«سن اليأس» وروايتا «بابل» و«دروس فى الكيمياء».. أشهر جوائز الكتاب البريطانى

حصد كتاب «تجربتى مع سن اليأس» لكل من مقدمة التليفزيون البريطانية، دافينا ماكول، وطبيبة علم النفس، ناعومى بوتر، على الجائزة الأولى ولقب «أفضل كتاب لهذا العام» فى حفل توزيع جوائز الكتاب البريطانية الذى أُقيم فى الخامس عشر من شهر مايو الجارى فى قاعة فندق «ماريوت جروسينفور هاوس» بلندن.
وقبل إصدار الكتاب، قامت المذيعة «ماكول» بتقديم فيلم وثائقى تم بثه عبر شاشات التليفزيون البريطانى عام 2021 حول هذا الموضوع بعنوان «الجنس والمعلومات المغلوطة وانقطاع الطمث»، وقد ساهم ذلك الفيلم فى زيادة إقبال السيدات البريطانيات بصورة كبيرة على ما يُعرف بـ «العلاج بالهرمونات البديلة» أو العلاج التعويضى بالهرمونات (HRT)؛ حيث زادت نسبة الإقبال على العلاج بحوالى 42% عن العام الماضى.
كما تم تكريم الروائى البريطانى من أصل هندى السير سلمان رشدى، وذلك بعد مرور تسعة أشهر على تعرضه لحادثة الطعن على خشبة المسرح فى نيويورك والذى أسفر عن فقده الرؤية فى عين واحدة وقضى ستة أسابيع فى المستشفى للتعافى.
وأشادت لجنة التحكيم التى يترأسها هذا العام محرر المجلة البريطانية «ذا بوك سيلر»، فيليب جونز، ومذيع أخبار القناة الرابعة البريطانى، كريشنان جورو مورثى، والإعلامية، أنيتا رانى، ومذيعة التليفزيون البريطانى السمراء، دى جى فيك هوب، بمؤلفتى الكتاب، وذكرت أن الكتاب لا يزال يحتل مرتبة عالية فى قائمة الكتب الأكثر مبيعًا حتى بعد ستة أشهر من نشره؛ حيث إنه صدر شهر سبتمبر من العام المنصرم.
وقالت «جورو مورثى»: إن الكتاب ساعد فى تسليط الضوء المجتمعى على ماهية سن اليأس وطبيعة تغيير الهرمونات وانقطاع الطمث، وهو الأمر الذى لم يتطرق له الإعلام بصورة كبيرة، وذلك من خلال كتاب مُحكم ومسلى وملىء بالمعلومات التى من شأنها أن تفيد القارئ.
وأعربت المؤلفة «ماكول» مقدمة البرنامج التليفزيونى Long Lost Family عن سعادتها البالغة عقب الإعلان عن فوزها بالجائزة، وقامت بالتغريد عبر موقع «تويتر» قائلة: «نشعر بامتنان كبير لكل من ساهم فى نجاح الكتاب ونعدكم ألا نتوقف أبدًا عن نشر الرسالة».
وعن تجربتها الخاصة مع سن اليأس التى دفعتها لكتابة الكتاب، قالت «ماكول» إنها اعتقدت فى البداية إنها تعانى من ورم فى المخ أو مرض ألزهايمر عندما كانت تعانى من أعراض سن اليأس، وأدت تجربتها مع هرموناتها المتغيرة إلى اتخاذها قرارًا بشن حملة لزيادة الوعى بشأن تلك المرحلة فى حياة النساء وإزالة الوصمة المجتمعية عن انقطاع الطمث.
وقال السير سلمان رشدى إنه فخور باستلام جائزة حرية النشر نيابة عن «كل من يحارب فى هذا المعترك»، وقد واجه لفترة طويلة تهديدات بالقتل بسبب روايته «آيات شيطانية» الصادرة عام 1988 حيث أثارت حينها ضجة فى العالم الإسلامى بسبب اتهام بعض المسلمين النص بالتجديف والاستهزاء بالإسلام، كما حظر الزعيم الإيرانى الراحل، روح الله الخمينى، الكتاب فى إيران، وأصدر فتوى بتحليل دم «رشدى».
وفى بيان له عقب التكريم قال: «نحن نعيش فى عصر تشهد فيه دول الغرب تهديد غير مسبوق على حرية التعبير وحرية النشر»، وأضاف أن حرية النشر إنما تعكس حرية القراءة دون قيود أو ضغوطات أو مؤثرات خارجية ومحاولات لفرض الرأى.
ووصف الهجوم الذى تعرض له بأنه «هجوم غير عادى»، وقال: «علينا أن نأخذ كامل حذرنا ممن يسعون لتدمير حرية التعبير وأن نحاربهم بكل ما أوتينا من قوة»، كما أعرب عن قلقه من ضياع المكتبات والكتب للأطفال فى المدارس البريطانية، نقلًا عن شبكة «بى. بى. سى» البريطانية.
كما شدد على دعوته والتى كان قد سبق أن وجهها لقطاع النشر بشأن موجة التغيرات الحديثة التى طالت أعمال كبار المؤلفين على غرار رولد دال وإيان فليمنج وغيرهم من أجل تنقيحها من أية عبارات مسيئة أو غير لائقة للقراء فى الوقت الحالى، وقال إن صناعة النشر الحديثة عليها أن تدرك السياق الزمنى لكتابة تلك الكتب وأن تسمح لها بالتواجد كما هى فى زمننا الحالى محتفظة بروحها الأصلية.
ومن بين الفائزين الآخرين بجوائز الكتاب البريطانى هذا العام: حصدت بونى جارموس، التى كتبت روايتها الأولى «دروس فى الكيمياء» وهى فى سن الرابعة والستين من عمرها على لقب مؤلفة العام، وحصد ريتشارد إى جرانت، عن كتاب مذكراته «جيب ملىء بالسعادة» بجائزة أفضل كتاب صوتى لهذا العام، وحصلت أليس أوسمان، مؤلفة سلسلة روايات Heartstopper الرسومية التى ألهمت المسلسل التليفزيونى الذى يتم بثه عبر «نتفليكس» ويحمل نفس الاسم، على لقب رسامة العام، وفازت الأمريكية من أصل صينى آر إف كوانج بجائزة أفضل كتاب روائى لهذا العام عن روايتها «بابل» والتى لاقت نجاحًا كبيرًا بين جمهور القراء والنقاد على حد سواء، ورشّحتها صحيفة «الجارديان» فى قائمة أفضل الكتب للقراءة لعام 2022، كما فازت بجائزة «نيبولا» للخيال العلمى.