«كليوباترا» نقلة فنية جديدة لفرقة باليه أوبرا القاهرة

آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2019 - 9:31 م بتوقيت القاهرة

حاتم جمال الدين

شهد المسرح الكبير لدار الأوبرا أربعة عروض لباليه «كليوباترا» أحدث إنتاج فنى لفرقة بالية أوبرا القاهرة، وذلك وسط اهتمام جماهيرى كبير بهذه التجربة التى تمثل نقلة فنية جديدة لواحدة من أعرق فرق الباليه فى منطقة الشرق الأوسط، والتى قدمت فى عرض من فصلين من خلالها للعالم قصة خالدة من وحى التاريخ، دارت أحداثها فى عصر الدولة الرومانية.
ويتناول العرض القصة التاريخية لكليوباترا ملكة مصر وزواجها بالقائد الرومانى مارك أنطونيو الذى اقتسم حكم الإمبراطورية الرومانية مع أوكتافيوس بعد قتل يوليوس قيصر، ثم اعلان أوكتافيوس الحرب ضد كليوبترا وأنطونيو وهزيمتهما فى معركة أكتيوم البحرية، والتى انتهت باحداث مأساوية لواحدة من اشهر قصص الحب فى التاريخ.
وضع الموسيقى العرض المؤلف الموسيقى المصرى محمد سعد باشا أستاذ التأليف الموسيقى بالكونسيرفتوار، والذى قدم من خلال قصة كليوباترا وأنطونيو موسيقى تفيض بالحس المصرى الخالص، ولكن من خلال لغة عالمية، فكان موسيقى العرض هى البطل الأول، وهو العنصر الذى توقف عنده الجمهور كثيرا، واستقبل جمهور الحفل من المصريين والأجانب محمد باشا بعاصفة من التصفيق ليس فقط فى نهاية العرض ولكن بمجرد ظهوره بين فى بداية الفاصل الثانى.
على مدار ما يقرب من ساعتين عاش الجمهور مع تفاصيل القصة المعروفة لمعظم سكان العالم عبر التعبير الحركى للراقصين والراقصات، والتى تم صياغتها بدقة شديدة لتعبر عن مشاعر متضاربة بين الحب والكره والحماس والانتقام والتضحية، واستعانت الفنانة الكبيرة أرمنيا كامل مخرجة العرض والمشرف العام على فرقة باليه أوبرا القاهرة باثنين من مصممى الرقصات الموهوبين فى كوبا لرسم حركات الراقصين والراقصات فى باليه «كليوباترا»، وهما خوزيه بيريز ومساعده رينيه دى كارديناس، ولتصميم الملابس استعانت بالفنانة الايطالية مانويلا سييرى بما اثرى العمل بأفكار ولمسات زادت من جمال العرض وإبهاره.
ولعب الديكور دورا محوريا فى الاحداث، حيث تنقل بالمشاهدين من البر إلى البحر، ومن مصر إلى أوروبا والعكش، وذلك بحركات بسيطة وسريعة، وفى كل الاحوال حافظ على أن يكون عنصر الابهار حاضرا، وذلك عبر أفكار وسواعد مبدعين من أبناء دار الاوبرا المصرية، وتحت اشراف المهندس محمد الغرباوى، فيما جاءت الاضاءة التى صممها المبدع ياسر شعلان لتكتمل الصورة على خشبة المسرح والتى تظهر من خلالها كليوباترا فى أجواء أسطورية.
وعلى نفس المستوى من الدقة والتناغم جاء أداء راقصى فرقة باليه أوبرا القاهرة، خاصة مشاهد القيصر، وكذلك المشاهد التى جمعت كليوباترا مع مارك انطونيو، ومشاهد الحرب الذى كان بمثابة ذروة الأحداث الدرامية فى العرض.
العرض يأتى ضمن خطة لدار الاوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر لإثراء ميدان الفنون الجادة فى مصر، وتقديم عروض جديدة قادرة على مخاطبة جمهور عريض حول العالم بلغة يفهمها، يمكن أن تصل برسالة مصر الثقافية والحضارية للعالم من بوابة الفن.
تلعب فرقة باليه أوبرا القاهرة دور سفير الفن المصرى للعالم منذ أن تأسست فى عام 1966 كإحدى فرق أكاديمية الفنون، وقدمت عروضا لها خارج مصر منذ عام 1972، حيث طافت العديد من دول العالم منها روسيا، وبلغاريا، ويوغوسلافيا، وألمانيا، وفرنسا وتونس، وبعد أن تم ضمها لفرق دار الاوبرا فى عام 1991 تضمن الريبورتوارالخاص بها مجموعة من اشهر العروض الكلاسيكية العالمية منها روميو وجولييت، وبحيرة البجع، وكسارة البندق، وجيزيل، ودون كيشوت، وطقوس الربيع، وهاملت، ولوركيانا، وكارمينا بورانا، وبوليرو، وسندريلا، رقصات نلتقى بها، وبالرغم من كل شىء.
وحققت الفرقة جماهيرية كبيرة لفن الباليه فى مصر من خلال عروضها الليلة الكبيرة وبالية زوربا، ورقصات شعبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved