كورونا يجبر بدو جنوب سيناء على التخلي عن العادات والتقاليد الرمضانية

آخر تحديث: الثلاثاء 19 مايو 2020 - 11:54 ص بتوقيت القاهرة

رضا الحصري

للقبائل البدوية بجنوب سيناء عادات وتقاليد في رمضان، من أهمها لمة أبناء القبيلة والموائد الرمضانية الخاصة بكل واحدة، والتي يجري فيها دعوة أبناء القبائل الأخرى، ومع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لأول مرة تتخلى القبائل البدوية عن العادات والتقاليد التي توارثوها على مدار العقود الماضية.

منى سالم، من قبيلة الصوالحة بجنوب سيناء، وتعمل مذيعة في إذاعة جنوب سيناء، قالت إن فيروس كورونا المستجد جعلنا نتخلى بشكل مؤقت عن العادات والتقاليد التي عهدنا عليها خلال شهر رمضان المبارك، ونلتزم بالإجراءات الوقائية، ويحرص كلًا منا على صحته وأبنائه وعشيرته.

وأوضحت "سالم"، أن من أهم العادات الرمضانية هي لمة القبيلة "العائلة" في بيت الجد "شيخ القبيلة"، ويتعاون الجميع في إعداد طعام مائدة الإفطار والتي تتضمن اللحم الضاني، والأرز، والفراشيح التي يجري إعدادها من الماء والدقيق والملح، ونقوم بوضع الأرز على "صنية" وعليها اللحم في مكان يسمى "بالمجعد".

وأضافت، في تصريح لـ"الشروق" اليوم الثلاثاء، أنه يوجد مجعد خاص بالرجال وآخر للنساء، وتجلس كل مجموعة مكونة من 3 إلى 5 أفراد على الصينية يتناولون الطعام دون ملاعق، كما يوجد في كل مجعد ما يسمى بـ"المنقد"، أي وعاء يحتوي على نار من الفحم، لعمل الشاي والقهوة البدوية، التي تحتوي على الأعشاب الطبيعية التي تجعل لها مذاقًا خاصًا بها.

وتابعت: وبجوار "المنقد" عدد كبير من زجاجات الشاي، ومن أهم صفات هذه الزجاجات أن تكون صغيرة الحجم حتى نتناول المشروبات أكثر من مرة، وبعد تناول الإفطار والشاي يذهب الرجال إلى الصلاة، ويعيدون عقب صلاة العشاء، لتبادل سرد القصص والحكايات البطولية، والتي تكسب الأجيال الصغيرة خبرة في مجال معرفة الدروب والمدقات الجبلية خلال رحلات السفاري، لذلك نعتبر هذه القصص، تعليمية ومسلية لأبنائنا.

وأكدت أن عادات وتقاليد البادية "أي القبائل البدوية" في رمضان تختلف تمامًا عن عادات وتقاليد الوافدين إلى محافظة جنوب سيناء، ولكن كلًا من الطرفان يحترف ثقافة الآخر، بل ويحرص على المشاركة في الموائد وتلبية الدعوة والعزومات خلال شهر رمضان المبارك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved