مبارك: السادات قال لي إنه كان يرسل أشرف مروان للإسرائيليين بمعلومات مغلوطة

آخر تحديث: الأحد 19 مايو 2019 - 10:15 م بتوقيت القاهرة

قال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إن معلوماته التي حصل عليها من سلفه الرئيس الراحل أنور السادات تؤكد أن أشرف مروان رجل الأعمال الراحل وصهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كان مكلفا من السادات شخصيا بإعطاء الإسرائيليين معلومات مضللة في الفترة السابقة على حرب أكتوبر 1973.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مبارك للصحفية الكويتية فجر السعيد نشرته صحيفة "الأنباء" الكويتية.

ويعتبر هذا التصريح الأول من نوعه الذي يدلي به مسئول مصري عن علاقة السادات بمروان فيما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل، ويكتسب التصريح أهمية استثنائية حاليا حيث يأتي بعد نشر عدد من الكتب وإصدار فيلم درامي وآخر وثائقي عن علاقة مروان بالموساد الإسرائيلي.

وقال مبارك إنه قرأ الكتاب الإسرائيلي الأخير عن مروان "الملاك" وأنه لا يستطيع التعليق إلا على الأحداث التي عاصرها.

وأضاف: "أنا بالطبع حتى أبريل 1975 كنت في القوات المسلحة، ويوم لما السادات تقابل معي في استراحة القناطر علشان يبلغني باختياره لي كنائب له دار بيننا حديث طويل، هو حدثني عن تاريخ يوليو 1952 ثم تحدثنا عن حرب اكتوبر، وهنا قال لي السادات إنه كان يرسل أشرف مروان للندن عشان يقابل الاسرائيليين ويديهم معلومات مضللة".

واستطرد مبارك الذي أقام جنازة عسكرية لمروان بعد وفاته الغامضة في لندن عام 2007 : "يقينا السادات كان يعلم بكل لقاءات اشرف مروان بهم في لندن، هو كان مكلف من السادات نفسه، دي شهادة للتاريخ أنا سمعتها من الرئيس السادات شخصيا".

وتحدث مبارك عن موعد حرب أكتوبر قائلا إن الكتاب الإسرائيلي يتضمن معلومات غير منطقية، خاصة عن ظروف تحديد موعد الحرب.

فقال: قالوا إن موعد الحرب كان في أوائل 1973 وان السادات في اجتماع مع قيادات الجيش في نوفمبر 1972 اختلف مع وزير الحربية وأن ده كان مؤشر ومعلومة وصلت لهم على ان الحرب ستكون في اوائل 1973، أنا كنت حاضر هذا الاجتماع، والخلاف كان متعلق بقدرتنا على شن حرب شاملة في ظل محدودية التسليح المتوفر، السادات كان شايف ان الروس مش حيدونا كل التسليح المطلوب، وزير الحربية كان شايف لازم ننتظر حتى نستطيع شن حرب في العمق بتسليح كاف، فقام السادات بالفعل بتغيير وزير الحربية محمد صادق آنذاك وعين مكانه الفريق أول احمد اسماعيل، وكذا بعض القيادات الأخرى، ولكن في ذلك الوقت لم تكن خطة الحرب او التدريب عليها قد بدأت بعد، لا يمكن القول او الاستنتاج ان نتائج هذا الاجتماع كانت تؤشر على قرب بداية الحرب، ازاي ده واحنا كنا لسه ما وضعناش خطة الحرب و لا ادربنا عليها، كان فيه تدريب وتجهيز للمعركة مستمر ولكن الخطة المحددة للحرب وضعت وبدأ التدريب عليها في مارس 1973، والموعد تحدد يوم 6 اغسطس 1973 في اجتماع بينا وبين السوريين في الاسكندرية، كان وزير الحربية السوري طلاس ومعه عدد محدود من العسكريين، اللي كان عارف المعلومة دي فقط كان وزير الحربية احمد اسماعيل ورئيس الاركان ورئيس العمليات وقائد الدفاع الجوي وقائد القوات الجوية وقائد القوات البحرية، والسادات طلبني اروح له بعد الاجتماع ده على طول، روحت له في المعمورة في الاسكندرية، وقال لي هل القوات الجوية جاهزة؟ قلت له التدريب مستمر وسوف اؤكد على سيادتك في سبتمبر، فقال لي مش حاقدر اخش الحرب الا لما تبقى القوات الجوية على اتم الاستعداد، في 1956 و1967 القوات الجوية اتضربت وخسرنا الحرب، لو محتاج وقت اطول حأجل الحرب لحد لما تكون القوات الجوية جاهزة.

رحت له تاني في اواخر سبتمبر في استراحة القناطر الخيرية وقلت له يا فندم القوات الجوية في أحسن حالاتها من التدريب والجاهزية للحرب، يوم 6 اكتوبر صباحا حتى القيادات في القوات الجوية ومنهم رئيس الأركان ما كانتش تعرف موعد الحرب، الكل مستعد ومستني القرار، ارسلت التكليفات لكل التشكيلات في خطابات في أظرف مغلقة قبل موعد الضربة، وبعد لما الضربة الاولى لمركز الاتصالات في سيناء تمت حوالي الساعة 1:55 كلمني ضابط الاشارة في غرفة العمليات المركزية سألني وقال لي ده الاتصال انقطع في سيناء هو انتو عملتوا حاجة؟ قلت له لما اعرف حاقول لك، رئيس هيئة العمليات في القوات الجوية قال لي واحنا في غرفة العمليات لما علم بالتحركات بتاعة الطيارة ال تي يو اللي ضربت مركز الاتصالات في سيناء يا فندم هو احنا حنحارب النهارده بجد؟ قلتله آه طبعا هو احنا بنهزر.

وانطلقت بعدها بدقائق الـ 220 طائرة تعبر قناة السويس وبدأت الحرب، اللي عايز اقوله ان اي حد يقول انه كان عارف موعد الحرب غير عدد محدود من القيادات العليا يبقى كله تكهنات، السادات واحنا في القوات المسلحة عملنا عملية تمويه وخداع شكلت مفاجأة للعدو وكانت أحد أسباب النصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved