أحمد سمير: لا أعترف بمصطلح الرواية السياسية.. والرواية ليست مصدرًا للرزق فى مصر

آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2019 - 11:07 ص بتوقيت القاهرة

 شيماء الشبراوى:

«كان لا ييأس من الانتصار على الأشرار، ولهذ السبب تحديدا أتحدث عنه الآن بصيغة كان».. بهذه الكلمات افتتحت رواية «قريبا من البهجة» الصادرة عن دار الشروق، طريقا معاصرا للكشف عن هوية جيل ثورة 25 يناير، حيث قدم الكاتب والصحفى أحمد سمير نفسه كأحد أبناء هذا الجيل، معلنا أن «الناس هم الأصل» فى روايته وليس الحدث السياسى. متخذا من الإنسان المصرى نقطة انطلاق عبر معه وبه من أزمة التعبير عن الأنماط واختزال الشخصية فى تصنيف أو توجه.
وقال: إنه ذهب فى تجربته الروائية الأولى «قريبا من البهجة» مع الشخصية، ومن خلال عملية توليد وتداع للأفكار والأحداث اتخذت الرواية مساراتها غير المخططة، وإن كانت الرحلة معروفة مسبقا. وأضاف أن الرواية تعرض 34 شخصية، جميعها تعبر عن شرائح وانتماءات متنوعة داخل مجتمعنا المصرى، ومن خلال مشاهد منفصلة على مستوى الزمن، متصلة على مستوى التجربة الإنسانية جاء دور الراوى غير العليم، حيث حكيه اكتشاف وتجربة، يتشارك معه فيها القارئ عن طريق التخيل لمسار الأحداث التى لن تحكى. وأكد على قصدية عدم استخدام فكرة الراوى التقليدى (العليم) والذى عادة ما يتسم بالقدرة الإلهية فى معرفة الأحداث ودواخل الشخصيات وعلاقاتها فيما بينها مع مسحة غموض وتجهيل لهويته، فلا يعرف القارئ من الذى يحكي؟ ولماذا؟. كما أكد على، أن شكل السرد اعتمد على أن القارئ هو الذى يؤسس للحكاية.
وأوضح، خلال الندوة الثقافية، التى نظمتها دار الشروق، واستضافتها مكتبة مصر الجديدة العامة، الأربعاء الماضى، أنه أراد أن يعبر عما يعرفه من حكايا لأناس كان للحدث السياسى تأثر كبير على مسار حياتهم، وأن هذه الحكايات وتلك الشخصيات حركت دافعه نحو محاربة القهر الذى يمثل بالنسبة له هاجسا، متعدد الأشكال، كاشفا عن رأيه فيما يخص مصطلح الرواية السياسية، حيث يرى أن الرواية عامة والكاتب خاصة ليس من مهمتهما تقديم تأريخ سياسى خالص، بينما همّ الرواية والروائى هو الإنسان فى ظل الأحداث.

وتناول، سمير، فكرة التناص القرآنى واستخدامه بكثرة داخل الرواية، حيث أعلن أن التناص جاء داخل الرواية موظفا فى عملية اشتباك العلاقات بين الراوى غير العليم وأصحاب التوجهات الدينية تحديدا. وأضاف أن التناص القرآنى كان يستخدم فى كل الشعر العربى تقريبا، وفكرة استخدام التراث الدينى فى الأعمال الأدبية ليست جديدة، وهى فى النهاية تعود لدرجة ثقافة المتلقى وعلمه بثقافتنا وتاريخها الذى امتدد قرابة 14 قرنا من الزمان.

أما عن الكتابة بشكل عام، قال إن حلم الكتابة كان يراوضه وهو فى سن صغيرة، وكبر معه هذا الحلم، حتى دخول عالم الصحافة كان بديلا عن الكتابة الروائية، حيث اتسمت كتاباته بالشكل القصصى إلا انها فى النهاية مقالات صحفية تعتمد على المباشرة وتوثيق للمعلومات وتوضيح لرأى الصحفى، وهذا عكس ما تتطلبه الرواية. وأوضح أن المباشرة والمعلوماتية كانت من ضمن الأسوار التى أرد القفز فوقها خلال عملية الحكى. وأشار إلى عدم الاعتماد على كتابة الرواية باعتبارها مصدرا للرزق، مؤكدا أن الرواية فى مصر تحديدا لا توفر عوائدها احتياجات الكاتب الأساسية، ذاكرا خلال كلامه أن أهم كتاب مصر، وعلى رأسهم نجيب محفوظ، كانوا يعتمدون وظائف ثابتة لتدر عليهم دخلا يعيشون منه، غير الرواية.
وأضاف أن، الكتابة تتطلب معرفة كل الطرق والقواعد القديمة حتى يصل الكاتب إلى طريقته، كما أن كسر القواعد لابد أن يخرج عن طريق معرفة القواعد أولا حتى تستطيع أن تكسرها. وفى هذا السياق أشار إلى تأثره الشديد بالكاتب العالمى المصرى نجيب محفوظ، والكاتب الكبير التركى أورهان باموق. وكشف، سمير، أن اسم الرواية «قريبا من البهجة» كان اقتراحا من صديقه الروائى السودانى حمور زيادة.
أما عن الرواية الجديدة، فقد أعلن أنه مازال أمامه تقريبا ستة أشهر حتى يخرج عمله الروائى الثانى إلى النور، وأشار إلى أن الرواية الجديدة ستكون الضعف من حيث المساحة، وأعرب عن استيائه من تباطؤه فى الكتابة والتى تستغرق منه الكثير من الوقت الذى يضيع فى إعادة الصياغة والاختزال والتكثيف. كما أعلن أن أسلوب السرد سيكون مختلفا فى الرواية الجديدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved