نجوم الفن يشاركون في جلسة عن الصحة النفسية للممثلين بمهرجان الجونة

آخر تحديث: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 6:51 م بتوقيت القاهرة

في إطار فعاليات اليوم الخامس من مهرجان الجونة السينمائي، عقدت جلسة بعنوان "تنفس، تحدث، مثِل: حديث عن الصحة النفسية للممثلين".

وناقشت محاور الجلسة المشاكل الصحة النفسية للممثلين، وهي قضية منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، حيث يرجع الضعف النفسي للممثلين إلى عدة أسباب مثل الرفض وخيبة الأمل في تأمين الأدوار، وفشل الاختبارات، والاستجابة السلبية من الجمهور أو النقاد لعملهم، والحاجة إلى تجسيد الدور الذي يلعبونه ليكون أصيلً وقابلً للتصديق كممثل.

وأدار الجلسة أنس بوخش، رائد الاعمال الامارتى ومُقدم برنامج "AB talks" عبر قناته على اليوتيوب، بجانب وجود على منصة المسرح كل من الفنان أحمد مالك والكاتبة مريم نعوم، الفنانة مي الغيطي، الفنان محمد فراج، والدكتور نبيل القط المتخصص في مجال الطب النفسي وإدارة المرضى وتدريب الزملاء والطلاب، بجانب كونه عضوًا مجلس إدارة في جمعية الطب النفسي التطوري، والجمعية الأمريكية للعلاج النفسي الجماعي.

وتحدثت الكاتبة مريم نعوم عن دور مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: "أحيانا تُقوم بعض الفئات من الجمهور بأسقاط حياتها على بعض الفنانين والممثلين والإسقاط هنا يكون نابعًا من وجود مشكلة نفسية لدى هذه الفئة نتيجة عدم مواجهة الذات بالضعف المتسبب بهذا الإسقاط وبالتالي يتم انعكاسه من خلال تعليقات خارجة أو في غير محلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضافت نعوم: "شخصية الفنان الموهوب أكثر تعقيدا، لذلك أدعو بعض المخرجين لتغيير تقنية الضغط على الممثلين بالأخص الضغط النفسي الذي أحيانا يتم فرضه بهدف إخراج الإبداع من الممثل ولكنه يترك أثر عكسي بعد انتهاء العمل، وبناءا عليه، أدعو العاملين في صناعة السينما المطالبة بوجود أخصائي نفسي بمواقع التصوير للتأكد من تحقيق التوازن النفسي المطلوب لفريق العمل مما سينعكس إنتاجية الافراد وإبداعهم".

ومن جانبه، أكد الفنان أحمد مالك أهمية وجود التوزان النفسي بين حياة الفنان العملية والشخصية قائلا: "عندما أكون شغوف بعملً ما، اعانى من حالة اكتئاب نتيجة أني وهبت نفسي ووقتي ومجهودي لهذا لعمل أثناء القيام به وبعد الانتهاء منه شعرت بفراغ، أعتقد أن ذلك كان إحساسي بعد الانتهاء من مسلسل "لا تطفئ الشمس"، لم أكن أعرف كيف أتعامل مع شخصيتي".

وتابع مالك: "كل الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما وهي أساليب تفتح آفاق الفنان، فالراسم والعازف لديهم أدواتهم ولكن الممثل لديه جسده وعضلاته ولكي يصل إلى تناغم يخلق نسيج بين الفنان والشخصية، يجب استخدام العلاج بالدراما، بالإضافة إلى تحقيق التوازن اليومي من خلال تبني روتين مثل الرياضة أو قراءة الكتب بعد الانتهاء في مواقع التصوير بهدف الفصل بين شخصية الممثل الحقيقة والشخصية التي يؤديها في العمل الفني".

وتحدثت الفنانة مي الغيطي عن أهمية الصحة العامة للفنانين، قائلة: "يعاني القائمين على صناعة السينما والاعمال الدرامية من ساعات عمل تتجاوز الـ 16 ساعة، بالإضافة إلى عدم وجود تفهم أو تقُبل أن الفنان هو إنسان يمرض ويتعب ويحتاج إلى الراحة والعلاج حتى يقدر على استلهام أركان الشخصية التي يؤديها".

وأضافت: "أسوأ شيء هو طلب المخرج أو فريق الإخراج من الفنانين أن يأدوا أدوارهم بغض النظر عن آلامهم الجسدية ليس النفسية فقط، وهو مما تعرضت له في أحد الأعمال التي كنت أشارك فيها مؤخر، متى سيكون مقبولا أن يغادر الممثل موقع التصوير أثناء مرضه؟، لذلك أدعو جميع الممثلين التضامن مع زملائهم ورفض استكمال التصوير".

أما الفنان محمد فراج، فأوضح أهمية وعي الممثل بالمجهود النفسي والذهني المطلوب للتحضير للشخصية، متابعًا: "أعتقد أن وعي الممثل وشغفه بالشخصية التي يؤديها، وبالأخص الشخصية الأكثر تعقيدا، يجب أن يتضمن معرفة أن الممثل مُقدمة على حرب نفسية بين شخصيته الحقيقة والشخصية التي يؤديها".

وأضاف فراج: "أول مرة احتجت للكثير من التحضير كان أثناء دوري بمسلسل "تحت السيطرة"، كان لا بد أن أتدرب نفسيا لأعرف كل تفاصيل الشخصية، لذلك يجب أن يكون الممثل صادقًا مع نفسه ومُلمًا بالمجهود النفسي والذهني المطلوب منه لأداء الشخصية بالشكل الأمثل".

وعقب الدكتور نبيل القط على ما ذكره الفنانين الموجودين على المنصة، قائلا: "الاكتئاب أحد أكثر المشاكل النفسية التي يعاني منها الممثل، سواء أثناء المشهد وهو يحاول أداء الشخصية بالشكل الأمثل أو بعد الانتهاء من العمل وقبل عرضه، حيث يعاني من قلق شديد نتيجة انتظاره لمعرفة آراء الجمهور والصُناع حول عمله، بالإضافة الى، عدم الأمان المادي نتيجة عدم وجود دخل ثابت".

وتابع القط: "من درس التمثيل يعلم جيدا أن الممثلين لديهم قدرة أعلى على ضبط النفس وينتمون لفئة من الناس لديها دور مجتمعي مميز، أدعو الممثلين لرفض تحويل أنفسهم وأجسادهم لخدمة المخرج والمنتج والاستايليست، فطبقا لإحدى الدراسات يمكن للممثل عمل 146 دورًا خلال حياته منها 86 دورًا رئيسيًا فقط إذا قدر على تنمية الوعي بالذات، أنصح كل الممثلين بالفصل بين الحياة العملية والشخصية من خلال تبني عادات تُغذى شخصيتهم وتزيد من وعيهم مثل الاحتفاظ بشيء شخصي أثناء التصوير".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved