رسميا.. وزير الآثار يعلن عن اكتشاف 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا في حالة جيدة من الحفظ

آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2019 - 12:08 م بتوقيت القاهرة

إسلام عبد المعبود

عباس: نقل الخبيئة المكتشفة وعرضها في قاعة بالمتحف المصري الكبير

أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، اليوم السبت، رسميا نجاح البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الكشف عن "خبيئة العساسيف"، والتي تضم مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة.

وقال العناني إنه تم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوي الأول 18 تابوتا والمستوى الثاني 12 تابوتا، واصفًا إياها "بأنها أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن 19، واليوم، وبعد أكثر من قرن من الزمان يضيف الأثريين المصريين خبيئة أخرى جديدة بالأقصر".

ومن أشهر الاكتشافات السابقة خبيئتان للمومياوات الملكية هما خبيئة الدير البحري التي تمً الإعلان عنها عام 1881 وخبيئة أخرى عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني عام 1898 وخبيئة باب الجُسس عام 1891، حيث تم العثور على عشرات المومياوات لكهنة.

وأشار العناني إلى أنه فخور بعمله مع رجال الآثار بالأقصر، حيث إن هذه أول خبيئة تكتشف بأيدي أثريين مصريين، مضيفا أن ما تناثر من أقوال البعض عن التشكيك في هذا الكشف قبل الإعلان عنه أنه توابيت دفنت في عام 67 هي أقوال أقل من أن يلتفت إليها، وأنها لا تتعدى أن تكون ضمن الإشاعات المغرضة التي ليس لها أي أساس من الصحة أو الدليل والهدف منها النيل لأي نجاح تحققه الوزارة ويلفت انتباه العالم إلى مصر وحضارتها.

ومن جانبه قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ حوالي شهرين حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم استكمالا لأعمال الموسم السابق الذي بدأ في عام 2018 والتي أسفرت الكشف عن العديد من المقابر منها المدخل الأصلي لمقبرة TT 28 ومقبرتين لي "ثاو ار خت أف" و"ميري رع" من عصر الرعامسة.

وتابع: "أما هذا الموسم الذي بدأ منذ شهرين تم العمل علي توسعه نطاق الحفائر لتشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي تم العمل به الموسم السابق وأثناء سير العمل تم الكشف عن خبيئة "العساسيف" والتي تضم 30 تابوتا خشبيا لكهنة وكاهنات وأطفال من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد منذ 3000 عام".

وتضم الخبيئة مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر للآلهة آمون وخنسو حيث بلغ عددها حتى الآن 30 تابوتا من بينها 3 توابيت لأطفال.

وتتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت في توفير الدليل علي المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو في المراحل الأولي للتصنيع ومنها ما انتهي تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه ومنها ما تم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الآخر فارغة بدون زخارف.

وتمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة وكذلك مناظر من كتاب الموتي ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذي عبد في منطقه الدير البحري وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص ل speeches لآلهة مختلف.

وتأتي هذه الخبيئة اليوم كشاهد علي فتره تاريخيه لعدم الاستقرار انتشرت فيها سرقات المقابر وقل بناء المقابر الضخمه ولعب فيها التابوت دورا هاما كمقبرة للحافظ علي الجسد حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقا على حوائط المقابر لتجد مكانها علي جنبات التابوت.

وتوضح تلك المناظر والنصوص الممثلة علي جوانب التوابيت ارتباط تلك الخبيئة بالمنطقة، حيث مثلت مناظر الألهة حتحور والملك أمنحتب الأول واللذان انتشرت عبادتهما في منطقه الدير البحري والتي تعتبر جبانه العساسيف بلا شك جزءا منها.

ويأتي اختيار المكان أيضا لأسباب عديدة منها قدسيه المكان وأنه المكان الأمن في جبانه طيبه في وقت لم تسلم فيه حتى مقابر الملوك من السرقة.

أما فيما يخص طريقة الدفن في مجموعات فهي عادة معروفه سابقا، حيث وجدت الخبيئة باب الجُسس لكنهه وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحد والعشرين بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت وأن اختلفت في عددها وجود توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم فكلاهما يؤرخان لفترات تاريخيه انتشرت بها الدفنات الجماعية.

وأشار الطيب عباس مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إلى أنه سيتم نقل المجموعة كامله بالمتحف المصري الكبير، حيث تم تخصيص قاعة لعرض المجموعة كامله وسيتم نقلها بعد انتهاء أعمال الترميم الأولى على يد مجموعه متخصصه من مركز الترميم من المتحف المصري بالتعاون مع مرممي منطقه آثار الأقصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved