الإغاثة الطبية في غزة: إدخال 9 شاحنات للقطاع لن يلبي احتياجات السكان
آخر تحديث: الإثنين 19 مايو 2025 - 7:26 م بتوقيت القاهرة
حذر محمد أبو عفش مدير الإغاثة الطبية في غزة، من أن كمية المساعدات التي يُتحدث عن إدخالها، والمقدرة بـ9 شاحنات فقط، لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، الذين يزيد عددهم عن 2.4 مليون نسمة.
وقال في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار» عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الاثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمرًا في استهداف البنية التحتية والحياة المدنية، مما يجعل الوضع الإنساني أكثر صعوبة، خاصة وأن أي حديث عن إدخال مساعدات لا يتعدى كونه ذرًا للرماد في العيون.
وأضاف أنّ قطاع غزة لم يتلقَّ أي مساعدات غذائية، أو دوائية، أو حتى مياه صالحة للشرب منذ أكثر من 70 يومًا، مما يجعل الوضع الإنساني كارثيًا بكل المقاييس.
وأوضح أنه حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة عن دخول هذه الشاحنات إلى شمال القطاع، حيث الحاجة أشد ما تكون، في ظل مجاعة حقيقية تعصف بالأهالي.
ولفت إلى أنَّ الاحتلال يحدد الحد الأدنى من المساعدات بناءً على رؤيته الخاصة، دون الرجوع إلى أي مصادر علمية أو تقارير صادرة عن المؤسسات الدولية العاملة على الأرض.
وأفاد بأنَّ وكالة أونروا تمتلك التقديرات الدقيقة والمعطيات الواقعية للاحتياجات الفعلية، وهي الجهة الأقدر على تقييم الوضع واحتياجات السكان.
وأكد أن استمرار الاحتلال في تقييد دخول المساعدات يعني تعميق الكارثة الإنسانية، مشددًا، على أن أي محاولات لإظهار تحسن من خلال إدخال كميات رمزية من المساعدات ما هي إلا محاولة للتغطية على واقع مأساوي يعيشه سكان غزة، في ظل غياب تام لأي ملامح للحياة الطبيعية.
وفي وقت سابق من اليوم، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الاحتلال الإسرائيلي يروّج للسماح بدخول 9 شاحنات مكملات غذائية للأطفال من أصل 44 ألف شاحنة مساعدات من المفترض إدخالها خلال 80 يومًا من حصار غزة.
وذكر المكتب في بيان، اليوم الاثنين: «في ظل الحصار المحكم والمجاعة المتفاقمة منذ أكثر من 80 يومًا، نؤكد وبكل وضوح أنَّ أي مساعدات حقيقية لم تدخل إلى قطاع غزة».
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يُغلق جميع المعابر بشكل كامل، ويمنع إدخال ولو حبة قمح واحدة منذ قرابة ثلاثة أشهر، في سياسة تجويع ممنهجة تستهدف 2.4 مليون إنسان أعزل.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يدّعي أنه سيسمح بإدخال 9 شاحنات فقط، محمّلة بمكملات غذائية محدودة للأطفال، وهي لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات العاجلة، ولا تلامس الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
وأشار إلى أن قطاع غزة بحاجة يوميًّا إلى 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود، أي ما مجموعه 44,000 شاحنة كان يجب أن تدخل خلال 80 يومًا.
وتابع: «ما سيدخل اليوم الاثنين لا يتجاوز 0.02% من هذا الرقم! هذه المقارنة وحدها كفيلة بكشف حجم الكارثة والنية الإجرامية الكامنة وراء إغلاق المعابر وتجويع السكان».
وحمل المكتب، الاحتلال والمجتمع الدولي المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة الإنسانية المتواصلة، مطالبًا بتحرك عالمي دولي فوري لفتح المعابر دون قيد أو شرط، وإدخال الاحتياجات الإنسانية بالكامل، قبل فوات الأوان.