ذكرى ميلاد محمد عبد المطلب.. كيف عبّر سعد زغلول عن إعجابه بموهبته؟

آخر تحديث: الجمعة 19 أغسطس 2022 - 1:48 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

يحتفي الوسط الفني هذا الشهر بذكرى ميلاد الفنان محمد عبد المطلب، والذي ولد في 13 أغسطس عام 1910، بشبراخيت التابعة لمحافظة البحيرة، وكان والده يتميز بصوت عذب ورخيم؛ حيث كان يعمل مؤذنا، ليتعلق عبد المطلب بحب الإنشاد منذ مهد طفولته.

ويحتفظ عبد المطلب بمكانة كبيرة لدى جمهور وعشاق الطرب الشعبي، والذي أثراه بأغنيات خالدة في الذاكرة الموسيقية، ومنها "ساكن في حي السيدة" و "ليلة بيضا يا محلاكي " و "مابيسألش عليا أبدا"، لجانب حضوره المميز في الموسم الرماضي من كل عام بتحفته "رمضان جانا" والتي تمثل النشيد القومي والرسمي للشهر الكريم.

وكانت لتلك الموهبة الكبيرة، مبشرات منذ الطفولة، والتي ارتبطت بها مواقف مميزة، والتي تبدأ مع إتمامه لحفظ القرآن الكريم بكتّاب الشيخ محمد السنباطي، ليقرر والده بعدها إرساله إلى أخيه محمد لبيب في القاهرة ليلتحق بمدرسة محمد علي الابتدائية، ويكمل مساره التعليمي.

لكن يبدو أن عبد المطلب كان انجذابه للطرب والموسيقى أشد من ارتباطه بالتعليم فبدأ في اختلاق الأعذار، وعدم الذهاب إلى المدرسة يوما تلو الآخر، وأدرك الأخ الأكبر انجذاب أخيه الصغير إلى عالم الطرب، فأخذه في زيارة إلى منزل الزعيم سعد زغلول، وهناك أنشد بعض الأغنيات الوطنية في حضوره، وذلك بحسب ما أكدته رواية السكرتير الخاص بالزعيم، محمد إبراهيم الجزيري في كتابه سعد «زغلول: ذكريات تاريخية طريقة».

يقول الجزيري: "زارني في سنة ١٩٢٥ بيت الأمة أحد موظفي وزارة الزراعة، ولا أذكر من اسمه إلا كلمة «الأحمر، وفي صحبته طفل لا يجاوز التاسعة أو العاشرة من عمره. وقال إن هذا الطفل أخوه، وهو يهوى الإنشاد، وصوته حسن، ويتمنى لو ينشد أمام الرئيس أبيانا وطنية، فعرضت الأمر على سعد، وكان معتدل المزاج، فأدخلت الأخوين إلى مكتبه وشرع الطفل في رباطة جأش ينشد، بصوت جميل أبياتا وطنية، وطرب سعد وعجب من شجاعة الطفل، وقبّله وحيّاه بكلمات طيبة".

وأضاف: "كان هذا الطفل يلبس بدلة ذات بنطلون قصير، وكان لدينا أشد النحافة، واسمه اليوم «الأستاذ محمد عبد المطلب، المطرب الشعبي الشهير وأكد عبد المطلب تلك الواقعة ولم ينمها، بل إنه أضاف أن سعد باشا زغلول قّبله ومنحه جنبها قبل أن يقابل السيدة صفية زغلول (أم المصريين)، ويغني أمامهما الأغنية الشهيرة "رنة خلخالي يامّه"، بينما يمسك بعصا صغيرة في يده كأولاد البلد!".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved