آمنة نصير عن جرائم الميراث: الحل في يد كبير العائلة

آخر تحديث: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 3:25 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

في الفترة الأخيرة، شهدت محافظات مصرية جرائم عديدة، كان بطلها الخلافات الأسرية حول "الميراث"، فقتل طفل عمه بسبب استيلائه على ميراثهم، وحاول شقيقان إلصاق تهمة مخلة بالشرف بشقيقتهما بتصويرها عارية مع صديقهما، وآخر قتل شقيقه، فيما أنهى رجل حياة نجلي شقيقه أمام والدهما ثم شرع في قتله، ومُسن أحرق زوج شقيقته حتى الموت، وشاب قتل حفيد عمه انتقاماً منه.

في مصر، التي تسري فيها أحكام الشريعة الإسلامية خلال تقسيم ممتلكات الشخص المتوفي، عادة ما تكثر الخلافات على "الميراث"، وخاصة في الأرياف والصعيد وداخل العائلة الواحدة، لمنع الورثة من حقوقهم، ولعل الحالات الأكثر جدلا كانت تكمن في منع "توريث البنات"، وهي القضية الخلافية، التي ستظل الأبرز في الخلافات القائمة على "الميراث".

وعن تزايد الجرائم المرتبطة بقضايا الميراث، توضح الدكتورة آمنة نصير، أستاذ عقيدة وفلسفة إسلامية بجامعة الأزهر، أن الجرائم أصبحت جزءا من الأمراض النفسية التي أصابت بعض الأشخاص، وأن ما جد على الشعب المصري أنه أصبح يستبيح الإجرام، سواء بين الزوج والزوجة أو بين الوارث والورثة.

وأضافت نصير، أن نوعية تلك الجرائم المرتكبة بسبب الخلافات على المواريث أصبحت بغيضة جدا وتهدد المجتمع، متمنية ألا تزيد في مجتمعنا، وتكون هناك طريقة لحل الأزمات المرتبطة بها، قائلة: "الميراث ربنا مريح بيه البشر، فيعطي لكل ذي حق حقه، فبتتقاتلوا على إيه!".

وأوضحت أستاذ العقيدة، في حديثها لـ"الشروق"، أن الميراث لم يترك سدى لأحد وإنما الحق قننه بمنتهى الدقة في آيات الميراث من سورة الناس لإعطاء كل شخص ما يستحقه، فقد جاء القرآن ليؤكد على مبدأ إشراك الجميع في التركة، بقوله تعالى: «لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً».

وتوضح نصير أن الله سبحانه وتعالى فصل نصيب كل وارث ولم يترك المسألة للاجتهاد، وحدد الشرع تلك الأنصبة من خلال ثلاث آيات محكمات من سورة النساء، اثنتان متصلتان في بداية السورة، وآية ختمت بها السورة.

وعن تزايد معدل الجرائم المرتبطة بقضايا الميراث، تقول: "الأزمة التي نقف أمامها تحتاج إلى حلول جذرية أولها التنشئة السليمة للأبناء وتعليمهم إعطاء الحقوق إلى أصحابها والسير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ووفق الشريعة الإسلامية".

وأما عن الخلافات القائمة بسبب الميراث فطالبت عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، بأن يتولى كبير العائلة في كل عائلة مهمة توزيع الميراث حتى وإن كان نفسه ليس من الورثة، حتى يتفادى وقوع المشاكل أو الاعتداءات ويمنع الجشع أو الطمع من قبل بعض الأفراد ويتأكد من توزيع التركة كما أمر الله وجاءت به الشريعة الإسلامية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved