جوليا ليون.. قصة الممرضة المزيفة خلال جائحة الأنفلونزا الإسبانية

آخر تحديث: الثلاثاء 19 مايو 2020 - 11:29 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

في الوقت الذي تنتشر فيه أزمة فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، تذكرت صحيفة "ذي واشنطن بوست" الأمريكية، قصة جوليا ليون، التي حسبت نفسها ممرضة منزلية لتطبيب مرضى الأنفلونزا الإسبانية المميتة التي ضربت العالم في القرن الـ19، لكنها سرقت ونهبت منازل المرضى وتركتهم عرضة للموت بدون عناية، لتحمي ورائهم أموالا طائلة.

التي نفسها كممرضة زائرة مشغولة في شيكاغو خلال جائحة الإنفلونزا العظيمة عام 1918، لكن "سليك جوليا"، كما عرفت، لم تكن فلورنس نايتنجيل.

وكانت جوليا البالغة من العمر 23 عامًا، امرأة ترتدي الماس والفراء، والحرير، والأحجار المستعارة للأحجار الكريمة، خلال جائحة الأنفلونزا الإسبانية، تظاهر بأنها ممرضة تعالج مرضى ولاية شيكاغو الأمريكية، لكن في الحقيقة كانت تمزق مرضى المنازل مقابل المال والمجوهرات، مثلما أفادت صحيفة شيكاغو تريبيون في أواخر عام 1918.

وقالت الصحيفة أن المرضى عانوا بل وماتوا، وراء ابتسامتها الوردية وأسنانها اللؤلؤة، التي لم تكن تعتني بهم على الإطلاق، وأنها قامت بمعجزات مختلفة في الحصول على الأموال منهم.

قبل قرن من أزمة فيروس كورونا التاجي، كانت إنفلونزا 1918 آلة قتل أودت بحياة أكثر من 675.000 شخص في الولايات المتحدة و50 مليونًا حول العالم، كما هو الحال في الوباء الحالي، حيث كانت الممرضات على خطوط المواجهة لرعاية المرضى، وكانت شيكاغو، مثل المدن الأخرى، يائسة ومستسلمة للممرضات اللائي يرعين الضحايا في منازلهم.

ورأت جوليا ليون فرصة ووجدت أنها لن تجد الوقت الكافي للتحقق من افتقارها لبيانات الاعتماد كممرضة وسط انشغال السلطات بالأزمة، وسجلت الدخول في سجل ممرضة منزلية بأسماء مختلفة، في أواخر عام 1918.

وذكرت الصحيفة أنه بينما مات أو عاش مرضى الأنفلونزا، كانت جوليا الممرضة المزيفة، بنهب منازلهم، حيث كانت تذهب الى متجر الأدوية لجلب وصفة طبية تكلف 5 دولارات بينما تخبر مرضاها أنها تكلف 63 دولارًا، أي ما يعادل 85 دولارًا و 1077 دولارًا اليوم، وكانت تعمل في بعض الأحيان مع شريك.

وكشف أمر جوليا عندما ذهبت إلى رجل مسن لتعالجه لكنه ارتاب وتشكك في سلوكها، في تلك الليلة اختفت جوليا، واخذت ساعة يد، وبعض المال وأشياء أخرى، إلى أن جاءت الشرطة وقال لهم الرجل: "لقد فزعت حقًا منفكرة أن هذه الممرضة الجميلة المبتسمة ذات الأسنان اللؤلؤية قد تكون محتالة تعرفت عليها لأنها اعتادت ركوب عرباتي منذ عشرين عاما".

وتتبع رجال الشرطة أخيراً جوليا عبر صديقتها التي تدعى إيفا جاكوبس، وعرفوا انها تعيش في مكان قريب، فتتبعوها وتم القبض عليها قبل أن تتزوج من تشارلي اليوناني، الذي كان يدير مطعم فيكتوري في شارع ويست ماديسون.

في تلك الليلة نامت جوليا وإيفا في زنزانات مجاورة، قالت إيفا: "اعتقدنا أنه كان من السهل الحصول على المال".

في اليوم التالي، واجهت جوليا وجهاً لوجه أرملة مريضة سابقة تخلت عنها الممرضة المزيفة، ما تسبب في مقتل زوجها، لتتم محاكمة جوليا بتهمة السرقة والحصول على المال بحجج كاذبة.

حاولت جوليا الهرب ولازت بالفرار هربًا من سيارة ترحيله لواحدة أخرى، قبل انتهاء محاكمته، لكن استطاعت الشرطة تعقبها والقبض عليها في عام 1919، وقبل النطق بالحكم توسلت جوليا لهيئة المحلفين بأنها تعاني الجنون، لكن الأطباء شهدوا أنها ليست مجنونة، لترسلها المحكمة إلى السجن لتفضي عقوبة 10 سنوات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved