قضايا مواجهة الأخبار المزيفة والمهق وفيديو «راب» تطغى على انتخابات مالاوي

آخر تحديث: الأحد 19 مايو 2019 - 11:37 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

تتصدر موضوعات الأخبار المزيفة، وجرائم قتل المصابين بالمهق، وسيدة أولى محتملة عاشقة لموسيقى الراب في مالاوي، ضمن موضوعات أخرى، قائمة القضايا المثارة على الساحة قبل الانتخابات العامة(رئاسية وبرلمانية ومحلية) المقررة يوم الثلاثاء المقبل، في هذه الدولةالحبيسة بجنوب شرق أفريقيا.

وقامت حكومة مالاوي بتوزيع حوالي 1600 من أجهزة الإنذار للأمن الشخصي على مواطنيها المهق وذلك في محاولة لوقف الهجمات الدموية التي يتعرضون لها و الناجمة عن اعتقاد خرافي بأن أجزاء أجسامهم يمكن أن تجلب الثراء.

ويعد الفساد واحدا من القضايا المهمة فى حملات المرشحين في الانتخابات، في هذه الدولة الأفريقية الصغيرة، التي تعد واحدة من أكثر الدول فقرا في العالم.

يتنافس في الانتخابات على منصب الرئيس مرشحان رئيسيان هما الرئيس الحالي بيتر موثاريكا من الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم، والقس السابق لازاروس تشاكويرا من حزب مؤتمر مالاوي المعارض.

ويوجد في مالاوي نحو 8ر6 ملايين ناخب مسجل في جداول الانتخابات.

ومن المتوقع أن يحصل واحد من سبعة مرشحين يتنافسون على أعلى منصب في البلاد، منافس ثالث، هو ساولوس تشيليما نائب موثاريكا،الذي استقال من الحزب الحاكم، على أصوات الشباب بدعم من حزبه حركة التحول المتحد، ومن الممكن أن يحقق مفاجأة.

يقول المعلق السياسي هومفرى مفولا لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب.أ):"لا يوجد هناك مرشح أوفر حظا بشكل واضح في الانتخابات، ومن الممكن فوز أى من المرشحين الإثنين البارزين، موثاريكا أو تشاكويرا. وحتى من الممكن فوز تشيليما ".

وكان الرئيس الأسبق لمالاوى ، جويس باندا يعتزم خوض الانتخابات، ولكنه انسحب، وآثر دعم تشاكويرا .

وشابت فترة حكم باندا بين عامي 2012 و 2014 فضيحة فساد، حملت اسم"كاش جيت" وشملت الاستيلاء بطريقة غير قانونية على مبلغ 32 مليون دولار من أموال الدولة، ونفى باندا تورطه فى هذه الفضيحة.

وقد وعد موثاريكا بتشكيل حكومة محدودة الحقائب، وتحسين البنية التحتية، ولكن فترة حكمه الأولى شهدت إخفاقات فى الحد من الفساد، فضلا عن موجة من عمليات القتل استهدفت المصابين بمرض المهق، احتلت العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الدولية.

يعتقد بعض أبناء مالاوي، مثل آخرين في المنطقة، بأن هذه الفئة من المصابين بالمهق تتسم بمواصفات سحرية، حيث تستخدم أجزاء أجسادهم في أعمال"السحر". وأدى هذا الاعتقاد إلى شيوع عمليات القتل وخطف الأشخاص المصابين بالمهق، بما في ذلك كثير من الأطفال.

وحول هذا الموضوع، قالت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضى:" في الوقت الذي يتأهب فيه الناخبون في مالاوي للتوجه إلى مراكز الإقتراع، حان الوقت كى تنهي الدولة سنوات من الإفلات من العقاب فى جرائم القتل، وتشويه أجساد المصابين بالمهق، والأعمال المروعة التى لا تزال قائمة بدون حل، بسبب إخفاق العدالة الجنائية، والتحقيقات الجنائية القاصرة".

وارتفع عدد الجرائم بحق المصابين بالمهق في مالاوي إلى أكثر من 163 حالة، من بينها 22 جريمة قتل منذ نوفمبر عام 2014، وفقا لأرقام رسمية استندت إليها منظمة العفو الدولية.

وتعد قضية انتشار الأخبار المزيفة واحدة من القضايا التي واجهتها العديد من الديمقراطيات في السنوات الأخيرة، وهي أيضا من القضايا الأخرى المثارة خلال انتخابات مالاوي.

ويتم مشاركة نتائج استطلاعات الرأي المزيفة على موقع فيسبوك، إلى جانب التقارير الصحفية المزورة بشأن عدد المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية.

إن نشر مثل هذه المواد، دفع لجنة الانتخابات في مالاوي إلى إصدار بيان تناشد فيه" كل الأشخاص المتورطين في وضع أو تبادل وثائق أو معلومات مزورة، التخلي عن هذا الأسلوب غير اللائق".

واضطر القس المسيحي النيجيري تى بى جوشوا، الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين على مستوى القارة الأفريقية الشهر الماضي، إلى نفي تقارير إعلامية تحدثت عن نبوءته بشأن فوز تشيليما.

قال مكتب جوشوا في بيان نشرته صحيفة نياسا تايمز:"إن الرجل الصالح لا يكشف عن نبوءة بخصوص أشخاص بعينهم في انتخابات مالاوي، ولذلك، فإن أى رسائل متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تخرج من( كنيسة كل الأمم)".

ورغم أن أحدث ألأخبار كان زائفا، فإن للقس تاريخ فيما يتعلق بالخوض في عالم السياسة بمالاوي، ففى عام 2016 أثار غضب الرئيس موثاريكا، من خلال إصدار نبوءة فسرها الكثيرون على أنها تعنى وفاة هذا الزعيم الذي تجاوز السبعين من عمره.

في الوقت نفسه، دافعت مارى، زوجة تشيليما، عن زوجها، بل ونشرت مقطع فيديو "راب" دعما لحملته.

وأدت ماري، وهي تتشح برداء أسود أنيق، وتضع على رأسها قبعة، بالألوان التي تميز حزب حركة التحول المتحد، الذي يقوده زوجها، بعض الرقصات وأنشدت أغنية باللغة الإنجليزية، تضمنت عبارة"مالاوي أولا".

وتعتمد مالاوي،المستعمرة البريطانية السابقة، بصورة كبيرة على مساعدات المانحين، ويقول صندوق النقد الدولي إن 70% من سكان مالاوي تقريبا يعيش الواحد منهم على أقل من دولارين يوميا.

وتعرضت مالاوي مؤخرا لموجة من الفيضانات الناجمة عن إعصار"إيداي" الذي ضرب جيرانها، موزمبيق وزيمبابوي، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وتشريد آلاف آخرين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved