال تطوير والمستشفيات الصحية بالمحافظة، وأصبحت جنوب سيناء في طليعة المحافظات المصرية التي دخلت ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل باستثمارات تجاوزت 3.2 مليار جنيه.

وفي التعليم جرى التوسع في إنشاء المدارس بكل مراحلها خاصة داخل القرى والوديان، بجانب إنشاء جامعة أهلية خاصة لا تستهدف الربح وهي جامعة الملك سلمان، وجاري إنشاء جامعة السويس بمدينة أبورديس وهي جامعة حكومية في متناول أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى، وتضم 17 كلية متنوعة، كما يوجد فرع لجامعة السويس وأخر لجامعة الأزهر بمدينة طور سيناء، قائلًا: "كنا نحلم بهذه النهضة على أرض سيناء، ولكن الأن أصبح الحلم حقيقة، ومازلنا مستمرين في تنمية سيناء".

ومن جانبه قال فريج أبو سالم، شيخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، إن بدو سيناء كان لهم دورا بارزا في معكرة تحرير سيناء، سواء المعركة الحربية أو الدبلوماسية، حيث كان بدو سيناء يقومون بتسهيل مهمة دخول الجنود المصريين للقيام بمهامهم العسكرية خلال حرب التحرير، وكانوا هم دليل التحرك للقوات المسلحة في دروب سيناء لرصد العدو، إضافة إلى نقل أخبار العدو إلى الجيش المصري، وعلى الرغم من أن إسرائيل حاولت إحداث وقيعة بين بدو سيناء والجيش المصري، ولكن الجميع رفض التعاون معهم، وأكدوا أنهم مصريين.

وعن دور البدو في المعركة الدبلوماسية، أوضح "فريج" أن البدو ساعدوا فريق التحكيم الدولي من خلال إمدادهم بمعلومات مصحوبة بالدليل ليثبت أن طابا مصرية، أهمها مساعدة اللجنة في تحديد العلامة 91 بعد أن حاول الاحتلال تغيير ملامحها، كما حاولوا شراء صكوك ملكية أشجار الدوم التي توجد في مكان فاصل على الحدود، ولكن بدو مدينة طابا رفضوا بيع صكوك الملكية لهم على الرغم من عرض مبالغة مالية كبيرة عليهم، ولكنهم أصروا على أن أشجار الدوم التي توجد في ساحة العلم هي ملك لأجدادهم المصريين الذين قاموا بزراعتها منذ سنين، وبالفعل حسمت القضية لصالح الدولة المصرية، وأصبح العلم المصري يرفرف فوق أرضها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved