بينهم شيعة وسيخ وهندوس.. خريطة للأقليات الدينية تحت رحمة طالبان في أفغانستان

آخر تحديث: الخميس 19 أغسطس 2021 - 2:31 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

عادت للأذهان ذكريات المذابح الجماعية التي تعرضت لها أقلية الهزارة الشيعية إبان فترة حكم طالبان لأفغانستان في التسعينيات، كما لم تسلم خلال نفس الفترة معابد أقلية السيخ من التخريب والهدم، ليصبح أبناء تلك الأقليات على موعد مع مصير مشابه لفترة التسعينيات بعد عودة طالبان على سدة حكم الأراضي الأفغانية.

وتستعرض "الشروق" الطبيعة الديمغرافية للأقليات الدينية بأفغانستان، وأبرز الانتهاكات التى تعرضت لها من قبل طالبان.

يشكل المسلمون السنة 90% من عدد السكان الأفغان، رغم عدم وجود إحصائيات رسمية، واقتصار الأرقام على تقارير إعلامية وحقوقية، وبجانب الأكثرية السنية، يوجد 10% من الطائفة الشيعية بالمذهبين الإمامي والإسماعيلى، أغلبهم ينتمون لعرقية الهزارة، ويقطنون وسط البلاد، بينما بعض الشيعة من قبائل الطاجيك المقيمة غربا وقبيلة شيعية واحدة تنتمي لعرقية البشتون المهيمنة على أكبر عدد من السكان.

وبجانب الشيعة، يوجد المئات من أقليتى السيخ والهندوس، متفرقين على ولايتي كابول وجلال أباد، إذ بحسب تقرير لقناة طلوع الأفغانية فقد هبط عددهم بـ99% منذ السبعينيات، حين كان عدد السيخ والهندوس يقارب الربع مليون، لكن أغلبهم فر للهند وعدد من دول أوروبا إبان الغزو الأمريكي.

وعن علاقة حركة طالبان بالأقليات الدينية، أعلنت طالبان خلال التسعينيات تكفيرها للطائفة الشيعية ونفذت عام 1998 مجزرة بحق الهزارة في مدينة مزاراي شريف، التى راح ضحيتها 7000 قتيل خلال أسبوع واحد، لتتبع الحركة تلك المجزرة بـ7 مجازر أخرى بولايتى باميان وسمنغان.

وأما عن علاقة طالبان بالسيخ والهندوس، فلم تشهد فترة حكم طالبان إبادات عرقية للأقليتين عدا عن تدمير 7 معابد كبرى لهم، إذ لم يتبق سوى معبدين، أحدهما بكابل والآخر في جلال أباد، ليمارس فيه أبناء الطائفتين شعائرهم الدينية.

واتسم تعامل طالبان مع الأقليات الدينية بارتفاع وتيرة العنف، والاستهداف منذ منتصف العقد الماضي، تزامنا مع بدء انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، فتعرض الشيعة الهزارة لعشرات الهجمات بالعبوات الناسفة والانتحاريين، عدا عن الاقتحامات المسلحة للقرى، التى كان لطالبان باع طويل في بعض تلك الهجمات، بينما نفذ فرع خراسان لتنظيم داعش أكثرية تلك الهجمات.

وشهد عام 2018 عددا من الهجمات الواسعة لطالبان على 3 مناطق لشيعة الهزارة شرقي أفغانستان، التى نتج عنها مقتل وجرح المئات ونزوح الآلاف لولايات مجاورة.

أما السيخ والهندوس، فلم يتعرضو لهجمات من قبل طالبان، إلا أن هجومين انتحاريين استهدفا الطائفتين عامى 2018 و2020 على يد تنظيم داعش، ما جعل المئات المتبقيين بأفغانستان يتقدمون بطلبات لجوء لدولة الهند.

وأما الهزارة، فرغم نزوح الكثير منهم لباكستان وإيران المجاورتين، إلا أن الأقلية بجانب الشيعة الطاجيك اختاروا حمل السلاح دفاعا عن النفس بتأسيس ميليشيات دفاع ذاتى عن مناطق تواجدهم، وذلك قبيل سيطرة مسلحي طالبان على معظم الأراضي الأفغانية خلال الأسابيع الماضية، واستسلام الميليشيات المحلية لها في الولايات المختلفة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved