خاص| شذا حنايشة تكشف لـ الشروق تفاصيل التحقيق معها ووضع الصحفيين بعد مقتل شيرين أبو عاقلة

آخر تحديث: الخميس 19 مايو 2022 - 11:50 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

صدمة تلاها عناد وثبات ثم إصرار على تبليغ واقع يعيشه أبناء وطن محتل، لم ترهقه جرائم الاحتلال، هكذا حال "شذا حنايشة" الصحفية الفلسطينية الشاهدة على مقتل شيرين أبو عاقلة في القدس المحتلة، الأسبوع الماضي.

عاشت "حنايشة" موقفا لا تحسد عليه، وثّقته كاميرا أحد الصحفيين على مرأى ومسمع من العالم، وهي تحاول سحب جثة الصحفية شيرين أبو عاقلة بعد مقتلها بطلق ناري أسفل الرأس، في الوقت الذي كان يرتدي فيه الصحفيون سترة مكتوب عليها "صحافة" وخوذة واقية.

صدمة مقتل "أبو عاقلة" خلّفت أثرا عميقا لن يغادر ذاكرة "حنايشة"، التي كانت تتخذ الأولى معلمة وقدوة لها في الميدان، ولكن بالرغم من ذلك، لم يرهبها المصير الذي لاقته شيرين أو يمنعها من إكمال المسيرة.

بعد مرور أسبوع على مقتل "أبو عاقلة"، كشفت شذا حنايشة، في حديث خاص لـ"الشروق"، عن الوضع الحالي للتغطية الميدانية في القدس المحتلة، وتفاصيل التحقيق معها في القضية، وقالت: "تغطيتنا كصحفيين لاتزال كما هي. الاحتلال كان يهدف إلى إرسال رسالة لنا من وراء (اغتيال) شيرين، وهي إخافة الصحفيين ومنعهم عن نقل الحقيقة، لكن الموجود على أرض الواقع هو استمرار الصحفيين في نقل ما يحدث من الاحتلال".

وأضافت أنه بعد يومين من مقتل شيرين، "اقتحمت جنود الاحتلال مدينة جنين في القدس مجددا، ليجدوا نفس الصحفيين الذين حضروا الواقعة موجودين في الميدان، بل كان هناك حضور أكبر من المعتاد"، لافتة إلى أن "الجيش احتجز عددا من الصحفيين مؤخرا، ومنعهم من المرور"، لكن هذا لم يمنعهم من التغطية ونقل الأحداث.

وكشفت حنايشة، لـ"الشروق"، تفاصيل سير التحقيقات معها في قضية مقتل شيرين، قائلة: "تم سماع شهادتي من قبل النيابة العامة الفلسطينية والمباحث العامة الفلسطينية، وتواصل معي خبراء الأسلحة والرصاص، وأخذوني إلى موقع مقتلها؛ لإخبارهم (أين مصدر الرصاصة التي قتلت شيرين؟)، وكان هناك تحقيقا مهنيا حقيقيا من السلطة الفلسطينية في قضية (استشهاد شيرين)".

كانت شيرين بالنسبة لـ"حنايشة"، المُعلمة والقدوة: "ما حدث كان صادما لنا، ليس فقط لأنها زميلتنا وكانت ترافقنا في التغطية الميدانية، ولكن لأننا نراها قدوة وإعلامية أولى في مجال التغطية الميدانية في فلسطين، وهذا ما صعب علينا استيعاب استشهادها".

• تأبين شيرين أبو عاقلة في نقابة الصحفيين المصرية

في سياق متصل، عقدت نقابة الصحفيين المصرية، الثلاثاء الماضي، حفلا لتأبين شيرين أبو عاقلة، في مقرها بوسط البلد، بحضور ضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين، وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصرية، وعدد كبير من الصحفيين.

وانطلقت الفعاليات في الساعة 5:30 مساء، بإشعال الشموع على روح شهيدة الصحافة الفلسطينية، تلاه هتاف للصحفيين يندد بالاحتلال، ثم مؤتمر صحفي حضره نقيب الصحفيين والسفير الفلسطيني لدى مصر، دياب اللوح، والسفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان.

ولدت شيرين أبو عاقلة في القدس المحتلة عام 1971، وتخرجت في كلية الهندسة ثم كلية الإعلام بالأردن، وهي غير متزوجة، ولديها شقيق واحد وأسرته يعيشون في القدس، وكانت دائمة الود والقرب معهم.

امتدت مسيرة "أبو عاقلة" لأكثر من 24 عاما، حيث غطت كثيرا من الأحداث الساخنة خلال عملها مراسلة لمنصات إخبارية عديدة، وأخيرا قناة "الجزيرة"؛ لتصبح بين أفضل وأقدم مراسليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved